حالة من الترقب تعيشها محافظة الشرقية، حول مصير المحافظ اللواء خالد سعيد فى حركة المحافظين المنتظرة، وهل سيتم تجديد الثقة فيه أم سيرحل ضمن المرشحين للرحيل من مجلس المحافظين.
وتولى اللواء خالد سعيد محافظة الشرقية عن منصبة كمحافظة للإقليم ذلك قبل 6 أشهر، واتسمت الفترة الماضية بالمحافظة، منذ بداية عهد "سعيد"، بالصرامة الشديدة والانضباط، عدم التسرع فى الأداء التصريحات لوسائل الإعلام، على خلاف سابقيه من المحافظين، الذى تسبب تواضع بعضهم الزائد عن الحد وفى الأداء بتصريحات تسببت لهم فى تورطهم فى مأزق واهية ومعارك جانبية.
بدأ "خالد سعيد"، أول 30 يوما فى المنصب بالصمت الشديد وإغلاق أبواب مكتبه على نفسه، بدعوى دراسة شئون المحافظة، ثم خرج بقرارات نقل لعدد كبير من المسئولين بالديوان العام وتغيير الحرس الخاص والاستعانة بآخرين من كانوا تحت قيادته بجهاز القوات المسلحة والتى أثارت حملة غضب شديدة ضده باعتبار أن عدد من المنقولين كانوا من الكفاءات فى مواقعها، وتلاها حركة لرؤساء الواحدت المحلية والمدن ومديرى الإدرات الهندسية، معللا أن ذلك الغرض منه التصدى للفساد، الأمر الذى دفع منتقديه فى شن حملات صحفية ضده حصل فيها على عدد من الألقاب منها "ناظر المدرسة"، و"الديوان ثكنة عسكرية"، "الجنرال يحكم"، "محروس بتاع الوزير" هو اللقب الذى حصل علية العميد أسامة الغندور مدير مكتبة لكونه استطاع أول من يحصل على ثقة المحافظ.
محافظ الشرقية يدير المحافظة بطريقة "على الطرابيزة"
اختلف اللواء خالد سعيد عن سابقيه، فى طريقة إدارة المحافظة، فهو كرجل عسكرى تتدرج فى المناصب حتى وصل للأعلى المناصب القيادية بالجيش "قائدا لمدفعية الرئاسة"، لا يهوى الظهور وإطلاق التصريحات أو الجولات التى تقتصر مجمل فائدتها فى التحقيق فى غياب الموظفين.
فتميز "سعيد" فى أسلوب إدارته فى الجلوس على "الطرابيزة" ومناقشة أفراد المشكلات والالتزام بحل فى توقيت محدد، ومؤكد فى حفل أعده لتكريم محافظين الشرقية السابقين أنه جاء للاستكمال ما قدموه من مشروعات إنجازات مهمة، أنه سيستكمل المسيرة، فهو لا يعرف الاستثناءات والذى بدى واضحا فى دخوله فى صراع مع عدد من النواب اللذين كان لهم الرغبة فى الحصول على تأشيرات استثنائية فى دوائرهم، وأيضا رفضه فتح المدارس لمريدى الشيخ صالح أبو خليل والتى تعد للمرة الأولى أن يرفض مسئول ذلك متحديا كافة الضغوط.
ومحافظ الشرقية، لم بيدا مشروعات جديدة بالمحافظة، ولكنة حرص على استكمال مشروعات متعثرة لأهميتها وأيضا أنها متعطلة لأسباب روتينية، ويعد من أهم تلك، هو إنهاء الاتفاقيات على إنشاء مستشفى عسكرى متخصص لخدمة العسكريين والمدنين من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، ذلك فى منطقة شيبة بمدخل الزقازيق، بدلا من منطقة تل بسطا حيث كان المشروع فى عهد المحافظ السابق اختار تلك المنطقة اليونسكو عطلت الأمر بسبب أنها ملاصقة للمنطقة الأثرية، فبادر "سعيد" بحل الأزمة وطرح بديل والاتفاق مع الهيئة الهندسية للإنشاء.
