** وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية: محاولات لجر تل أبيب إلى عملية أكبر بكثير في غزة
** وسائل إعلام إسرائيلية: محاولات وساطة لتهدئة وثني حركة الجهاد الإسلامي عن الرد
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي التصعيد العسكري في الضفة الغربية وقطاع غزة بهدف إضعاف الفصائل الفلسطينية وأذرعها العسكرية، ونفذ جيش الاحتلال عملية اقتحام لبلدة قباطية جنوب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، ما أدى لاستشهاد شابين وأصيب آخر، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين وعناصر جيش الاحتلال التي توغلت بتعزيزات من آليات عسكرية.
بدورها، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي، صباح اليوم الأربعاء، بياناً صحفياً عقب استشهاد عناصر من ذراعها العسكري سرايا القدس برصاص الاحتلال عقب اقتحام الأخير لمدينة جنين، مؤكدة أن عناصر سرايا القدس تواصل ثأرها المقدس لدماء القائد الكبير طارق عز الدين ورفاقه الشهداء.
إلى ذلك، تسود حالة من الترقب الحذر على قطاع غزة من جهة والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، بعد عملية اغتيال لثلاثة قادة بارزين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ومدنين أبرياء، نفذتها الطائرات الحربية "الإسرائيلية"، في ساعات الصباح الباكر من يوم أمس الثلاثاء، في مناطق متفرقة من القطاع.
وتتوعد المقاومة الفلسطينية الجانب الإسرائيلي بالرد على هذه الجريمة، بينما تعلن حكومة الاحتلال الاسرائيلى أن العملية العسكرية لم تنتهِ وربما تكون متعددة الجبهات، والرد سيكون ساحقًا على مطلقي الصواريخ.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتقاء 15 شهيدًا بينهم 4 أطفال و4 سيدات، واصابة 22 مواطن بجراح مختلفة من بينهم 3 أطفال و7 سيدات، جراء العدوان الإسرائيلي.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة مغلقة يجري خلالها مشاورات حول تصعيد التوتر في قطاع غزة، ويأتي ذلك بناء على طلب تقدمت به كل من الصين وروسيا والإمارات العربية المتحدة.
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عدنان الصباح أن العملية الإجرامية في جنين تأتي في إطار الجريمة الصهيونية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، مشيرا لوجود أزمة حقيقية داخل دولة الاحتلال والعديد من المؤسسات الإسرائيلية وتحديدا الانقسام بين المعسكرين اليميني المتطرف سواء في الحكومة أو المعارضة، لافتا إلى أن حكومة نتنياهو بتركيبتها كادت أن تصل لمرحلة الانفجار.
وأوضح الكاتب الفلسطيني في تصريحات خاصة لـ"انفراد" من الضفة الغربية أن الصراع داخل الحكومة الإسرائيلية دفع نتنياهو للقيام بعمل عسكري كبير داخل غزة يعيد التماسك لحكومته، مؤكدا أن انهيار حكومة نتنياهو يعني مصير مجهول للأخير وذهابه إلى السجن وبالتالي تحاول حكومة الاحتلال إعادة الشعبية لها بعد الإخفاق الكبير لها.
وأشار إلى أنه لم تعد هناك أدوات سياسية ودبلوماسية لاستعادة الهدوء المؤقت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، موضحا أن عمليات الاغتيال في قطاع غزة والضفة الغربية تؤكد أن المعركة ستظل مستمرة حال عدم إيجاد حلا عادلا وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن الحل السياسي حال عدم تحقيقه عبر المجتمع الدولي فإن المعركة والحرب سيتواصلان بأشكال مختلفة.
وأوضح أن العملية العسكرية الأخيرة وضعت إسرائيل لأول مرة في تاريخها في مأزق بعد مرور 24 ساعة دون رد فوري من المقاومة الفلسطينية وهي حالة جديدة ولها تأثيرات واسعة كون الاحتلال أعد نفسه لحرب تمتد لعدة أيام، مؤكدا أن الاحتلال عاجز عن معرفة طبيعة الرد وتوقيته لأنه في حالة استنفار كبيرة، لافتا إلى أن الاحتلال يتخوف أن يأتيه الرد من جبهات مختلفة وليس من قطاع غزة فقط.
إلى ذلك، نشرت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، الأربعاء، مستجدات الأوضاع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل عقب اغتيال الأخيرة لثلاثة من قادة سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فجر الثلاثاء، مؤكدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال وزير جيشه يؤاف غالانت، أصدر تعليماته بالاستعداد لاحتمال التصعيد العسكري في قادم الأيام، بينما تجري من خلف الكواليس محاولات وساطة لتهدئة وثني حركة الجهاد الإسلامي عن الرد.
بدورها، أكدت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية، أن طموح الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو إنهاء هذه الجولة مع غزة في أسرع وقت ممكن، مشيرة إلى أن التصريحات التي خرج بها نتنياهو أمس بأنه مستعد لعملية طويلة هي فقط لتكون مبررا له في حال فقد السيطرة وأصبح الوضع معقدًا.
فيما قالت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية غيلا غملئيل، إن "هناك محاولات لجر إسرائيل إلى عملية أكبر بكثير في غزة"، مضيفة "سيكون هناك تقييم للوضع لجميع القوى الأمنية وسنرى كيف يمكن تسهيل الأمر على المستوطنين في هذا الوقت".