بخطوط متقاطعة يقدم مسلسل الكتيبة 101 بتفصيل واضح علاقة السيناوية بمواجهة الإرهاب ومدى وعيهم بخطورته على حياتهم ومستقبلهم، ويقدم العمل بطولات حقيقية موثقة لأهالى سيناء على مدى تاريخهم فى مواجهة الأعداء سواء الاحتلال أو الإرهابيين الذين يتحالفون مع المهربين والخارجين عن القانون ومهربى الأنفاق.
الكتيبة 101 مسلسل يجمع بين الأكشن والدراما، بمشاهد سريعة، وأحداث متلاحقة، يلهث وراءها المشاهد، والعمل يكشف الدور الفاعل لشيوخ القبائل، بل والسيدات فى تقديم معلومات ثمينة للقوات المسلحة، وهى معلومات مهمة تمثل قاعدة للتعامل مع تنظيمات أشبه بالجرذان، تتخذ من الجحور والأوكار ملاذا لها، ويأتى تحرك أهالى سيناء من إدراكهم لخطر الإرهابيين، ويدفعون الثمن، من الإرهابيين الذين يسعون لتهديد وإرهاب الأهالى لمنعهم من التعاون من القوات المسلحة، ويلجأون إلى نهب سيارات التموين والوقود بجانب توجيه تهديدات مباشرة بالخطف والقتل، لمنعهم من القيام بدورهم، فى المقاومة.
مسلسل الكتيبة 101 من تأليف إياد صالح وإخراج محمد سلامة، يكشف لأول مرة تفاصيل مهمة للدور البطولى الذى يلعبه أهالى وشيوخ سيناء، وتشابكات بين التنظيمات الإرهابية ومهربى السلاح والبشر والأنفاق، وبطولات أهالى سيناء لا تقل عن بطولات الضباط والجنود، حيث يقوم شيخ القبيلة الشيخ موسى «خالد الصاوى» بدور فاعل فى تقديم المعلومات ويقدم ابنه راضيا للشهادة وهو يساعد القوات ويقوم بدور الدليل، ويحكى الشيخ موسى لخالد أو آسر ياسين «الضابط» أنه يتعاون مع المخابرات الحربية منذ عام ،1986 قائلا: إحنا واحد ولما أموت أولادى هيكملوا».
وعلى النقيض فإن الدكتور «وحيد»الذى يقوم بدوره فتحى عبدالوهاب والذى يعمل فى التهريب، والأعمال غير المشروعة، ويتخفى ببراعة خلف أعمال خيرية وقوافل طبية، ليمارس عمله فى التهريب للبشر والمواد المختلفة، ثم السلاح، عندما يعرض عليه التنظيمات الإرهابية التعاون لتهريب السلاح لهم، بمقابل ضخم، ويبدأ الشيخ موسى فى الشك تجاه أنشطة وحيد، عندما يدور حوار بعد استشهاد ابن الشيخ موسى أثناء مساعدته القوات فى مداهمة لوكر إرهابى، حيث يرد وحيد بأنه لا بطولة فى الموت يا عمى، ويثور غضب الشيخ موسى، ويقترب من اكتشاف عمل «وحيد» فى التهريب، يتصدى كمال » أحمد كشك »ويخبرهم أنه يعمل وحده رافضا الكشف عن وحيد، ويأمر الشيخ موسى بتشميس كمال، أى طرده من القبيلة، ليبقى وحيد بريئا أمامهم ويواصل تعاونه مع التنظيمات الإرهابية التى يقودها مصريون مع أجانب وعرب يأتون من قلب التنظيمات الإرهابية فى دول مجاورة، وهو خيط آخر مهم ينجح مسلسل الكتيبة 101 فى التعبير عنه ببراعة.
شخصية وحيد يقدمها فتحى عبدالوهاب ببراعة، لكونها شخصية غامضة ومعقدة ولديه قدرة على التخفى والعمل تحت الأرض واتخاذ سواتر يخفى بها أنشطته غير المشروعة، وعدم ممانعته العمل مع التنظيمات الإرهابية من أجل المال، وينجح خلال الحلقات الأولى فى العمل والتخفى وتصدير آخرين ليظهروا فى صورة الفاعل، بينما يبقى «وحيد» بعيدا عن الشبهات، بالرغم من شك الشيخ موسى فيه.
وبالرغم من أن كثيرين عاصروا العمليات الإرهابية، هناك تفاصيل الحرب على الأرض، والتى تتضمن سباقا فى المعلومات، والتسليح، والسعى لبناء تنظيم يتواصل مع التنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق، ويسعى للسيطرة على شمال سيناء لإقامة إمارة، بينما تبدأ المواجهة على الأرض، من خلال حرب معلومات يقوم بها «خالد» ضابط المعلومات من خلال البحث الصبور وربط الخيوط، والتعرف على جحور القيادات الإرهابية، للقبض عليهم أو القضاء عليهم بضربات مفاجئة، وفى نفس الوقت توفير أكبر تأمين لأهالى سيناء، وضمان حماية وحراسة الخدمات والمصادر المختلفة، بل وتأمين المدارس والمستشفيات، التى تتحول هى الأخرى لأهداف يسعى الإرهابيون لضربها أو حصارها، حتى يثيروا غضب الأهالى، وهو ما لم يحدث بسبب الوعى لدى أهالى سيناء، بالخطر، وأيضا إدراكهم لتبعات ترك الإرهابيين.
وتقوم وفاء عامر بدور سيدة تتعاون مع القوات المسلحة، بالمعلومات المهمة، بالرغم من تهديد الإرهابيين لها ولأطفالها، ضمن الكتيبة 101، العمل الذى يقدم سباقا بين ضباط المعلومات والقوات الخاصة من جهة، وبين الإرهابيين من جهة أخرى، والذين يستعينون بعيون ومهربين ومجرمين، فى عملهم، وبطولات موثقة، لضباط وجنود، وأهالى سيناء، فى ذروة ارتفاع الإرهاب، وكيف نجحت البطولات فى القضاء على أخطر التنظيمات الإرهابية التى فككت دولا وأدخلتها فى الفوضى، لكنها تحطمت فى مصر، بثمن غال من أرواح الأبطال، الذين كانوا يحرصون على الذهاب إلى سيناء للمواجهة، وهو ما يسعى العمل لتقديمه ببراعة ودقة وتشويق.