وأيضا وضع حجر الأساس لمستشفى الطوارئ بطريق الشوبك، حيث فوجئ موظفى الأوقاف لأول مرة فى تاريخها، بدخول المحافظ الديوان والجلوس فى مكتب وكيل الوزارة، مطالبا الشئون القانونية والإدارية بالجلوس معه على الطاولة لحل أزمة تراخيص المستشفى، التى كانت متعطلة للأكثر من عام ونصف وزارة المالية تهدد بسحب 260 مليون المخصصة للإنشاءها، بسبب تعنت الموظفين بالأوقاف مع الجامعة للأمور إدارية بسيطة، وهذا المستشفى سيقدم خدمات طبية للحوادث والطوارئ مجهزة بأحدث التجهيزات لتفريغ مستشفى الجامعة لرعاية الحالات المرضية.
تطهير إدارة المرور، وفور مجئية للمحافظة، اعرب عن غضبة تدنى الأداء المرورى وبدارسة الأمر رصد بعد مخالفات، فتدخل بشكل فورى مع وزير الداخلية والجهات الرقابية، حيث قام الأول بعمل حركة تنقلات لقيادات المرور خارج المحافظة وإحالة من تبت عليه مخالفات للتحقيق، وتولى مكانه عدد من الضباط الشباب أبرزهم محمد زيتون الذى سبق وأن طور وحدة مرور منيا القمح وجعلها تعمل إلكترونيا، والذى يعكف حاليا على تنفيذ مشروعه بالزقازيق لحل مشكلات المواطنين والقضاء على الشكاوى المعتادة والمعاملة السيئة.
فى مجال التعليم والخدمات، تم إنهاء استصدار قرارات تخصيص لعدد 164 مدرسة ومحطة صرف من الزراعة والوزراء، كانت متعطلة وتم ضمهم للميزانيات الجديدة للبدء فى إنشائها، حيث أكد المحافظ أنه يحرص على سرعة استصدار قرارات التخصيص لأنها سوف تخفف المعاناة عن المواطنين، فضلا عن التواصل مع المالية والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، للإنهاء ما بدأه المحافظين السابقين من قرار تعيين للمعلمين والتى وصلت إلى 25 ألف معلم تم تعينه وبقى أقل من 7 آلاف فى إطار إنهاء قراراتهم.
أما مجال مياه الشرب والصرف الصحى والطرق، اعترف محافظ الشرقية، أننا نعانى أزمة كبيرة فيها وأنه يحاول السعى للإنهاء المحطات الجارى إنشاؤها منذ عدة سنوات، وأكد أن ما تم ضخة من مليارات خلال العامين الماضيين أضعاف ما تقدم على مدار 50 عاما، وأعلن المحافظ أن هناك عددا كبيرا من المحطات سوف تدخل الخدمة تباعا على العامين المقبلين سوف تحل أزمة الشرب جزء كبير من الصرف، كذلك الحال قال إن الطرق بالأخص الحسينية لا تصلح وأنه عانى كمواطن منها وادى العزاء فى شباب كثيرون بسببها، وأن هناك خطة لسرعة استكمالها.
أما الإسكان، فكانت قراراته حاسم فى أزمة حاجزى مشروع 2008، حيث اكتشف وجود تلاعب وأضافة للأسماء بعد المدة المحددة، تم تصفيتهم وأيضا البت فى قرارات التظلمات، وتحديد قطع الأرضى للإنشاء العمارات، وكذلك البدء فى توفير المرافق لعمارات الأوقاف
حملات لإقالة المحافظ.
ويواجه محافظ الشرقية حملات على الفيس بوك واستمارات للمطالبة بإقالته، من مجموعة الشباب، والذين يؤكدين أن المحافظ بعيدا جدا عن هموم المواطن ولا يتواصل مع الشباب، وأنه فشل فى عدد كبير من الأزمات، منها توفير مياه الشرب فى صان الحجر والحسينية، عدم وجود صرف صحى، سوء حالة الطرق، وغيرها من المشكلات، اهتمامه بمركز فاقوس مسقط رأسه عن غيره من المراكز الأخرى واتهامة بتعيين عدد من رؤساء المدن وموظفى الديوان بالواسطة وغيرها.