ابن الدولة يكتب: مرة أخرى.. أين الأحزاب؟.. زعماء السياسة الحزبية يتجاهلون قضايا التوظيف والمعاشات والصحة.. السياسة ممارسة وليست كلاما ورفضا أو تأييدا، إنها عمل يومى شاق وتحتاج الجميع

خلال الأسابيع الماضية ظهرت العديد من القضايا الجماهيرية التى تتعلق بمصالح المواطنين، منها قانون الخدمة المدنية أو مناقشة قضية المعاشات، أو أحوال المستشفيات والصحة. وهى قضايا ظهرت فى جدل بين الحكومة والبرلمان ومشروعات قوانين تجرى مناقشتها والحكومة لديها وجهات نظر والمعارضة أيضا، وتظهر حالة من الحيوية بالبرلمان. وهناك اشتباكات تستدعى النقاش، لكن السؤال الذى يشغل البال هو أين الزعامات والأحزاب السياسية والقيادات من اليسار واليمين.

لا تظهر الأحزاب ولا تجد لها أثرا وحتى هؤلاء القيادات الذين يصدعوننا ويملئون الدنيا صراخا بأن الأمور ليست على ما يرام، وأن هناك منعا وحظرا، هؤلاء لا نسمع لهم صوتا فى القضايا الجماهيرية التى تتعلق بحياة الناس ويفضلون نشر الاكتئاب، وإذا طالبتهم بأن يعلنوا رأيهم ويقدموا رؤية للناس لن تجد. سوف نرى كبار نشطاء فيس بوك وهم يتحدثون عن العيشة والتضييق والحياة مع أن هؤلاء المتحدثين لا يعانون لكنهم يحبون تنغيص حياة الناس، لماذا لم نر حزبا عقد ندوة أو ناقش قانون القيمة المضافة، وهو فى طور المناقشة، ولم يتم إقراره، ويمكن للمناقشة أن تثرى الجدل؟ ونفس الأمر فى المعاشات أو الوظيفة وهى ملفات مهمة.

ومن مدة قلت إن هناك الكثير من القضايا التى تحتاج المشاركة المجتمعية وتساءلت: أين الأحزاب السياسية، وما مدى قدرتها على طرح نفسها والدخول فى تفاصيل الجدل السياسى، ونحن لدينا قائمة بعشرات الأحزاب لا يمكن معرفة عشرة منها، غائبة أو مشغولة بصراعات داخلية أو معارك، ولا تنشغل بالقضايا العامة والسياسية. ونكرر السؤال عمليا: ماذا قدمت هذه الأحزاب لقانون المحليات؟ وما النقاط التى تراها مهمة؟ وهل استعدت الأحزاب لخوض انتخابات المحليات، ولماذا لم تقدم مشروعات بقوانين واقتراحات يمكن أن تفيد، وما الخدمات التى قدمتها هذه الأحزاب للشباب والتدريبات التى تؤهلهم للعمل السياسى، طبعا سوف تنتظر هذه الأحزاب صدور القانون حتى تعلن مقاطعة انتخابات المحليات وترفض القانون وتمتنع عن العمل السياسى وتنتهى الانتخابات فتخرج الأحزاب لتملأ الدنيا صراخا، بينما لو حاول هؤلاء تقديم ولو محاضرة سوف تكون فائدتهم أكبر من مجرد البقاء عند مرحلة الكلام.

الحقيقة أننا قلنا مرات إننا لا نرى الأمور كلها جيدة ودعونا الزعامات للمشاركة، لكنهم طوال الوقت يفضلون اللطم. ولو تأملوا وعرفوا ما يجرى فى دول العالم لعرفوا أن السياسة ممارسة وليست جلوس على مواقع التواصل.

ما نراه وسبق وكتبته هو اكتفاء الزعامات بكتابة مقالات أو الوجود على مواقع التواصل أو الفضائيات، وخلال خمس سنوات لم يسهم أى من هؤلاء بعقد مؤتمر خارج القاهرة أو تقديم رؤية مفيدة ضمن مناقشات السياسة والاقتصاد، حتى لو كانوا يعارضون، لكنهم يكتفون بنشر الإحباط ويتحدثون عن جمهور لا يعرفونه.

ونكرر السياسة ممارسة وليست كلاما ورفضا أو تأييدا، إنها عمل يومى شاق وتحتاج الجميع، ولا تعترف بهؤلاء الكسالى.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;