الطبيعة تكشر عن أنيابها فى العالم بسبب تغير المناخ.. حرائق فى إسبانيا تقضى على 8500 هكتار وأخرى فى فرنسا وكندا.. إيطاليا تتعرض لفيضانات تقتل 14 شخصا مع ثوران بركان.. وبراكين فى المكسيك وكولومبيا وجوا

يتعرض العالم لأزمات مناخية غير مسبوقة مما أدى الى العديد من الكوارث الطبيعية ، من الحرائق والفيضانات إلى البراكين ، ويكافح رجال الإطفاء فى عدد من الدول لإنقاذ السكان من التعرض لأى خطر. الحرائق ففى أسبانيا، يصارع فيه رجال الإنقاذ من أجل إخماد الحرائق التى أتت على مساحات شاسعة من المحاصيل والغابات، وأعلنت السلطات الاسبانية ان رجال الاطفاء يكافحون حريقا فى منطقة إكستريمادورا الإسبانية بمساحة تبلغ 8500 هكتار ، مع نشر 600 رجل إطفاء . وقال منسق الدفاع المدني نيفيس فيلار "نأمل أن نوجه ضربة كبيرة اليوم للحريق، فهناك الكثير من الموارد على الأرض والعمل الذي نقوم به مكثف جدا، مشيرا إلى أن الرياح ضعيفة في المنطقة. وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية، إن سلطات المدينة قامت باجلاء 700 شخص من أربع بلدات صغيرة في غرب إسبانيا. وفى كندا ، فرضت مقاطعة البرتا الطوارئ بعد حريق دمر 800 ألف هكتار من الأراضى وأسفر عن إجلاء الآلاف من الأشخاص. وفي وقت سابق، شهدت الغابات نشاط حوالي 94 حريق في المقاطعة وتحديداً في الغابات، بينها 26 حريق كانت خارجة عن السيطرة، وفقاً للمسؤولين. وفى اليونان ، فقد استقبلت أكثر من 180 رجل إطفاء من خمس دول أوروبية خلال الفترة من يوليو إلى أغسطس المقبلين، تأهبًا لحدوث حرائق غابات خطيرة. يأتي هذا في إطار برنامج تحديد مسبق لمواقع رجال الإطفاء يتم تنفيذه في إطار "آلية الحماية المدنية الأوروبية UCPM"، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "ذا جريك ريبورتر" اليونانية. وفى فرنسا، سيطر رجال الإطفاء في فرنسا، على حريقين اندلعا في جبال إقليم ، البرانس الشرقية جنوبي فرنسا بالقرب من الحدود الأسبانية وشمال البحر الأبيض المتوسط، حيث أن 155 من رجال الاطفاء مكثوا ساعات في مكافحة ألسنة اللهب التي اندلعت بالقرب من بلدة "سان سيبريان" موضحة أن الحريقين دمرا نحو 10 هكتارات من الغابات ولا يزال خطر تجدد الحرائق في هذه المنطقة قويا. الفيضانات أما فى ايطاليا ، تستمر حالة الطوارئ مع استمرار سقوط الأمطار الغزيرة التى تسببت فى فيضانات عارمة خلال الايام الماضية والتى اسفرت عن وفاة 14 شخصا وإجلاء أكثر من 36 ألف شخص، بالاضافة إلى خسائر وصلت إلى عشرات المليارات، حسبما قالت صحيفة "الجورنال" الإيطالية. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الإيطالية حذرت المواطنين مع توقعات بسقوط أمطار غزيرة بالاضافة إلى عواصف قوية وتكرر انقطاع الكهرباء، مشيرة إلى أن عمليات الإجلاء لا تزال مستمرة فى الوقت حيث أنه تم إجلاء اكثر من 36 ألف شخص من منازلهم منهم 4963 يقيمون فى ملاجئ تقدم المساعدة للأشخاص. ومن حالة من الجفاف، تتعرض إيطاليا لفيضانات ادت لغمر مدن كاملة بالمياه، وأكدت السلطات الإيطالية أن البلاد تعرضت لأمطار خلال الـ36 ساعة الماضية تعادل ما تعرضت له خلال الـ6 أشهر الماضية، مشيرة إلى أنه تم إغلاق حوالى 500 طريق بينما تم تسجيل 305 انهيارات أرضية. وشددت أيرين بربولو، نائبة رئيس المنطقة ومستشارة التحول البيئى فى مكافحة تغير المناخ على أنه لا يمكن حصر الفيضانات وكمينها فى الوقت الحالى حيث أن منطقة بولونيا تحولت إلى بحر بالفعل. وأشارت