رصد عدد من الخبراء فى الشأن التركى السيناريوهات المحتملة فى تركيا بعد فشل الانقلاب الذى حدث، أمس الجمعة، مؤكدين أن سلطة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ، ستزداد وسيخرج من الأزمة أقوى مما سبق، متوقعين أن يحد "أردوغان" من قدرة المؤسسة العسكرية ، وأن يزيد من سلطات أجهزة الاستخبارات ، وعلى المستوى الخارجى توقع الخبراء زيادة الفجوة بين تركيا والاتحاد الأوروبى .
زيادة الفجوة مع الاتحاد الأوروبى
ومن جانبه قال مصطفى زهران ، الباحث فى الشئون التركية ، إن الأحداث الأخيرة ستلقى بظلالها على العلاقات التركية الأمريكية على خلفية مطالبة أنقرة لواشنطن بتسليم المفكر الإسلامى فتح الله كولن، متوقعا أن تزداد الفجوة بين تركيا والاتحاد الأوروبى ، مما سيؤثر على وضع اللاجئين السوريين .
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": "وربما سنشهد حسما لملفات مثل سوريا والأكراد ومشكلة داعش فى المنطقة العازلة"، متوقعا أن يزداد التحالف التركى الخليجى قوة ، وأن تقل حدة المشاكل بين تركيا والعالمين العربى والإسلامى، كما توقع حدوث تقارب بين أنقرة والقاهرة.
وعلى المستوى الداخلى توقع "زهران" أن يتم تقليص قدرات وسلطات الجيش التركى ، فيما ستزداد قوة أجهزة الاستخبارات التركية بسبب دورها الكبير فى إفشال الانقلاب، مضيفا:"ستحظى الشرطة فى الداخل بدور يختلف عن السابق، وسينظر الشعب لها بشكل مختلف".
وأكد "زهران" أن الشعب التركى نجح فى تقديم رسالة مفادها "لا فاشية دينية، ولا عسكرية فالمقياس والحكم الأول والأخير للشارع"، مضيفا أن حزب العدالة والتنمية سيعيد النظر فى ملفاته، وستصطف الأحزاب الداخلية بجانب الشرعية فى مناهضة الانقلاب، وسيتم رأب الصدع بين الأحزاب بشكل كبير، وإعادة لُحمة المشهد السياسى، وتعميق أواصر الروابط فى الدولة التركية وتوحيد الموقف تجاه الملف الكردى.
القضية الكردية
فيما توقع رجائى فايد، رئيس المركز المصرى للبحوث والدراسات الكردية، أن يخرج أردوغان وحزب العدالة والتنمية من هذه الأزمة أقوى بكثير مما كانا عليه فى الماضى، متابعا :"على الرغم من أن المؤسسة العسكرية وما طالها من إجراءات وتعديلات دستورية كانت صاحبة القرار السياسى، إلا أن محاولة الانقلاب تلك ستجعل القرار مستقبلا مدنيا فى المقام الأول" .
وحول القضية الكردية ، قال "فايد"، فى تصريحات خاصة :" أعتقد أنه كان هناك سقفا محدودا من صنع اليمين التركى والمؤسسة العسكرية إزاء القضية الكردية لم تستطع الحكومة التركية تجاوزه فى السابق، ولكن بعد الأحداث الأخيرة سيرتفع هذا السقف، وستوجد حرية أكبر التعامل مع القضية الكردية، أما فى العراق فهناك أطراف كردية على خصومة مع تركيا، وهناك أطراف أخرى على وئام وتفاهم معها، والأحداث الأخيرة ستؤدى إلى غلبة التيار الثانى، فتركيا لها موقف محدد من قيام أى كيان كردى، وهذا الموقف سيزداد صلابة بعد الأحداث الأخيرة".
مسرحية
فيما يرى نورجوت كاراميهت أوغلو، المعارض التركى ، أن ما حدث بالأمس كان مجرد مسرحية من قبل أردوغان أراد بها أن يزيد من سلطاته، والدليل على ذلك أنه أسر ما يقرب من 1500 جندى وعزل ما يزيد عن 2000 قاض ، مضيفا أن الانقلاب العسكرى لا يقوده مجموعة صغيرة من الجنود مثلما حدث، بل يأتى التحرك من قيادة أكبر وعلى نطاق أوسع .
وأضاف "أوغلو" أن هناك أزمة داخل الجيش التركى فكثيرا منهم لا يريد الانقلاب بطريقة عسكرية، ولكنهم فى الوقت نفسه يفضلون رحيل أردوغان بطريقة سياسية ، مؤكدا على أن الرئيس التركى وصل لقمة الديكتاتورية بعد فشل الانقلاب .