"اجتازت مصر فترة عصيبة فى تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثيرا كبيرا على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون فى هزيمتنا فى حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها"، بهذه الكلمات بدأ الرئيس الراحل محمد أنور السادات بيان ثورة 23 يوليو المجيدة، التى كان أحد أعضاء مجلسها، بعد تحرك عدد من الضباط الأحرار للقضاء على الملكية فى مصر وتحقيق العدالة الاجتماعية وتأسيس أول جمهورية عرفها المصريون وسط تأييد شعبى واسع ليسطر ضباط الجيش المصرى تاريخا جديدا لمصر وللوطن العربى كافة، وأنجبت زعيمين لمصر استطاعا قيادة الدولة المصرية بل والإقليم كله وإعادا لها قوتها الإقليمية، ومكانتها الدولية وهما الراحلان جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات.
ويقول مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، فى تصريحات لـ"انفراد"، إنه رغم مرور كل هذه السنوات على ثورة 23 يوليو إلا أن أهدافها لا زالت صالحة لإعادة بناء الدولة المصرية وحماية الأمن القومى وضمان حياة كريمة، وذلك رغم ما نال الثورة من مؤامرات متابعا: "ستبقى ثورة 23 يوليو منارة لكل الباحثين عن الاقتصاد الوطنى وتقدم الأوطان"، لافتا إلى أن المصريين رفعوا صور جمال عبد الناصر فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو إيمانا منهم بالثورة العظيمة.
أضاف بكرى، أن ثورة 23 يوليو قام بها الجيش تعبيرا عن الإرادة الشعبية، وفى 30 يونيو انحاز لها الجيش تضامنا مع الإرادة الشعبية فجمال عبد الناصر هو ابن الشعب المصرى وقائد الجيش الجسور، كما أن عبد الفتاح السيسى، هو ابن الجيش المصرى المنحاز إلى مطالب الشعب، الذى تدخل فى الوقت المناسب لينقذ مصر من فكى الإخوان.
فيما قال أحمد مدين، عضو مجلس النواب، إن ثورة 23 يوليو هى ثورة مصرية حقيقية خالصة حققت العدالة الاجتماعية والجلاء عن مصر، وكانت بمثابة الشرارة التى انطلقت بعدها عدد من الثورات فى الدول الأخرى كاليمن وليبيا والجزائر لافتا إلى أن التاريخ سيكتب أعضاء ثورة 23 يوليو بأحرف من نور.
أضاف مدين، أن هناك تشابه واضح بين ثورتى 30 يونيو و23 يوليو فهما وجهان لعملة واحدة، فقبل كل الثورتين كان هناك استبداد وظلم وجاءت الثورتان لتناديان بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وأشار مدين إلى أن ثورة 23 يوليو ثورة عظيمة لن ينساها المصريون بعدما خلصتهم من الظلم والاستبداد وسطرت جمهورية مصر العربية وقضت على الملكية وفتحت مستقبلا جديدا أمام المصريين.
من جانبه أكد حمدى بخيت، عضو مجلس النواب، أن ثورة 23 يوليو كانت بمثابة تحول كبير فى الحياة العامة المصرية وتأسيس للعدالة الاجتماعية ونمط بناء الدولة والتواجد على المستوى الدولى والإقليمى، لافتا إلى أن الثورة كانت سببا فى تحرر كثير من الأوطان، لا فى الدول العربية فحسب بل امتدت لدول إفريقية كثيرة وكذلك دول أمريكا اللاتينية.
أضاف بخيت أن مشروع الثورة كان ناجحا خاصة فى ظل مساندة شعبية واجتماعية واضحة له، ولكن هناك من أساء استغلال مكتسبات هذه الثورة فمثلا لم نستطع أن نستغل قانون الإصلاح الزراعى الذى صدر فى أعقاب الثورة الاستغلال الأمثل كما أن العدالة التى نادت بها ثورة 23 يوليو حولت مصر من قوى مهمشة إلى قوى إقليمية كبيرة.