رئيس الوزراء يوجه بإعداد خطة استراتيجية لتوطين صناعة الأعلاف فى مصر
استهل الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماع الحكومة اليوم برئاسته، بمقر العاصمة الإدارية الجديدة، بالإشارة إلى النتائج الإيجابية لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى المملكة العربية السعودية لحضور القمة العربية الصينية الأولى، حيث اعتبر الرئيس فى كلمته أن هذه القمة تعدُ بمثابة نقطة انطلاق جديدة للتعاون الاقتصادى بين العالم العربى والصين، تدعم مُجابهة التحديات التى تواجه الدول النامية.
وأكد رئيس الوزراء أهمية اللقاءات الثنائية التى عقدها الرئيس السيسى على هامش القمة، والتى شهدت التشاور وتنسيق الرؤى بشأن العديد من القضايا الإقليمية، وكذا تعزيز قنوات التواصل بين مصر والبلدان العربية والصين وخاصة فى إطار تعزيز التعاون الاقتصادي.
كما أشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أهمية مُشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى القمة الأمريكية الأفريقية، بالولايات الأمريكية المتحدة، حاليًا، لافتًا إلى أن القمة ستمثل إطارًا لطرح الموضوعات التى تهم الدول الأفريقية فى ظل التحديات العالمية القائمة، وتعزيز الشراكة الأفريقية الأمريكية، ودفع مجالات التعاون.
وتطرق رئيس الوزراء خلال الاجتماع إلى نتائج عدد من الزيارات التى قام بها مؤخرًا، حيث أشار إلى ما شهدته زيارة محافظة السويس من تفقد مجمع السويس الطبى، الذى وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بإنشائه ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل، التى سيتم تطبيقها بمختلف ربوع الجمهورية، وتأتى "السويس" ضمن المرحلة الأولى لتطبيقها.
ولفت مدبولى إلى أنه حرص على تفقد عدة مدن سكنية بالسويس تشهد أعمال التطوير، بهدف تحسين جودة الحياة للأهالى بها، لافتًا إلى أن 17 منطقة قاربت على اكتمال التطوير، من أصل 35 مدينة مستهدفة بالسويس، كما سيتم تطوير عدد آخر من المناطق غير المخططة، مضيفًا أنه تفقد أيضًا مشروع تبطين ورفع كفاءة ترعة السويس كمشروع حضارى كبير، وتنفيذ مستشفى الطب الرياضى كواحدة من النماذج القليلة على مستوى مصر فى هذا المجال.
وتناول الدكتور مصطفى مدبولى خلال الاجتماع نتائج زيارته أمس إلى توشكى لتفقد سير الأعمال بمشروع تنمية منطقة جنوب الوادى، معتبرًا أن ما يتم هناك يمثل ملحمة من الجهد والتنسيق على أعلى مستوى، سواء فى تنفيذ أعمال البنية الأساسية وتجهيز الأرض واستصلاحها للزراعة، متوجهًا بالشكر للوزارات المشاركة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ولجميع من يسهم فى نجاح جهود استصلاح الأراضى وزراعتها.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه قام صباح اليوم بالتوجه إلى مدينة الاسماعيلية لمتابعة أعمال تنفيذ مشروعى مدينة اللقاحات والبيوتكنولوجى، وشركة " بى أى إل ميدل إيست أند أفريكا" لتصنيع وإنتاج الضمادات الطبية الحديثة، والتى تتم من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، التابع للقوات المسلحة، بالتعاون مع القطاع الخاص، وإقامة شراكات عالمية متعددة.
وثمن مدبولى الانجاز الكبير الذى يتحقق لتنفيذ هذين المشروعين، فى إطار من الشراكة مع القطاع الخاص، باعتبارهما من المشروعات القومية فى مجال الصحة العامة للمواطنين، وتوطين صناعة اللقاحات البشرية والبيطرية فى مصر.
وخلال الاجتماع، أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، على ضرورة أن يكون لدينا خطط وبدائل للتعامل فى ظل توقعات طول أمد الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، مشيرًا إلى أهمية التحرك فى عدة محاور بهدف زيادة الاستثمارات الأجنبية، وتهيئة المناخ المشجع والمحفز لجذب الاستثمارات فى القطاعات المستهدفة.
ولفت مدبولى فى هذا الصدد إلى أنه تم تشكيل لجنة عليا مختصة بالنظر فى طلبات المستثمرين الراغبين فى الحصول على "الرخصة الذهبية"، حيث تقوم ببحث ودراسة الموقف المالى للشركات المقدمة، ودراسة الجدوى الخاصة بالمشروع، وغيرها من شروط منح الرخصة الذهبية، التى تستهدف تسريع حركة الاستثمار وتهيئة مناخ الأعمال أمام المستثمرين وحل مشكلاتهم، من خلال توحيد وتبسيط الإجراءات والتراخيص المطلوبة لبدء أنشطتهم.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه تم أيضًا تشكيل لجنة عليا لتنفيذ سياسة ملكية الدولة، تختص بتنفيذ سياسة الملكية وفق برامج زمنية محددة، وتذليل كافة التحديات التى تواجه التنفيذ.
ولفت رئيس الوزراء إلى تشكيل لجنة عليا وزارية لتنظيم المؤتمر الاقتصادى للاستثمار المزمع عقده مطلع العام المقبل، تختص باعتماد خارطة طريق والخطة العامة للإعداد للمؤتمر، والتنسيق مع الجهات لعرض كافة الفرص الاستثمارية فى مصر على هامش المؤتمر.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولى أن الحكومة تتحرك بخطوات واضحة لمواجهة ارتفاع الأسعار، حيث أصدرت تكليفات واضحة لكافة الأجهزة الرقابية بالتوافق بشأن مهلة محددة سيعلن عنها، وسيتم بعدها المرور الدورى، والتعامل على الفور مع أى منفذ بيع ـ مثل تجار التجزئة والمحال التجارية ـ لا يلتزم بإعلان أسعار السلع، أو يُغالى فى أسعارها، وكذا من يقومُ باكتناز السلع، أو إخفائها عن المواطنين، وذلك بإغلاق منفذ البيع ومُصادرة السلع التى يعرضها، وإعادة بيعها لصالح المواطنين.
وطالب رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، بأهمية قيام الوزراء والمسئولين بالتعقيب الفورى والتوضيح للرأى العام، ووسائل الإعلام بشأن أى قضية مثارة على الساحة، وتستحوذ على اهتمام المواطنين، وإتاحة البيانات والمعلومات للرد، وذلك بما يسهم فى منع إثارة البلبلة، مؤكدًا على التنسيق المستمر بين مختلف الوزارات والجهات المعنية فيما يتعلق بهذه الملفات.
وأكد رئيس الوزراء أهمية التحرك فى عدد من الملفات التى تخص القطاعات الحيوية على المدى المتوسط، مشيرًا إلى أن من بين تلك الملفات ما يتعلق بتوفير الأعلاف المطلوبة لصناعة الدواجن، وذلك دعما لهذه الصناعة الهامة، مجددًا التأكيد على أهمية إعداد خطة استراتيجية لتوطين صناعة الأعلاف فى مصر، سعيا لتوفير مختلف الاحتياجات محليا، من خلال التوسع فى زراعة فول الصويا، والذرة، إلى جانب إقامة المزيد من المصانع لمركزات الأعلاف.