بالصور.. مبادرة "حلوة يا بلدى" تكشف عورة الإهمال بالأقصر.. أطنان القمامة والشوارع المتهالكة أبرز المشاهد.. والمسئولون يخرجون بوجوه باسمة ممسكين أدوات النظافة لالتقاط الصور وبعدها يتناسون دورهم

هل كان ينتظر قيادات مجالس المدن والقرى لمبادرة لتنظيف المدينة السياحية الأولى فى العالم؟ وجوه باسمة تمسك فى إيديها أدوات النظافة ورفع القمامة والدهانات وغيرها مع انطلاق فعاليات مبادرة "حلوة يابلدى" التى تهدف لنظافة وتطوير القرى بمختلف محافظات الجمهورية، شاركت محافظة الأقصر بمجالس مدنها فى تلك المبادرة الرائعة، ولكن مع خروج الحملات ظهرت جلياً "أطنان القمامة"، والشوارع والطرق المتهالكة التى عفا عليها الزمن والتى تحتاج أكبر من تلك المبادرات للتطوير والصيانة، والسؤال الأهم هنا "هل كان ينتظر قيادات مجالس مدن وقرى الأقصر لمبادرة "حلوة يا بلدى" لإزالة أطنان القمامة وتنظيف المحافظة السياحية الأولى فى العالم؟".

انطلقت مبادرة "حلوة يا بلدى" بمحافظة الأقصر، صباح السبت الماضى، وعلى مدار الـ48 ساعة الماضية تكشفت الحقائق أمام الجميع وظهرت فى تلك الحملات التى شملت مدن المحافظة كافة، وهى "الأقصر وأرمنت والقرنة وإسنا ومركز الأقصر"، كوارث تجعل الجميع يتساءل "أين كانت مجالس المدن وقياداتها ومجالس القرى من هذه الأزمات والقمامة والطرق غير لممهدة قبل انطلاق تلك المبادرة؟"، وبالفعل شارك فى المبادرة قيادات المدن ومجالسها المحلية ومجالس القرى التى وقع عليها الاختيار فى المبادرة لاختيار قرية فى المحافظة لتفوز بجائزة المبادرة، وهى قرى "الشغب بمدينة إسنا، والحبيل بمدينة البياضية، ومنشية النوبة والمريس بمدينة الطود، والرياينة والمحاميد بمدينة ارمنت، والضبعية والبعيرات بمدينة القرنة، بالإضافة إلى أحياء مدينة الأقصر كافة"، حيث إنه بنهاية الأسبوع الجارى يجب أن تكون هذه القرى مثال للقرية النموذجية، ويتم ذلك بالتنسيق بين مديريات الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتضامن الاجتماعى لشن حملات نظافة والتنافس لاختيار أفضل حى وأفضل قرية ومدينة ووحدة صحية ومركز شباب.

وبالفعل شارك فى المبادرة حتى الآن 8 هيئات حكومية، و30 جمعية، و36 مركزًا للشباب، و20 قرية ومدينة، بجانب 900 شاب من المتطوعين، وتم خلالها القيام بحملات نظافة وتجميل، ودهان، ونشر لوحات جرافيكية، على الحوائط والجدران والأسوار، وتسيير حملات توعية للمواطنين، بمشاركة هيئات المجتمع المدنى، والرائدات الريفيات بالوحدات الصحية، بجانب فعاليات فنية وورش عملن للتوعية بأهمية المشاركة المجتمعية فى النظافة، وسيتم عمل مسابقة لاختيار أجمل قرية ومدينة، فى ختام الحملة، مع القيام بحملات تشجير للشوارع، وإلزام المحال التجارية، بوضع سلات للقمامة أمامها، ثم نقل التجربة إلى أحياء وقرى أخرى، حيث سيشارك فى الحملة بجانب المتطوعين، 1118 عامل نظافة.

وبالعودة قليلاً للوراء نجد محمد سيد بدر محافظ الأقصر كان قد عقد عدة اجتماعات مكثفة مع قيادات مدن المحافظة كافة، أكد خلالها على ضرورة خروج حملات كبرى للنظافة والتشجير والحفاظ على رونق وجمال وسحر مدينة الأقصر التاريخية العالمية، والتى من المفترض أنها تنتظر موسم سياحى يعج بالأحداث السياحية التاريخية لمصر وللأقصر، فتشهد الأقصر فعاليات مؤتمر السياحة العالمى، وكذلك بطولات دولية منها أول بطولة دولية للبالون الطائر وخلافه، فكان من الضرورى أن يتم الحفاظ على تعليمات محافظ الأقصر والسير قدمًا بخطى ثابتة فى طريق نظافة وجمال الأقصر قبل ظهور مثل تلك المبادرات، حيث إن المهمة الأولى لأى مجلس مدينة أو مجلس قرية النظافة وحقوق المواطن فى شبكة طرق تتماشى مع آدميتهم، ولكنه وبكل أسف ينتظرون مثل تلك المبادرة لالتقاط الصور والمشاركة الصورية والرمزية فى الحملات حتى يقال إن ذلك المسئول يعمل بجد واجتهاد، وفور انتهاء المبادرة واختيار أجمل قرية بالمحافظة ستعود "ريما لعادتها القديمة"، ويبقى الحديث بجملة "كأنك يابوزيد ما غزيت".

ومن المقرر أن تستمر مبادرة "حلوة يا بلدى" حتى يوم الجمعة المقبل 22 يوليو الجارى، وذلك بقيادة محمد بدر محافظ الأقصر وتحت إشراف رئاسة مجلس الوزراء والتى تهدف إلى الارتقاء بمنظومة النظافة والمشاركة الفعالة من الشباب، والتى تم تنظيمها فى توقيت واحد على مستوى الجمهورية.

وشهدت مدينة الأقصر بمفردها خلال فعاليات اليوم الأول والثانى لمبادرة "حلوة يابلدى"، إنجازات عديدة، حيث تم رفع أكثر من 10 أطنان قمامة ومخلفات كانت ملقاة داخل المدينة وهى التى تشمل عدة شوارع رئيسية يسير داخلها ويستمتع فيها السائحون الأجانب، وبذلك يعلم الجميع مدى الكارثة التى كانت متواجدة داخل المدينة، وانتظر المسئولون تلك المبادرة لرفعها وتنظيفها، وكذلك وجود عدة طرق كانت تحتاج لتدخل فورى وأعمدة إنار تشوه مدينة السحر والجمال وبوكسات كهرباء متهالكة ومنظرها مقزز للغاية، ومازال المسئولون منتشرون داخل المدن والأحياء والقرى كافة يعملون بكل جد واجتهاد للحصول على جائزة "أجمل قرية"، وليس للعمل من نابع ضمائرهم للحفاظ على مسئوليتهم أمام الله أولاً ثم أمام المجتمع الذى وثق فيهم وتم اختيارهم لتلك المقاعد والمناصب القيادية لخدمة المواطنين بعيداً عن "مبادرة حلوة يابلدى".