يحتفل الأقباط اليوم الأربعاء، بيوم أربعاء البصخة المقدسة المعروف باسم أربعاء أيوب، وفيه تقرأ الكنيسة "سفر إيوب" لما يحمل من تشابه مع المسيح فى تجاربه وآلامه الشديدة والنهاية السعيدة التى ختم بها حياته.
تآمر يهوذا على السيد المسيح
ويسمى اليوم أيضا باسم يوم التآمر ضد المسيح، لأن يهوذا تلميذ المسيح قد تآمر في مثل هذا اليوم مع رؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل على المسيح فى ذلك اليوم لكى يسلمه إليهم، واتفقوا أن يسلمه إليهم مقابل ثلاثين من الفضة، وبسبب هذه المؤامرة تصوم الكنيسة كل يوم أربعاء لكى تشارك المسيح آلامه.
وتمارس الكنيسة صوم يومى الأربعاء والجمعة من كل أسبوع على مدار السنة منذ العصر الرسولى، لأن فى الأربعاء تذكار التشاور على تسليم المسيح، وفى يوم الجمعة تذكار صلب المسيح.
مريم تسكب العطر
وذكر الأب دوماديوس كاهن كنيسة مارجرجس للأقباط الأرثوذكس في أسوان أن هذا اليوم كرمز لتعرض أيوب لتجارب وتعب، وتتذكر الكنيسة فيه آلام المسيح وتركز على التضاد ما بين الحب والغدر، قائلا إنه تذكار لشخصية تدعى مريم كان السيد المسيح أقام أخوها من الموت، وجاءت فى وسط الجموع وسكبت زجاجة عطر غالية الثمن على رجل السيد المسيح ويقدر سعره 300 دينار كتعبير عن المحبة.
ويأتى ذلك فى نفس الذى خان فيه يهوذا السيد المسيح مقابل 30 من الفضة ، حيث يعتبر مبلغ زهيد جدا بالمقارنة بـ 300 دينار، فاليوم يكون تذكار ما بين الحب والغدر، فالإنسان الذى يحب يقدم كل ما لديه والذى يغدر يغدر بأبخس الأثمان.
العادات الفلكلورية
ويرتبط أربعاء أيوب أيضا ببعض العادات الفلكلورية إذ يحيى أهالى سيناء هذا الطقس السنوى بالتوجه لشواطئ مدينة العريش، حيث يعتقدون أن النبى أيوب شفى هناك، وتبدأ الطقوس قبيل غروب الشمس من يوم الثلاثاء، وتستمر أيضا يوم الأربعاء، اعتقادا منهم بأن من تغرب عليه الشمس وجسده مغمور بمياه البحر يشفى من الأمراض العضال.
ويحرص عدد من المصريين بتدليك الجسم بنبات أخضر يسمى «الرعرع»، حيث يعتقدون أن النبى أيوب قام بذلك فشفى من أمراضه، وأن ذلك كان يوم الأربعاء فنسب إليه، كما يحرص البعض على بعض الطقوس والممارسات الأخرى، مثل استخدام بكور القمح فى عمل عروسة وتناول القمح الأخضر "الفريك".
ويقوم عدد من الأهالى بالاغتسال فى المنزل بوضع نبات النعناع أو البقدونس فى ماء الاغتسال، وهناك من يرى ضرورة إلقاء الماء داخل المنزل وخاصة أمام الأبواب مستخدمين فى ذلك فروع النبات الأخضر، اعتقادا بأن ذلك يمنع الشرور من دخول المنزل طوال العام.
منع القبلات
«يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ ؟"، هكذا يتذكر الأقباط في اليوم الرابع من أسبوع الآلام وصلوات البصخة المقدسة الذي يطلق عليه اسم "أربعاء أيوب"، بالتزامن مع احتفالات الكنيسة بـ"أسبوع الآلام".
وتمنع القبلات بداية من عشية يوم أربعاء البصخة، احتجاجًا على قبلة يهوذا وخيانته للمسيح وتسليمه لليهود، وتذكارًا لهذه الخيانة تصوم الكنيسة كل أربعاء طوال السنة محتجين على التآمر على المسيح، هذا التآمر الذى اشترك فيه يهوذا أحد تلاميذه بخيانة بشعة وفى البصخة ينشد المؤمنون كلهم مديحة تبكيت يهوذا.
وتركت "خيانة يهوذا"، أثرًا عميقًا فى وجدان الكنيسة على أن يهوذا لم يكن هو الوحيد الذى خان المسيح فى تلك الأيام فكثيرون خانوه، فكان يهوذا التلميذ الوحيد الذى من اليهودية، أمّا الباقون فكانوا من الجليل، وكان لكفاءته المالية والإدارية أعطاه السيد المسيح أمانة الصندوق، لكنه تحول إلى لص وخائن.