المسئولة الإيطالية إلى أن فى مقاطعات مثل فورلى ورافينا وتشيزينيا هناك مدن بأكملها مغمورة بالمياه، ولا تزال القوات المسلحة وخفر السواحل تستخدم المروحيات والقوارب المطاطية للوصول إلى السكان المعزولين. وتبلغ الأضرار التى لحقت البنية التحتية والممتلكات عدة مليارات من اليورو كما أكدت المسئولة، فى الوقت الذى قامت الحكومة بتخصيص 30 مليون حتى الآن مخصصة لهذه الكارثة، بالإضافة إلى اتخاذ بعض الإجراءات منها تعليق مدفوعات الرهن العقارى. البراكين كما أن فى ايطاليا ، فقد شهدت البلاد أيضا ثوران بركان اتنا ،البركان الأكثر نشاطا فى أوروبا، الأحد، مما أدى إلى إطلاق الرماد على كاتانيا، أكبر مدينة فى شرق صقلية، ما دفع السلطات إلى تعليق الرحلات الجوية فى مطار تلك المدينة. وذكر المعهد الوطنى الإيطالى للجيوفيزياء وعلم البراكين ، أن الغطاء السحابى فى يوم ممطر كان يعيق مناظر الثوران، والذى غالبا ما يقدم عرضا مذهلا للحمم البركانية المشتعلة أثناء عدم حدوث البركان. وفى جواتيمالا اعلنت السلطات اجلاء أكثر من 1000 شخص من سكان خمس قرى مجاورة لبركان فويجو القريب من العاصمة والأنشط في أمريكا الوسطى، بسبب ثورانه. وبدأ ثوران البركان مع انبعاث سحب من الدخان الكثيف والرماد فوق مزارع وبلدات قريبة من سفح البركان، مما أثار قلقا على سلامة سكانها، وأوضح مركز إدارة الكوارث أن البركان المسمى فويجو يطلق "حمما بركانية" - مزيج حار من الغاز والرماد والصخور - "تنحدر بسرعة كبيرة على جوانب الجبل البركانى، وبلغ ارتفاع عمود الرماد المنبعث من البركان حوالي 6 آلاف متر عن سطح البحر. كما أعلنت السلطات الجيولوجية المختلفة فى كولومبيا حالة الطوارئ والإنذار بسبب زيادة نشاط بركان نيفادو ديل رويز الزلزالى، بالإضافة إلى الرماد الذى يخرجه على بعض البلديات المجاورة، مشيرة إلى أهمية اتخاذ كل منطقة ومدينة البروتوكولات الأمنية اللازمة للحماية من ثورات البركان الوشيك. وأشارت إذاعة كاركول الكولومبية إلى أن بركان نيفادو ديل رويز يعتبر من أخطر البراكين الموجودة فى البلاد، ثار للمرة الأولى منذ 38 عاما ، فى فبراير 1985، وتسبب فى مأساة أرميرو فى مقاطعة توليما ، حيث أنزل الطين والرماد اسفل الجبل واختفت بلدية بأكلمها كما أنه تسبب فى أكثر من 25 ألف حالة وفاة، وهو ما يثير قلق الخبراء من تكرار هذه الكارثة فى ظل اقتراب ثورانه. كما أعلن مركز علم البراكين والتخفيف من المخاطر الجيولوجية في إندونيسيا، بحدوث ثوران بركانى في جبل أناك كراكاتو الواقع في مقاطعة لامبونج غرب البلاد، نافثًا سحابة ضخمة من الرماد البركاني وصل ارتفاعها إلى 2500 متر. كما تعيش المكسيك حالة طوارئ بسبب زيادة نشاط بركان بوبوكاتيبتل بشكل كبير فى الأيام الثلاثة الماضية، وسيؤدى إلى إغلاق الأنشطة فى المطارات، مع سقوط الرماد بشكل مفرط ، وأشارت صحيفة "الديباتى" الإسبانية إلى أنه فى مؤتمر صحفي ، أعلنت لورا فيلاسكيز ، المنسقة الوطنية للحماية المدنية ، أن عملية التنسيق مع حكومة ولاية بويبلا المكسيكية المركزية بدأت في تنفيذ إجراءات للوقاية والتخفيف والتحضير للتدابير الواردة فيما يسمى خطة بوبوكاتيبتل والتى من أجلها سيتم اتخاذ تدابير للمسألة التربوية والاجتماعية. وعلق المطاران الرئيسيان في مكسيكو سيتي وهما "بينيتو خواريز" و"فيليبي أنجليس" عملياتهما مؤقتا بسبب الرماد المتطاير من بركان "بوبوكاتيبيتل" الذي يقع على بعد 45 ميلا (72 كيلومترا) جنوب شرق العاصمة المكسيكية.