"رضينا بالهم والهم مش راضى بينا".. عبارة يرددها المصريون عندما يجبرون على اختيار أمر دون مفاضلة بين أمور أخرى، ويرددها أبناء الصعيد منذ انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك وعدم قدرتهم على السفر إلى محافظات الوجه البحرى، بسبب أزمة نقص تذاكر قطارات السكة الحديد، بالرغم من قيام هيئة السكة الحديد بطرح قطارات الـVIP بديلة للقطارات المكيفة القديمة، مع رفع أسعار تذاكر السفر بها.
"انفراد" استمع لآراء المواطنين بمحافظة أسوان حول هذه الأزمة، وقال على طه، أحد مواطنى محافظة أسوان: "مع حلول المناسبات والأعياد من كل عام تتجدد أزمة اختفاء تذاكر القطارات ويستمر مشهد تكدس المواطنين أمام مكاتب الحجز بمحطات السكة الحديد المختلفة، بسبب اختفاء التذاكر المكيفة العادية على القطارات الإسبانى، والتى يصل عددها إلى 4 قطارات فقط ما بين القاهرة وأسوان، فى ظل تفضيل العديد من الأسر قضاء العطلات والمناسبات فى المدن الساحلية والقاهرة".
وأضاف الرشيدى خالد، أحد مواطنى محافظة أسوان، أنه فى الوقت الذى لم تخلُ فيه تصريحات مسئولى هيئة السكة الحديد فى مصر خلال الفترة السابقة بأنه لا مساس بقطارات الغلابة، على حد وصفه، إلا أنه تبين أن هذه التصريحات استهلاك إعلامى أمام الرأى العام، وتتناقض هذه التصريحات مع الواقع الذى نعيشه فى ظل اختفاء تذاكر القطارات تماماً بسبب قلتها وانخفاض أعدادها بعد تحويل 4 قطارات مكيفة إلى قطارات vip.
وأوضح الحسن على خليفة، من مواطنى محافظة أسوان، أنه توجه إلى محطة السكة الحديد بأسوان لحجز 3 تذاكر إلى الإسكندرية خلال الموعد المقرر قبل السفر بـ15 يوماً ومع أول ساعة للحجز، فوجئ بموظف الشباك يقول له "التذاكر نفدت"، وعند الاستفسار من هذا الأمر أكد موظف الشباك أن التذاكر يتم سحبها من محافظة الأقصر مما استفز المواطنين الراغبين فى الحجز والذين قاموا بالتوجه إلى المسئولين بالمحطة، حيث لم يستمع إليهم أحد ولم يحقق أى مسئول بالمحطة فى هذا الأمر، وتساءل عن الذى يراقب ويحاسب هؤلاء الموظفين فى الحجز.
وأشار إبراهيم البرنس، أحد مواطنى محافظة أسوان، إلى أنه يتردد شهريا على القاهرة لقضاء بعض الأعمال المتعلقة بأحد المصالح الحكومية التى يعمل بها، ويفاجئ دائما بالعبارة الشهرية من موظفى شبابيك الحجز "الحجز كامل العدد"، موضحاً أنه بسؤال موظف الشباك عن حصة مدينة أسوان يومياً من التذاكر أكد أنها لا تتعدى 100 تذكرة فقط، وهو الأمر الذى يعتبر مستحيلا أمام المواطنين، نظرا لما يمثله لهم من أعباء ومعاناة حقيقية مما يضطرهم إلى السفر عبر أتوبيسات النقل البرى والتى تقطع المسافة بين أسوان والقاهرة فى نحو 13 ساعة تقريباً، مؤكداً - حسب وصفه - أن المسئولين لا يزالون يتعاملون مع أبناء الصعيد بنظرية مواطنين من الدرجة الثانية، دون مراعاة أو تقدير لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذى يولى اهتماماً كبيراً بالصعيد.
وطالب أهالى محافظة أسوان، أعضاء مجلس النواب بأسوان بسرعة التدخل لإنقاذ الموقف، حتى لا يتم استنزاف المواطن الأسوانى أكثر من ذلك، نظراً لأن الظروف الاقتصادية كادحة للغالبية من أبناء الصعيد، مؤكدين أن المواطن الأسوانى يصطحب 3 أفراد من أسرته أثناء ذهابه لرحلة علاج بالقاهرة، ويتحمل مبلغ ألفى جنيه قيمة تذاكر السفر فقط فى الذهاب والإياب.
من جانبه صرح المهندس محمود عطيل، رئيس المنطقة الجنوبية للسكة الحديد بأسوان، بأن المنطقة الجنوبية نجحت بامتياز خلال فترة عيد الفطر المبارك فى توفير العدد الكافى من تذاكر القطارات، وإنهاء حالة التزاحم المعتادة أمام مكاتب الحجز بالمحطات.
وأضاف رئيس المنطقة الجنوبية للسكة الحديد بأسوان، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الهيئة تحاول زيادة حصة محافظة أسوان والصعيد، من التذاكر، وفقاً لإمكانيات المنطقة المتاحة، ووفقا لكثافة وأعداد القطارات المتاحة أيضاً، مشيراً إلى أنه من المستحيل زيادة أعداد القطارات أكثر من المعدلات العلمية والدراسات التى تجرى بالنسبة لتحمل خطوط السكة الحديد فى مصر، وأيضا بالنسبة لعدد وطول الأرصفة.
وفى السياق ذاته، أوضح مصدر مسئول بمحطة سكة حديد أسوان – فضل عدم ذكر اسمه –أن هناك 3390 مقعدا مخصصا يوميا لأبناء أسوان على جميع القطارات التى يتم تشغيلها يومياً بين أسوان والقاهرة، والتى تصل إلى 5 قطارات vip، و4 قطارات إسبانى و10 قطارات ثانية مميزة، مشيراً إلى أنه تم طرح 1328 مقعدا يومياً إضافيا على جميع القطارات طوال الفترة التى واكبت عطلة عيد الفطر المبارك، لمواجهة زيادة الطلب المتوقع خلال تلك الفترة.
وتابع المصدر تصريحاته قائلا: "واجهنا مشكلة طرح تذاكر السفر فى السوق السوداء بكل قوة، ولكن العجز فى وجود التذاكر خلال تلك الفترة يرجع إلى الإقبال المتزايد من المواطنين على حجز التذاكر، بسبب الرحلات الصيفية للأسر والعائلات".