جزيرة النباتات النادرة بأسوان مقصد سياحى على الخريطة الدولية.. متحف كبير على مساحة 17 فدان يضم 780 نوعا نادرا من الأشجار وتكونت من ترسيب الطمى قبل بناء السد العالى.. و"الجاك فروت" أغرب أشجار الفاكهة

فى بقعة ساحرة من أرض أسوان ووسط مياه النيل العذبة وفى أحضان الطبيعة الساحرة، تقع جزيرة النباتات النادرة فى المدينة السياحية درة المشاتى فى مصر وأحد أبرز الواجهات السياحية على مستوى العالم، وكل الوافدون إليها من شتى الجنسيات الدولية يحرصون على زيارة هذه الجزيرة، وتعد مقصداً سياحياً بارزاً للمصريين فى الأعياد والمناسبات. وفى جولة سياحية لـ"انفراد" داخل جزيرة النباتات بمدينة أسوان، بالتزامن مع أجازة عيد الفطر المبارك، تجولنا بالكاميرا داخل هذه الحديقة النباتية وبين أشجارها النادرة وأنواع زهورها المختلفة والتى وصلت لنحو 780 نوع نباتى نادر على مستوى العالم. وحول قصة تجميع هذه النباتات النادرة على مستوى العالم، تحدث الدكتور عمرو محمود، مدير عام الحديقة النباتية بأسوان، لـ"انفراد"، عن أصل الجزيرة، قائلاً: تكونتالجزيرة عن طريق ترسيب الطمى قبل بناء السد العالى على الصخور الموجودة بنهر النيل، فكونت المساحة التى عليها الحديقة حالياً وتقدر بنحو 17 فدانا. وأضاف الدكتور عمرو محمود، أن الجزيرة كانت عبارة عن مكان لزراعة أهالى أسوان ويستخدمونه فى أعلاف المواشى، واستمرت بهذا الوضع حتى جاء اللورد الإنجليزى "كيتشنر" وكان يستخدم أسطوله العسكرى عبر نهر النيل واتخذ من الجزيرة معسكراً لإسقاط الثورة المهدية فى الجنوب وفضل مكان الجزيرة نظراً لأنها أعلى نقطة فى النيل، وفكر اللورد كيتشنر فى زراعة أشجار ونباتات حتى يستظل بها هو وجنوده فى مكان الجزيرة، ثم أوصى جنوده وكانوا مختلطين الجنسية أن يأتوا له بشتلات نباتية من بلادهم لزراعتها فى الحديقة، وبذلك تكونت المجموعة النباتية كنواة أولية فريدة للحديقة التى تضم أندر أنواع النباتات فى العالم. وتابع، أن وزارة الرى وكان مسماها "الأشغال العمومية" آنذاك تولت الإشراف على الحديقة، وحولتها فى عام 1898 إلى حديقة عامة، مضيفاً أنه فى عام 1928 زار وفد رفيع للنباتات على مستوى العالم موقع الحديقة، واكتشف أن الجزيرة تضم نباتات نادرة على مستوى مصر والعالم، وأوصى بضمها إلى معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية للحفاظ على الأصناف والأصول النباتية الموجودة فى الحديقة، مع إكثارها وتعريفها وإنشاء بنك للجينات الوراثية للنباتات. وأوضح، أن الحديقة تقع على مساحة 17 فدانا، مقسمة على 27 حوضا، وكل حوض يضم مجموعة من النباتات التى تم زراعتها بطريقة عشوائية ومجموعة من الأشجار، والتى يبلغ عددها 780 نوع نباتى داخل الحديقة، وهذا الرقم متميز جداً على مستوى الحدائق على مستوى جمهورية مصر العربية، وتحتوى الحديقة على مجموعة من النباتات والفاكهة الاستوائية والأشجار الخشبية والتوابل والنباتات الطبية والعطرية ومجموعة كبيرة من الأنواع النباتية الفريدة والمتميزة فى الحديقة، وتضم معمل لزراعة الأنسجة ومتحف نباتى ملحق به مكتبة لخدمة الدارسين والباحثين فى شتى الأطياف الزراعية. وتابع، أن الحديقة النباتية تعتبر متحف نباتى عالمى مفتوح للنباتات الاستوائية وشبه الاستوائية، بتوافد عليها الزوار من جميع مناطق الجمهورية بالإضافة إلى الزوار الأجانب من مختلف دول العالم، ولذلك تعد رحلة نباتية وترفيهية ونيلية لأنها تقع وسط النيل، مؤكداً أن الحديقة النباتية تحتوى على مجموعة من النباتات المميزة منها الفاكهة الاستوائية مثل "الجاك فروت" وهى فاكهة فريدة يصل وزن الثمرة الواحدة منها لأكثر من 30 كيلو جرام، وتتميز هذه الفاكهة بطعمها المميز علاوة على أنها غنية بالقيمة الغذائية والطبية والعلاجية، بالإضافة إلى الكثير من النباتات النادرة التى تهتم الحديقة بالمحافظة عليها وإكثارها وإنشاء حديقة للأجيال القادمة من النباتات. وأشار إلى أن الحديقة النباتية لها دور مميز فى المجتمع الأسوانى باعتبارها المقصد رقم واحد للأهالى خاصة خلال المواسم والأعياد، بالإضافة إلى استضافتها لرحلات المدارس والمجموعات الطلابية والعلمية والأفواج السياحية من مصر وخارجها، موضحاً أن تذاكر الحديقة النباتية تعد رمزية بالنسبة للزائرين.