لم تتوقف خطط التنمية شمالا وجنوبا على مدى السنوات، ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على إرساء القواعد التى تضمن الحفاظ على هذه التنمية، وقبل عام واحد كانت الدولة حاضرة فى الصعيد، وبشكل غير مسبوق، افتتح الرئيس محاور وطرقا ومجمعات صناعية، واستعادت الدولة مشروع توشكى، ليصبح أحد أكبر المشروعات الزراعية، ومحطة بنبان لإنتاج الطاقة الكهربية من الشمس بأسوان، بجانب مدن عمرانية ومجتمعات قابلة للنمو والتوسع والاستمرار، وخلال أسبوع الصعيد فى ديسمبر 2021 لخص الرئيس الصورة بأننا: «لم نأت لنحتفل، بل جئنا لنبنى بلدنا».
الهدف إنهاء وضع ظل على مدى عقود ظلت حركة التنمية تفتقد التوازن، وتركزت فى القاهرة والإسكندرية ودوائرهما، بينما تم حرمان الأقاليم بالوجهين البحرى والقبلى، لتهميش وإهمال، لكن السنوات الأخيرة شهدت تحولا فى نظرة الدولة، وتبنى الرئيس السيسى، استراتيجية ممرات التنمية والتوزيع العادل للمشروعات، من خلال تبنى سياسة تنمية مستديمة، سواء باتجاه سيناء من خلال الأنفاق والمشروعات المرتبطة بالطاقة والزراعة والنقل والطرق، ومحطات تنقية وإعادة استخدام المياه، أو استصلاح الأراضى بالوجهين البحرى والقبلى، وتم توجيه الجهد الأكبر إلى الصعيد وبإرادة واضحة، بدءا من الطرق السريعة التى تربط الصعيد بالقاهرة، وتوفر الجهد والوقت والمحاور والطرق التى تربط شرق الصعيد بغربه، وتخدم محاور التنمية الصناعية والزراعية.
هذه المشروعات - بجهود الهيئة الهندسية وهيئة التنمية العمرانية - تضمنت مدنا جديدة فى الصعيد، أبرزها الفيوم الجديدة، وبنى سويف الجديدة، والمنيا الجديدة، وأسيوط الجديدة وغرب أسيوط «ناصر»، وقنا الجديدة، وغرب قنا، وتوشكى الجديدة، وأسوان الجديدة، وهى مدن من الجيل الثانى والثالث، كل منها قادرة على استيعاب من 40 إلى 90 ألف نسمة، وتتضمن مناطق صناعية وتجارية، و9 مجمعات صناعية جديدة فى 8 محافظات، ومجمعا صناعيا فى بنى سويف، ومجمعين فى الفيوم، وواحدا فى المنيا وآخر فى أسيوط، ومجمعا بسوهاج، وواحدا بقنا، ومجمعا فى الأقصر، وأخيرا تحتضن مجمعا صناعيا فى محافظة أسوان.
كل هذا التخطيط يربط كل الملفات ويستغل كل الظروف المتاحة، وتنمية الصعيد تتسع لتصل إلى كل تفصيلة من تفاصيل حياة الناس، وتفاصيل تتداخل وتمتد إلى كل ركن، وإلى قرى وعزب عانت التجاهل والإهمال على مدار عقود، ويتابع الرئيس عبدالفتاح السيسى، ملفات التنمية بكل تفريعاتها، ويستمع لآراء المواطنين بشكل مباشر، ويوجه الحكومة والمسؤولين.
استراتيجية الدولة تقوم على محاور التنمية والعمران، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، وتتضمن المشروعات مدنا جديدة سكنية ومناطق صناعية، ترتبط بحركة الزراعة والرى والتصنيع، بالشكل الذى يعيد صياغة التنمية بناء على وجود البشر، وخلال شهر يناير الماضى حظيت محافظة سوهاج باهتمام كبير وافتتح الرئيس محور كوبرى جرجا العلوى على النيل، ومتحف سوهاج القومى، وعددا من الوحدات السكنية بمدينة سوهاج الجديدة، ومحور كوبرى طما العلوى على النيل، ومشروعا عملاقا هو المستشفى الجامعى الجديد بمدينة سوهاج الجديدة، الذى يوفر على أهالى الصعيد مشقة السفر لتلقى العلاج بالقاهرة وغيرها، والمستشفى بتكلفة 1.1 مليار جنيه، ويضم 286 سريرا و47 سرير عناية مركزة و12 غرفة عمليات، ووحدات غسيل كلوى للأطفال والكبار مع الأقسام والتخصصات المختلفة.
وتم أيضا فى يناير الماضى افتتاح المنطقة الصناعية بغرب جرجا جنوب محافظة سوهاج، إحدى القلاع الصناعية الجديدة على أرض محافظة سوهاج، والتى تفتح آفاقا جديدة للاستثمار أمام صغار وكبار المستثمرين، حيث تم تنفيذ أعمال الصرف الصحى ومكافحة الحريق والكهرباء والاتصالات، وغيرها من مستلزمات البنية التحتية، والهدف هو دفع عجلة الاستثمار وتوفير فرص عمل لأنها تجمع بين الاستثمارات الصناعية الكبيرة والمشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة، ومجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة بالمنطقة، ضمن مبادرة الرئيس السيسى، لتشغيل الشباب، وللتكامل الصناعى بين المصانع الكبيرة والصغيرة.
كل محافظة فى الصعيد لها طبيعتها، ومن أسيوط إلى سوهاج ثم المنيا، التى تغير مبادرة حياة كريمة حياة الناس فيها، وتشهد قرى نموذجية من حيث الخدمات، التعليم والصحة والطرق والمرافق، ومنها قرية المعصرة إحدى قرى مركز ملوى جنوب محافظة المنيا، التى تحولت فى وقت قصير جدا إلى أول قرية نموذجية على أرض محافظة المنيا، ضمن مبادرة حياة كريمة التى أطلقها رئيس الجمهورية لتطوير الريف بجانب مشروعات ومناطق صناعية، وتوطين صناعات، وغيرها من ممرات التنمية التى تضمن عدالة توزيع التنمية على كل مصر من الشمال للجنوب.