جاءت اللقاءات التى عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قادة دول أفريقيا، لتؤكد قدرة مصر على قيادة القارة خلال المرحلة المقبلة، لتحقيق خطة تكامل أفريقيا، خاصة بعد مطالبة دول القارة خلال القمة الأفريقية بضرورة إعداد خارطة طريق لتعديل خطة التكامل.
وفى الوقت ذاته، قال خبراء وسياسيون، إن تحركات الرئيس، ولقاءاته برؤساء دول أفريقيا، دليل على أن القاهرة سيكون لها الريادة فى التكامل الأفريقى، لافتين إلى أن السيسي يسعى لمعالجة الغياب المصرى عن الأشقاء الأفارقة خلال السنوات الماضية.
وأكدت سكينة فؤاد، الكاتبة الصحفية، ومستشار الرئيس السابق عدلى منصور، أن تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسي فى دول أفريقيا، وتأكيده على ضرورة إعداد خارطة طريق للتكامل الأفريقى، يؤكد أن مصر تعيد بشكل تدريجى لتوثيق علاقاتها من دول القارة السمراء بعد أن غابت لسنوات عنهم قبل ثورة 25 يناير وبعدها.
وأضاف مستشار الرئيس السابق عدلى منصور، لـ"انفراد" أن التحركات التى يقوم بها السيسي هى خطوات مدروسة لمعالجة الغياب المصرى عن أشقاءها الأفريقيين، موضحة أم مصر سيكون لها دور فى مد جسور التعاون بين دول أفريقيا عبر علاقات قائمة على الاحترام وتبادل المصالح.
وفى نفس السياق أكد السفير محمد عبد الرازق، سفير مصر الأسبق بالسودان، أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتطبيق التكامل الأفريقى هى دعوة مهمة للغاية، لابد على جميع دول أفريقيا أن تنتبه لها وتسعى لتنفيذها خلال الفترة المقبلة.
وأضاف سفير مصر الأسبق بالسودان، فى تصريحات لـ"انفراد" أن التكامل الأفريقى يحتاج إلى بنية تحتية، ووجود خط برى يربط شمال القارة بجنوبها، وهناك عوامل يمكن أن تساعد على هذا التكامل، موضحا أن مصر يمكن أن يكون لها الريادة فى ذلك إذا أعادت من جديد الصادرات إلى أفريقيا مرة أخرى.
وبدوره قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن طرح الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة الأفريقية ضرورة إعداد خارطة طريق لتحقيق التكامل الأفريقى هى تصريحات واقعية ومهمة، خاصة أن مصر تقدمت بالفعل برؤيتها إلى الاتحاد الأفريقى بشأن كيفية تحقيق التكامل الأفريقى.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى تصريحات لـ"انفراد" إلى أن الرؤية المصرية تضمنت ضرورة إصلاح المؤسسات السبعة الأفريقية من بينها الاتحاد الأفريقى والمحكمة الأفريقية، وربط المؤسسات الأفريقية بالأمم المتحدة، وتصور كامل أيضا بكيفية ربط دول أفريقيا بعضها ببعض، لتسهيل تنفيذ هذا التكامل.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الرئيس السيسي حريص على أن يكون لمصر دور كبير فى تنفيذ هذا التكامل خلال الفترة المقبلة، لتوجيه رسالة بأن أفريقيا تمثل أهمية لدى القاهرة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي شارك فى الجلسة المغلقة للزعماء والقادة الأفارقة المشاركين بالقمة الأفريقية التى بدأت اجتماعاتها الرسمية اليوم فى العاصمة الرواندية كيجالى. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الجلسة المغلقة ناقشت ثلاثة موضوعات رئيسية شملت خطط التكامل والاندماج الأفريقى بما فى ذلك سبل الانتهاء من المفاوضات حول إنشاء منطقة تجارة حرة أفريقية، بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بالمفاوضات الجارية بالأمم المتحدة حول إصلاح وتوسيع مجلس الأمن والموقف الأفريقى إزاء هذا الموضوع، فضلاً عن موضوع انتخاب رئيس وأعضاء مفوضية الاتحاد الأفريقى.