من رحم المعاناة يولد الأمل.. فاطمة من ذوى الهمم بالفيوم حصلت على دكتوراه فى إدارة الأعمال.. أسست مصنعا للمنتجات اليدوية.. أنشأت جمعية خيرية لدعم وتدريب الفتيات وتوفير فرص عمل لهن.. وشاركت فى عشرات الم

كالملاك تجلس بزيها الأبيض الجميل، المطرز بأشكال من وحى الطبيعة، يعبر عن الروح الفنية لصاحبته، تجلس فاطمة على كرسى متحرك تشعر من عزتها بنفسها، وفخرها بما وصلت إليه، وخفة حركتها بين منتجاتها، أنها تجلس على البساط السحرى، الذى تتنقل به بين أحلامها، التى إستطاعت بعد سنوات من المثابرة أن تحولها إلى حقيقة على أرض الواقع، لتقهر كلمة المستحيل، وتثبت للعالم كله أن ذوى الهمم بإمكانهم الوصول إلى الكثير من النجاحات، خاصة بعد سفرها للخارج وحصولها على الدكتوراه، ونجاحها فى تأسيس مصنع للمشغولات اليدوية التى تحيكها بدقة عالية، جعلت منتجاتها تجوب المعارض داخل مصر وخارجها، وأخذت بيدها إلى يد رئيس الجمهورية الذى كرمها على ما تمكنت من الوصول إليه. تقول فاطمة أمين أنها تمكنت من تأسيس ورشة لعمل المشغولات اليدوية من ملابس وحقائب وجميعها مطرزة يدويا، وأكدت أنها تستخدم الأقمشة المصنوعة من الكتان، وقامت بتعليم عشرات الفتيات بقريتها بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وألحقتهم بالعمل معها، ويقومون هم بالتطريز حاليا. ولفتت فاطمة إلى أن كل منتج يمر بمراحل متعددة من التصنيع، تكون البداية بقص الأقمشة، ثم عمل التصميم، ثم التطريز وفقا للتصميم وتقوم الفتيات بالتطريز فى منازلهن وتستغرق القطعة الواحدة ما يزيد عن أسبوع، وفى النهاية يتم التقفيل على الماكينات ثم عرض المنتج فى المعرض. وأكدت فاطمة إلى أنها جمعية سند لدعم الفتيات الراغبات فى الحصول على عمل بمركز يوسف الصديق، وتدريبهن وإكسابهن مهارة صنع المشغولات اليدوية وتوفير فرص عمل لهن، وتم عمل العشرات من ورش العمل لتدريب الفتيات على مدار 5 سنوات. وأكدت أنها تحب المنتجات اليدوية منذ صغرها، ولكنها بعد ذلك التحقت بدورات تدريبية متعددة وتعلمت التطريز، وشاركت في أكثر من معرض بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات، وشاركت فى معرض تراثنا 4 مرات، وفى معرض ديارنا 3 مرات، وشاركت فى مهرجان شباب العالم ومهرجان تونس. ولفتت إلى أنها قابلت رئيس الجمهورية 3 مرات وكان يبدى إعجابه بمنتجاتها، وكان دائما يقدم لها الدعم والتحفيز خاصة لعدد الفتيات اللائي ألحقتهن بالعمل معها. وعن التسويق أكدت أنها تعتمد على التسويق الإليكتروني من خلال وسائل التواصل الإجتماعى، والتسويق من خلال المعارض، والتسويق من خلال الجاليرى الثابت الخاص بها بقرية تونس. ولفتت فاطمة أن دراستها كانت بكلية التجارة بجامعة القاهرة، وحصلت على الدكتوراه فى إدارة الأعمال من بريطانيا، وهو ما أفادنى كثيرا فى إدارة المشروع الخاص بى والجمعية التى أنشأتها. وأكدت أنه لا يوجد شىء يوقف الحياة، ولا بد أن نواجه الحياة بكل قوة ورضى ويكون الهدف أن ننال رضا الله على سعينا ليدخلنا الجنة.