بعد مرور أعوام طويلة على وفاة المشير عبد الحكيم عامر ابن قرية أسطال التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا الذى مات عن عمر يناهز 48 سنة لا زالت أسرة المشير تسعى خلف إزاحة الظلم الذى وقع عليه وكشف حقيقة مقتله ورغم كل ما ذكر عن المشير عامر إلا أن هناك الكثير من الأسرار التى لا تزال غائبة سوف تكشفها مذكراته التى دونها بخط يده عند نشرها كذلك الجانب الإنسانى فى حياة المشير لا يزال فيه الكثير.. "انفراد" نزلت قرية أسطال تلك القرية التى نشأ فيها المشير بين أسرة تتمتع بالحب بين أهالى القرية والده الرجل الأزهرى وأسرته المتواضعة.
ففى مدخل القرية طريق ترابى إلى اليمن توجد به مقبرة أسرة المشير وعندما تسير بقدمك عدة أمتار تجد مدرسه قديمة وضعت عليها لوحة من الورق مكتوب عليها اسم المشير عبد الحكيم عامر وهذا كل ما يحمل اسم المشير داخل القرية حاولنا البحث عن منزله إلا أننا اكتشفنا أن المنزل تم هدمه وإعادة بنائه.
فالتقينا بأحد أفراد عائلة المشير وهو "وحيد مصطفى عامر" البرلمانى ونجل شيخ البرلمانيين، يقول إن عبد الحكيم عامر كان يحمل فى شخصيته الكثير فهو كان إنسان متواضع شرس فى الحق التاريخ ظلمه ظلما شديدا وسيأتى يوما يظهر الحق وتعود كرامة المشير سوف يتم نشر مذكراته التى دونها بخط يده أثناء فترة إقامته الجبرية ولكن فى موعدها لأن كل ما يهمنا هو إثبات حقيقة مقتلته وكشف أكذوبة الانتحار وأضاف عامر أن جثمان المشير يوجد داخل حوش محاط من الطوب اللبن بحوار والده العمدة على عامر وشقيقه المرحوم مصطفى عامر مقبرة مبنية من الطوب الأحمر لكنها من دورين الأقفال من الخارج كاد أن يأكلها الصدأ
وأشار وحيد عامر أن ما لا يعرفه أحد عن المشير وما لم يذكر من قبل أن المشير عبد الحكيم استبدل معاشه بسبب زواج ابنته من نجل شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى تلك الأثناء أيضا توفى والده مديونا بسبب الإنفاق على الفقراء رغم أنه كان يمتلك ما يقرب من 400 فدان.
ولم يتبق من ذكرى عبد الحكيم عامر سوى فيلا بالقرب من قرية منقطين التى كانت استراحة للمشير عبد الحكيم عامر حين كان نزوله إجازة، والتى استقبلت الرئيس أنور السادات عام 1977 حين نزل الرئيس بطائرته الخاصة إلى القرية للصلح بين عائلة عامر وعائلة يوسف مكادى عضو مجلس الأمة فى ذلك الوقت وبكى الرئيس السادات على وفاة عامر حين تذكره فى منزله رغم أنه كان صائما.
واستطرد عامر قائلا: إن الرئيس جمال عبد الناصر اعتقل أسرة عبد الحكيم عامر بالكامل فى سجن القلعة عقب قراره بعزل المشير من السلطة ولما حاولت أسرته الذهاب إلى منزله بالجيزة قامت القيادة السياسية باعتقال أسرة المشير بالكامل بسجن القلعة وتم نقل المشير من منزله بالجيزة إلى استراحة المخابرات العامة بالمريوطية والتى ظل بها لمدة أسبوع فقط بعدها أعلن وفاة المشير.
نجل شقيق المسشير قال حين تم نقل المشير إلى استراحة المخابرات بالمريوطية لم يكن سوى السفرجى والطباخ وبعض الحراس من الجنود وتم سحب الحراسة العسكرية عنه والقبض على كل تلاميذ وضباط عامر حين كان بمنزله فى محافظة الجيزة.
وقال عامر إن مذكرات عبد الحكيم المدونة بيده تقول فى خطوطها الرئيسيه إنه ظلم ولم يكن له ذنب وأن الجيش اتظلم وكان قرار الحرب قرار سياسى وأنه طلب من الرئيس عبد الناصر أن يقوم الجيش المصرى بالضربة الأولى لكن عبد الناصر رفض.
واستكمل عامر قائلا: "عامر كان محبا لأولاده وأهل قريته ولما كان بينزل أسطال فى بعض الأحيان كان يجلس مع والده كان شديدا وحازما وعطوفا فى نفس الوقت رفض الوساطة.
قال وحيد عامر السادات لم يقدم لنا أى خدمة كل ما فى الأمر أنه قال لعامر إلى يموت قبل الثانى يسأل على أولاده ويرعاهم ويخلى باله منهم ويحافظ عليهم لكن للأسف السادات معملش حاجة لينا رغم أن المشير خيره على السادات وغيره.
وأضاف عامر أن عبد الحكيم كان محبا للقراءة ومثقف جدا لدرجة أنه كتب مذكراته خلال المدة التى قضاها داخل منزله بالجيزة بعد تنحيه عن السلطة.
نجل شقيق المسير قال عبد الحكيم عامر مات مقتولا ومسوما بحقنه سامة والذى أكد ذلك أن تقارير الطب الشرعى الرسمية فى أوائل التسعينات أشارت إلى وفاة عبد الحكيم عامر بالسم من خلال حقنة سامة ولما فتحنا التحقيق فى القضية استعنا بمذكرات المشير التى سوف تخرج فى وقت مناسب.
واختتم قوله أن السفرجى والطباخ والحارس الخاص اختفوا من الوجود عقب وفاة المشير مباشرة ولم نعرف أين هم حتى الآن لأنهم شهود عيان على مقتل المشير الذى أخذه محمد فوزى وشعراوى جمعة إلى مستشفى المعادى العسكرى حين تدهوت حالته الصحية بهبوط حاد فى الدورة الدموية كان عامر قد رفض دخوله المستشفى لأنه كان يشعر بما يتم تدبيره من قبل القيادة السياسية، ولما تم الكشف عليه رجع إلى معتقله مرة أخرى ولم تتبق سوى ساعات حتى أعلن انتحار المشير عامر.
وأشار إلى أن النائب العام الأسبق عبد المجيد محمد أحال ملف التحقيقات مرة أخرى إلى القضاء العسكرى وحتى الآن لم يتم الفصل فى مقتل المشير.
وأضاف عامر أن والد المشير عبد الحكيم أرسل له ذات يوم رسالة مع والدى قال له فيها إذا كانت وظيفتكم تظلم الناس سيب مكانك وارجع، ساعتها جن جنون المشير واتصل بالوالده على الفور وعندما سمع صوت والده انتفض من على الكرسى الذى كان يجلس عليه احتراما لوالده رغم أنه لا يراه.