ساعات قليلة فصلت بين وفاة الرفيقين، القبطان عمرو البتانونى، الذى دمر الناقلة الإسرائيلية بيت شيفع، وبين اللواء بحرى حسن حسنى أحد أبطال إغراق المدمرة إيلات والذى لفظ أنفاسه الأخيرة، فجر أمس الجمعة، لتقام جنازته العسكرية، بعد يومين من حضوره جنازة رفيقه بمسجد القاعدة البحرية، ليجتمعا مرة أخرى فى دار الآخرة بعد أن جمعهما ميدان المعركة.
وأقيمت صلاة الجنازة، أمس، بعد صلاة الجمعة، بمسجد القوات البحرية وأقيمت جنازة عسكرية تقدمها قائد القوات البحرية اللواء أسامة ربيع، وقادة أفرع القوات البحرية، وستقام مراسم العزاء، اليوم السبت، بدار المناسبات بمسجد القائد إبراهيم.
واللواء بحرى حسن حسنى هو أحد أبطال القوات البحربة خلال حرب الاستنزاف و حرب أكتوبر 73 ، ومن أبطال إغراق المدمرة إيلات في يوم 21 أكتوبر 67، بواسطة لنش الصواريخ 504 بقيادة النقيب أحمد شاكر، وكان وقتها برتبة ملازم ويعد الفقيد من أوائل الذين استخدموا الصواريخ بحر - بحر فى العالم.
تدرج فى المناصب، حيث شغل قائد اللواء ثان لنشات صواريخ، ثم قائداً لقاعدة السويس البحرية، ثم قائداً لمجموعة البحر الأحمر، وأخيراً قائد قاعدة رأس التين البحرية، وحصل على وسام الشجاعة العسكرية، من الطبقة الأولى، وميدالية الشجاعة العسكرية، ونجمة الشرف العسكرية، ونجمة سيناء، بالإضافة الى ميدالية الخدمة الطويلة القدوة الحسنة.
ويعد إغراق المدمرة إيلات مفصلا تاريخيا فى تاريخ المعارك البحرية، حيث كانت المرة الأولى فى التاريخ التى يتم خلالها إغراق مدمرة بواسطة صواريخ بحر- بحر. بعد انتصار إسرائيل في حرب 1967م أمرت قيادة الجيش الاسرائيلي بأن تخترق المدمرة إيلات المياه الإقليمية المصرية وتدخل المنطقة البحرية لبورسعيد، مستغلة قوة الردع المتمثلة لديها في تفوقها الجوي ومدفعيتها الرابضة على الضفة الشرقية للقناة، ، وقد تصورت القيادة الاسرائيلية عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك.
وقررت القيادة السياسية المصرية إعطاء الأوامر للقوات البحرية بضرب المدمرة وإغراقها، وكان علي متنها طلبة البحرية الإسرائيلية وفي يوم 21 أكتوبر 1967م صدر أمرا بالاشتباك مع المدمرة و تشكلت فرقتين للقيام بالمهمة ، الفرقة الأولى كانت بقيادة النقيب أحمد شاكر والتى شارك فيها اللواء حسن حسنى ، وتم إغراق المدمرة بنجاح منقطع النظير.
من جانبه قال اللواء بحرى ممدوح منيع، أحد أبطال المعركة وصديق البطلين الراحلين : "كنا فى سرب خلال حربى 67 و 73 ، وكنا من الجيل الذى تحملنا الكثير من المشاق من أجل الانتصار و إعلاء اسم مصر.
وتابع "منيع" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": " خلال حرب 73 صدرت أوامر للخروج باللانش الخاص بقيادتى ، فى عملية ، وحدث عطل فنى معى ، وحدث سجالا بينى وبين المرحوم اللواء حسن حسنى، للخروج هو بالعملية ، على الرغم من خطورتها ،وكان التنافس بيننا على من يضحى بنفسه من أجل الوطن".
وكانت محافظة الإسكندرية شهدت، الأربعاء الماضى، رحيل القبطان "عمرو البتانونى"، الحاصل على وسام النجمة العسكرية لإغراق الناقلة الإسرائيليه بيت شيفع فى ميناء إيلات الإسرائيلى فى 5 فبراير 1970، وحصل مرة ثانية على وسام النجمة العسكرية فى حرب أكتوبر 1973، والذى كان يشغل مؤخراً نائب رئيس نادى سبورتنج الرياضى.
وكان الراحل القبطان "عمرو البتانونى" ضابط قوات خاصة بحرية مصرية، وقائد المجموعة التى فجرت السفينة الحربية بيت شيفع فى إسرائيل، وسافر البطل مع زميله على أبو ريشة إلى العراق ومنها للأردن، ثم لميناء العقبة الأردنى، حيث سبحوا فى البحر 4 ساعات حتى وصلوا لميناء إيلات الإسرائيلى منتصف ليل 5 فبراير 1970، وبعد 7 دقائق من وصولهم كانت حاملة الدبابات الإسرائيلية بيت شفيع فى قاع البحر، كما دمر البطل أنابيب النابالم فى حرب أكتوبر، وفجر آبار بترول بلاعيم فى حرب الاستنزاف.