تحت شعار "الصلح خير" الهدوء يعود من جديد لقريتين من قرى المنيا، بعد أن شهدتا أحداث عنف خلال الأيام الماضية وجولات جديدة لبيت العائلة وبعض النواب والحكماء لإنهاء الأزمة فى القرى الأخرى.
"بيت العائلة والحكماء" نجحا فى إقرار التصالح فى قريتى عاصم التابعة لقرية ادموا، وأبو يعقوب، لكن مازال الصمت والمجهول يخيم على قرية كوم اللوفى بسمالوط بعد أن فشلت لجنة التهدئة فى إعادة الأمور إلى طبيعتها مما دفع الجانبين لإعلان رفض التصالح العرفى والاستمرار فى الإجراءات القانونية، أما قرية طهنا الجبل التابعة لمركز المنيا مازالت تبحث عن حل وتدخل الحكماء لإعادة الأمور إلى طبيعتها رغم إعلان جميع أهالى القرية، أن الأزمة تشكل حادثا فرديا وليست فتنة طائفية.
قرية أبو يعقوب بمركز المنيا
قال الشيخ محمود جمعة مقرر بيت العائلة المصرية بالمنيا، إن اللجنة زارت قرية أبو يعقوب التابعة لمركز المنيا والتى شهدت أحداث عنف بين مسلمين وأقباط نتج عنها حرق 3 منازل للأقباط نجحت بمشاركة إسماعيل درويش عمدة القرية والحاج مصطفى حسين وحشمت عبد الجواد وإبراهيم جاد الرب بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية فى إتمام التصالح بين الطرفين بعد التصالح وتعديل الأقوال بالنيابة العامة بالمنيا وإخلاء سبيل 16 متهما بكفالة مالية بينهم 3 متهمين بضمان محل الإقامة.
وأضاف الشيخ محمود أن أهم الشروط التى تضمنتها ورقة التصالح هو رد الشىء لأصله وشرط جزائى 50 ألف جنيه لمن يخالف شروط التصالح وعدم العودة إلى الاعتداءات من جديد من الطرفين، كما تضمنت الشروط أن المسلمين والأقباط يدا واحدة وأن ما حدث كان حادثًا فرديًا.
وأكد الشيخ محمود أن الإجراءات النهائية للتصالح ستتم اليوم، والخاصة بتوقيع بعض الأطراف على شروط التصالح.
كانت قرية أبو يعقوب التابعة لمركز المنيا قد شهدت حدوث أعمال عنف بين مسلمى وأقباط القرية نتج عنها حرق بعض الأثاث، والكراسى، وإتلاف باب خشبى، ودورة المياه، بمنزل إبراهيم خليل إبراهيم، كما تم حرق سقف حجرة بمنزل مجاور ملك موسى صليب عبد الملاك، 65 سنة، فلاح، واحتراق بعض الأثاث مخدات وحصيرة، وإتلاف دراجة نارية أمام منزل أشرف حنا يوسف، والباب الحديدى للمنزل، وتم السيطرة على الأحداث وفرض كردون أمنى حول القرية.
قرية كوم اللوفى
قال الدكتور سمير رشاد عضو مجلس النواب عن دائرة مركز سمالوط "إن الأوضاع داخل قرية كوم اللوفى التابعة لدائرة المركز رغم تجديد الحبس للمتهمين 15 يوما بعد إعلان الطرفين الاستمرار فى الإجراءات القانونية ورفض مساعى التصالح بعد تمسك الجانبين بمطالبهما.
وأكد أن الأمر داخل كوم اللوفى يحتاج إلى مجهود أكبر وسعى جديد من قبل جميع الأطراف، مشددًا على ضرورة أن يتنازل الطرفان عن بعض الأشياء من أجل أن تستطيع اللجنة تحقيق أهدافها فى إعادة الأمن والأمان.
وأكد رشاد على استمرار الخدمات الأمنية بالقرية منعًا لتجدد الأحداث لحين إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعى.
كانت قرية كوم اللوفى بسمالوط قد شهدت أحداث عنف بين مسلمين وأقباط بسبب إشاعة تحويل منزل لكنيسة تجمهر على أثرها 300 من مسلمى القرية ونتج عن ذلك إحراق 4 منازل تابعة للأقباط وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة وألقت القبض على 19 من المتهمين وتم إحالتهم إلى النيابة.
قرية طهنا الجبل
وفى قرية طهنا الجبل التابعة لمركز المنيا تسود حالة من الهدوء والتى شهدت أحداث عنف بين مسلمين وأقباط بسبب أسبقية المرور نتج عنها مقتل شخص وإصابة 2 آخرين، وذلك لاقتناع جميع الأطراف من المسلمين والأقباط أن ما حدث هو حادث جنائى وليس طائفيًا.
غير أنها مازالت تبحث عن حل فلم يزور القرية سوى القافلة الدعوية التى نظمتها الأوقاف بالاشتراك مع القرية لحث الأهالى على السلام والأمان وعدم الإثارة والسير على تعاليم الدين السمح.
وكان نواب مراكز المنيا على حد قول علاء السبيعى عضو مجلس النواب عن دائرة المركز سوف يزورون القرية، إلا أنه وحتى الآن لم تستقبل قرية طهنا الجبل أى زيارات رسمية.
فى الوقت الذى أكد فيه عمرو حسن عمدة القرية أن الأهالى داخل القرية على قلب رجل واحد وسوف ينتهى الأمر، ولن تؤثر أى أحداث فى طبيعة العلاقة بين الأهالى بمختلف أطيافهم وأكد أن كل شىء وله موعد محدد فإذا كان الحادث جنائى فيجب التعامل معه كذلك وإن الجميع قادر على احتواء ما حدث.
وأضاف سمير نجيب رئيس اتحاد عمال المحاجر، أن القرية هادئة وسوف تعبر من هذه الأزمة بفضل أبنائها المخلصين من الطرفين، فالجميع هنا يعيش فى أمن وأمان وسلام من زمن بعيد ولم تشهد القرية أى أحداث من هذا النوع.