تعد مدينة اسطنبول التركية، أكثر مدن العالم استضافة للجماعات والتنظيمات الجهادية والتكفيرية، عبر تحتضن قيادات جماعة الإخوان التى صدر ضدهم أحكام قضائية بعضها بالإعدام، وأيضا قيادات الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد، بالإضافة إلى مرور عناصر التكفيريين المنضمين لتنظيم داعش فى سوريا والعراق من خلالها، بحيث أصبحت مدينة اسطنبول هى قبلة الإرهابيين والتكفيريين.
رغم ما شهدته تركيا من عمليات إرهابية خلال الفترة الماضية، وتبنى تنظيم داعش لها، إلا أن أردوغان ما زال يدعم التنظيمات الإرهابية على حساب شعبه، ولم يتوقف عن استضافتهم أو توفير المناخ السياسى لهم للتحريض من المدن التركية على الدول العربية.
وعبر شاشات الإخوان التى تبث من تركيا، حرضت قيادات الجماعة، ضد المملكة العربية السعودية، والإمارات ومصر وغيرها من الدول العربية، دون أن تدخل السلطات التركية وتمنع بث هذه القنوات التى تثير الفتن.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن تركيا سارت وراء أردوغان فى المسار الخطأ منذ انتفاضات ما أطلق عليه الربيع العربى، وذلك من خلال استغلال تلك الفرصة للقيام بأدوار مريبة ضمن مشروع مجهز مسبقاً لتدمير وإضعاف الدول العربية ومؤسساتها وجيوشها وصولاً للإجهاز على الدور والحضور العربى بتصعيد وتسليم قيادة المنطقة لقوى إقليمية غير عربية تحمل مشاريع توسعية تاريخية قومية وعلى رأسها إيران وتركيا ، ونظراً لمتغيرات واعتبارات وتحديات كثيرة وعلى ضوء مستجدات الأحداث وملف الحرب السورية .
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن تركيا أردوغان ظنت أنها لن تبلغ ما بلغته إيران من تمدد ونفوذ وسيطرة داخل الدول العربية إلا باستخدام نفس أدوات إيران التوسعية؛ فإذا كانت إيران تستخدم الأدبيات الشيعية والترويج للمذهب الشيعى وتعتمد على تنظيماته فتركيا اعتمدت فى المقابل على دعم تنظيم الإخوان الذى يتمتع بحضور فى كافة الدول العربية والإسلامية محاولة تزعم تيار الإسلام السياسى من خلال التحكم فى التنظيم الدولى للإخوان، وإذا كانت إيران تعتمد على الميليشيات الشيعية المسلحة فأردوغان لجأ لدعم كل الميليشيات السنية المسلحة وتسهيل عملها تدريباً وتمويلاً فتحولت تركيا فى الأعوام السابقة لبيشاور الجهاديين والتكفيريين فى سوريا حيث ظلت ساحة الإمداد والعبور والتمويل والتدريب ولم يتراجع هذا الدعم إلا على وقع التدخل الروسى والتقدم السورى فى محاور الحرب.
وتابع: "اليوم تجنى تركيا ثمار كوارث تدخلات الفترة الماضية المرة على عدة مستويات: الأول تتحمل نتائج تدخلها فى شئون الدول العربية والسعى لتغيير الأنظمة العربية بالقوة الميليشياوية رغبة فى إبدالها بأنظمة موالية لها الثانى تتحمل نتيجة التحول من دولة متعددة ديمقراطية إلى نموذج يسعى لدولة دينية شمولية توسعية الثالث: تتحمل نتائج وتجنى ثمار دعمها واعتمادها على تنظيمات تكفيرية مسلحة فى مواجهة أنظمة عربية ومواجهة كيانات عرقية كالأكراد".
واستطرد الباحث الإسلامى: "بعد محاولة الانقلاب يحاول النظام الحاكم التترس والاستعانة بتلك القوى والتيارات فى مواجهة الجيش وحركته المستمرة الرافضة لتلك السياسات منذ البداية وفى إدارة الصراع مع أوروبا بالضغط والابتزاز وفى السعى لتطبيث وتحقيق نموذج الدولة الشمولية التوسعية تحت عنوان الخلافة العثمانية الجديدة التى يدعمها الإخوان وقوامها مختلف الطيف الإسلامى المتشدد والمسلح والميليشياوى، وبذلك تتحول تركيا من بيشاور الى أفغانستان فعلية فبعد أن كانت معبراً لتلك الكيانات والتنظيمات إلى سوريا والدول العربية من وإلى أوروبا صارت ساحة وملاذاً لها".
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن تركيا أصبحت هى الملاذ الأول للتنظيمات الجهادية بعد أن كانت لندن هى الملاذ الأول لهم، حيث أصبحت تركيا هى الدولة الأولى التى يتواجد بها جميع التنظيمات التى تتبنى العنف بدءا من الإخوان وانتهاء بداعش.