تعد الغابات أكثر النظم البيئية تنوعا بيولوجيا على الأرض، حيث إنها تستوعب أكثر من 80% من المواصفات الأرضية للحيوانات والنباتات والحشرات، فى الوقت التى تغطى 30% من سطح الأرض، ومصدر للهواء النظيف والماء، ولذلك فإن هناك الآن مساعى عالمية لكبح إزالة الغابات من أجل مكافحة تغير المناخ.
وبدأت أوروبا مساعيها لمكافحة تغير المناخ، ووافق البرلمان الأوروبى على قانون يسهم فى مكافحة إزالة الغابات، وذلك من خلال إلزام الشركات التى تبيع أو تسوق بعض المواد الخام فى سوق الاتحاد الأوروبى على تتبع مصدرها وإثبات أنها ليست مرتبطة بتدمير وإزالة الغابات وخاصة المنتجات المصنعة من فول الصويا والشيكولاته والقهوة، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وقال باسكال كانفين، الذى يرأس لجنة البيئة فى البرلمان الأوروبي، إن الاتفاقية التى أبرمتها الكتلة المكونة من 27 دولة تعد "الأولى على مستوى العالم"، مضيفا: "ستغلق أوروبا أبوابها أمام المنتجات اليومية التى لها أكبر تأثير على إزالة الغابات فى العالم إذا لم يكن مستوردوها قادرين على إثبات أنها لا تأتى من المناطق التى أزيلت منها الغابات".
وأضاف: "القهوة التى نشربها فى الصباح، والشيوكولاتة التى نأكلها، والفحم الذى نستخدمه فى حفلات الشواء لدينا، والورق فى كتبنا.. وهذا ما سنفعله".
وأشارت الصحيفة إلى أن البرلمان الأوروبى وافق فى بداية ديسمبر الجارى على لائحة قانونية تنشئ نظاما تجبر من خلاله الشركات التى تبيع أو تسوق بعض المواد الخام فى سوق الاتحاد الأوروبى على تتبع مصدرها وإثبات أنها ليست مرتبطة بتدمير الغابات أو انتهاكات حقوق الإنسان.
وتوصل المشرعون والحكومات فى الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء الماضى، إلى اتفاق من شأنه حظر استيراد المنتجات التى تسهم فى إزالة الغابات فى جميع أنحاء العالم.
وكانت منتجات مثل فول الصويا أو الشوكولاتة أو القهوة التى تم استيرادها إلى أوروبا حتى الآن مسؤولة عن 16٪ من إزالة الغابات من غابات الأرض، مع هذه اللائحة الجديدة، تصبح أوروبا مثالاً فى الكفاح ضد إزالة الغابات، إذا أقرت دول آخرى لوائح مثل أوروبا، فيمكن القضاء على ما يقرب من 75 ٪ من إزالة الغابات فى العالم.
فى نهاية عام 2022، تُعقد سلسلة من مؤتمرات القمة العالمية رفيعة المستوى، والتى تعد ضرورية لضمان مستقبل الطبيعة والناس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الضرورى اعتماد اتفاقية شبيهة بـ "اتفاقية باريس" بشأن تغير المناخ، قادرة على دفع إجراءات فورية لوقف وعكس فقدان التنوع البيولوجى بحلول عام 2030.
وتتعرض الغابات فى جميع أنحاء العالم لتهديد متزايد من إزالة الأخشاب والزراعة، لاسيما زراعة فول الصويا وزيت النخيل.
وتشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" إلى أن 420 مليون هكتار (1.6 مليون ميل مربع) من الغابات، وهى مساحة أكبر من الاتحاد الأوروبي، دمرت بين عامى 1990 و2020.
وهناك ما يقدر بثلاثة تريليونات شجرة على الأرض. يشكل بعضها جزءًا من النظم الإيكولوجية للغابات الكبيرة مثل غابات الكونغو المطيرة، بينما يقع البعض الآخر فى مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة مثل حواف الصحراء الكبرى. ومن بين 60.000 نوع من أنواع الأشجار المعروفة، ما يقرب من ثلثها مهدد بالانقراض، وفقًا لتقييم حديث.
لم يتمكن العلماء من التوافق على تعريف واحد للغابة بسبب الخلافات حول كثافة الأشجار وارتفاعها وغطاءها التاجي، لكن يعتبر تعريف منظمة الأغذية والزراعة للغابة هو الأكثر شيوعًا واستخدامًا: “أرض تمتد أكثر من 5.0 هكتار بها أشجار أطول من 5 أمتار وغطاء تاجى أكثر من 10 %.
على الرغم من اختلاف التقديرات، فإن قطاع الأراضى هو ثانى أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى ويمثل حوالى ربع الانبعاثات العالمية، وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والتى تعد إزالة الغابات جزءًا رئيسيًا من هذه الانبعاثات.
يقول العديد من العلماء إنه لن يكون من الممكن الحد من الاحترار العالمى عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة دون وقف إزالة الغابات.
ما هى إزالة الغابات؟
إزالة الغابات هى تحويل مدفوع من قبل الإنسان إلى استخدام أراضى الغابات لأغراض أخرى غير الطبيعية، مثل تربية الماشية أو إنتاج فول الصويا، وغالبًا ما تقطع أشجار الغابات بالآلات ومن ثم حرقها.
تغيير استخدام أراضى الغابات، بالإضافة إلى كونه مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات الكربون، فإنه أيضًا أحد العوامل الأساسية لفقدان التنوع البيولوجي، وهو ما حذر منه العلماء باعتباره يقود إلى ما يسمى بـ الانقراض الجماعى السادس للحياة على الأرض.