وضعت محاولة الجيش التركى للسيطرة على السلطة جماعة الإخوان أمام حقيقة مفادها أن إقامتهم فى إسطنبول يهددها خطر الزوال فى حال سقوط نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وأن النشاط الإعلامى والسياسى للجماعة لابد أن يجد مكانًا بديلًا تحسبًا لأى خطر مستقبلى وهو ما يعرف بالخطة البديلة التى ستتبعها الجماعة لمواجهة احتمالات سقوط النظام التركى.
ووفقًا لناشط إخوانى مقيم فى تركيا فإن مصادر بحزب العدالة والتنمية، أكدت أكثر من مرة قبل محاولة تحرك الجيش للسيطرة على السلطة فى ردودها على نشطاء وقيادات بالإخوان والتيارات الإسلامية أنه طالما بقى أردوغان والعدالة والتنمية فى السلطة فأنه لا يوجد ما يهدد إقامة الإسلاميين المصريين الهاربين فى تركيا لكن فى حال وقوع انقلاب عسكرى – وهو أمر كان متوقعًا- فأنه لا أحد يستطيع أن يضمن لهم البقاء.
وينتشر الإخوان منذ هروبهم من مصر فى عدة دول وتتخذ إقامتهم أشكال متعددة وفقا لما تسمح به السلطات فى كل دولة، وفيما يلى حصر للدول التى تستضيف الاخوان والأقرب لكى تصبح المقر الرئيسى للجماعة وأنشطتها فى حال انتهاء اقامتهم بتركيا.
بريطانيا
وفى البداية، تعد لندن المقر الرئيسى للتنظيم الدولى للإخوان منذ تأسيسه فى بداية الثمانينيات حيث يتواجد هناك ما يعرف بالرابطة العالمية للإخوان، كما أن الجماعة لديها عدد من الجمعيات الإسلامية الأهلية، والتى كانت محورًا هاما فى التقرير الذى أجرته الحكومة البريطانية حول علاقة الجماعة بالإرهاب.
واللافت أن بريطانيا كانت أول دولة مارست الجماعة عبر أراضيها نشاطاً إعلاميا حيث أنشئت قناة الحوار التابعة للتنظيم الدولى منذ عام 2006 ويشرف عليها عزام التميمى القيادى الإخوانى الأردنى، ومؤخرًا افتتحت مقر لها فى اسطنبول بعد توافد قيادات الجماعة هناك عقب عزل محمد مرسى عن السلطة.
ومارست الجماعة نشاطا قانونيا وسياسيا عقب عزل مرسى فتعاقدت مع مكتب قانونى شهير متخصص فى النزاعات الدولية وهو الذى يتولى إدارة التحركات القانونية للإخوان على المستوى الدولى والشكاوى التى تتقدم بها إلى محكمة العدل الدولية أو إلى المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب.
كما أجرت الجماعة عدد من جلسات الاستماع فى مجلس العموم البريطانى بحضور عدد من النواب البريطانيين، بالإضافة إلى عدد من المؤتمرات الدعائية، وفر إلى هناك عقب عزل مرسى مجموعة من قيادات الجماعة منهم خالد محمد، عضو مجلس النواب، ومحمد سودان، وجمعة أمين نائب المرشد العام، كما كان يتواجد هناك من الأساس إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولى.
قطر
فيما تأتى الدوحة ثانى أهم مركز للإخوان والمتحالفين معهم فى الخارج حيث أتجه إليها عقب عزل مرسى عدد كبير من قيادات الجماعة منهم أيمن عبدالغنى، صهر خيرت الشاطر، وإيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة وسمير الوسيمى أحد المتحدثين باسم حزب الحرية والعدالة بالإضافة إلى آخرين، لكن عدد كبير من قيادات الإخوان غادروا الأراضى القطرية بطلب من السلطات هناك فى سبتمبر 2014، وشملت قائمة المبعدين وقتها عمرو دراج ومحمود حسين وعصام تليمة ووجدى غنيم وحمزة زوبع حيث انتقل كل هؤلاء إلى تركيا.
ويقتصر نشاط الإخوان فى قطر على الجانب الإعلامى من خلال قناة الجزيرة العامة عقب إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، حيث سبق وأن أكد الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثانى، مساعد وزير الخارجية القطرى للتعاون الدولى، أن أنظمة الدولة فى قطر ترحب بجميع الضيوف لكنها لا تسمح لهم بممارسة العمل السياسى عبر أراضيها.
السودان
وعلى الرغم من عدم وجود إحصاء لعدد الإخوان المتواجدين فى السودان، لكنهم يمثلوا وزن نسبى بين الإخوان المصريين المتواجدين فى الخارج، وتم تمثيلهم فى انتخابات مكتب الإخوان بالخارج، كما سبق أن وثق عدد من قيادات الإخوان والمتحالفين معهم أنهم فروا إلى تركيا والدوحة عبر الأراضى السودانية مثل عبدالرحمن عز، وأحمد المغير.
وتشير تسريبات إلى أن عدد من القيادات الإخوانية هناك منهم الدكتور حلمى الجزار وهمام على يوسف عضو مجلس شورى الجماعة، كما تجدر الإشارة إلى أن الرئيس السودانى عمر البشير، أكد فى تصريحات سابقة أن الأنباء حول دعم السودان للإخوان غير صحيحة.