أعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية عن تطلعه لأن تعطى القمة العربية التى تعقد بموريتانيا 25 يوليو الجارى، قوة دفع هامة لمسيرة العمل العربى المشترك خلال المرحلة المقبلة، وقال أنه على الرغم من كونها قمة عادية لكنها تنعقد فى ظل تطورات وظروف غير عادية وفى خضم وتحديات معقدة ومتشابكة تشهدها المنطقة العربية بشكل عام، وأيضا أزمات تعانى منها عدة دول عربية وصلت خطورتها إلى درجة تهديد أمن واستقرار ووحدة هذه الدول وتؤثر فى ذات الوقت على منظومة الأمن القومى العربى.
وأشار أبو الغيط قبيل مغادرته إلى موريتانيا اليوم إلى أنه يعتزم أن يطرح خلال القمة رؤيته كأمين عام جديد للجامعة العربية تجاه العديد من موضوعات يعتبرها ذات أولوية على المستوى العربى، سواء فيما يتعلق بالتطورات السياسية والأمنية المختلفة، أو فيما يخص التكامل الاقتصادى العربى الذى يعانى فى بعض المعوقات فى مجال تنفيذ المشاريع التكاملية العربية مثل الانتهاء من منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وربط الدول العربية على مستوى شبكة الطرق البرية والسكك الحديدية والنقل البحرى وبمشاريع الطاقة والكهرباء، ودعم مجالات العمل الاجتماعي، إضافة إلى الأبعاد المرتبطة بظاهرة الإرهاب باعتبار أنها تمثل أحد أهم التحديات التي يواجهها الوطن العربى خلال الفترة الحالية، مع طرح رؤيته أيضا فيما يخص تطوير دور الجامعة العربية والارتقاء بأساليب عملها وهيكلتها وتنشيط عمل الأمانة العامة فى إطار السعى لتحقيق قدر أكبر من الفعالية والتنسيق والتعاون فى عمل آليات العمل العربى.
وأوضح أبو الغيط أنه من المنتظر أن تشهد القمة والاجتماعات الوزارية التى تسبقها، والتى تشمل الاجتماع الوزارى للمجلس الاقتصادى والاجتماعى واجتماعات مجلس وزراء الخارجية، نشاط مكثف فى ظل تناول عدد كبير من التقارير الهامة، يأتى على رأسها ثلاثة تقارير مرفوعة إلى القمة، الأول وهو التقرير المقدم من مصر بصفتها الدولة رئيسة الدورة السابقة للقمة، حول نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، والثاني تقرير الأمين العام عن العمل العربى المشترك، والثالث تقرير وزراء الداخلية العرب عن التعاون الأمنى فى مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وأضاف أبو الغيط أنه من المنتظر أن تشهد أيضا اجتماعات القمة تناول تطورات القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة العربية، وما يرتبط بذلك من تفعيل لمبادرة السلام العربية، وتكثيف التحرك الدبلوماسى العربى على المستوى الدولى ومتابعة تطورات ملفات القدس والاستيطان والجدار والانتفاضة ووضعية اللاجئين والأسرى والمعتقلين وعمل وكالة الأونروا وتعزيز عمليات التنمية فى الأراضى الفلسطينية ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطينى، إضافة إلى تناول التطورات الخاصة بالاحتلال الإسرائيلى للجولان العربى السورى المحتل ومواقع فى جنوب لبنان.
كما أشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن الأحداث الهامة والدقيقة التى تمر بها عدة دول عربية خلال المرحلة الحالية ستحظى باهتمام خاص من جانب القمة، حيث سيتم تناول تطورات الأزمة المتفاقمة فى سوريا، والوضع فى كل من ليبيا واليمن، إضافة إلى تناول المبادرات المقدمة من دولة السودان بشأن دعم عملية السلام والتنمية فى دارفور ومبادرة الرئيس السودانى بشأن تحقيق الأمن الغذائى العربى، وكذا مبادرة دعم الصومال.
كما أشار إلى أن أعمال القمة لن يغيب عنها تناول أبعاد تدخلات بعض الأطراف الإقليمية فى الشأن العربى وانعكاسات مثل هذه التدخلات على أمن واستقرار بعض الدول العربية، حيث ستتناول القمة انعكاسات التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية، وقضية احتلال إيران للجزر العربية الثلاثة التابعة لدولة الإمارات، بالإضافة إلى تناول انتهاكات القوات التركية للسيادة العراقية.
وقال إن الامانة العامة ستعرض على اجتماعات القمة تقريرا هاما حول صيانة الأمن القومى العربى ومكافحة الإرهاب فى إطار متابعة التطورات ذات الصلة بالتهديدات التى تمثلها التنظيمات الإرهابية على الأمن القومى العربى، وفى ضوء ما صدر عن اجتماع المجلس الوزارى للجامعة فى سبتمبر 2014 بشأن دعوة الدول الأعضاء فى الجامعة العربية لتقديم مقترحات حول وضع استراتيجية عربية شاملة لمكافحة الإرهاب ومواجهتها من خلال عمل عربى جماعى يخاطب جميع المستويات السياسية والأمنية والدفاعية والأيديولوجية والقضائية والإعلامية.
ومن المقرر أن تشهد أيضا اجتماعات القمة تناول التقرير المقدم من الأمانة العامة حول تطوير الجامعة العربية والذى يعرض لأهم نتائج اجتماعات فرق العمل الأربعة المنبثقة عن اللجنة مفتوحة العضوية على مستوى المندوبين الدائمين والمعنية بإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية، وبحيث يتم النظر فى وضع جدول زمنى لاجتماعات فرق العمل للانتهاء من مهامها.