بعد 36 عاما خدمة بأمن القاهرة.. رحيل اللواء جمال سعيد حكمدار العاصمة.. تولى المنصب فى أكتوبر الماضى ولقب بـ"قائد حملات التطهير".. وصمد أيام الثورة لحماية المنشآت.. وأعاد الميادين لرونقها بخططه المحكمة

جاء نبأ رحيل اللواء جمال سعيد، مساعد وزير الداخلية حكمدار القاهرة، المفاجئ، إثر حادث تصادم مروع على طريق العلمين الساحل الشمالى، أثناء عودته من الساحل الشمالى، حيث توجه مساء أمس الجمعة للساحل، لاصطحاب أسرته والعودة معهم إلى القاهرة صباح اليوم السبت، صدمة قوية على قيادات وزارة الداخلية ومديرية أمن القاهرة، خلافا لأسرته التى لازالت فى حالة سيئة نفسيا إثر الحادث، حيث كانوا بصحبته فى السيارة، وشاء القدر أن ينجوا بأرواحهم من حادث انقلاب السيارة وتعرضهم لإصابات طفيفة.

ومن جانبه، أكد جميل سعيد المحامى بالنقض، أن جنازة شقيقه اللواء جمال سعيد مساعد وزير الداخلية، حكمدار القاهرة، الذى توفى إثر انقلاب سيارته على طريق العلمين القادم من الساحل الشمالى، ستكون عقب صلاة عصر اليوم ، وذلك من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة. وأشار جميل سعيد المحامى، إلى أنه من المقرر أن يكون العزاء بمسجد عمر مكرم بوسط القاهرة، ولكن لم يتم تحديد موعده بعد، حيث من المقرر التنسيق مع الأجهزة الأمنية لتحديد موعد العزاء. 36 عامًا كاملة قضاها اللواء جمال سعيد فى العمل المستمر داخل أرجاء مديرية أمن القاهرة، وظل يتدرج فى المناصب طوال تلك الـ36 عامًا حتى تم تعيينه فى أواخر شهر أكتوبر من العام الماضى بقرار من وزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار، ليشغل منصب حكمدار العاصمة، خلفا للواء حمدى مجاهد الحكمدار السابق للعاصمة، والذى توفى فى مكتبه بمديرية أمن القاهرة إثر تعرضه لأزمة قلبية، وتم نقله على إثرها لمستشفى الشرطة بالعجوزة، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى.

ويعتبر اللواء جمال سعيد، من أكفأ الضباط الذين شغلوا العديد من المناصب فى المجال الشرطى، حيث تدرج فى المناصب منذ تخرجه من أكاديمية الشرطة، وتولى منصب نائب مأمور قسم شرطة بولاق أبو العلا، وظل خلالها سنوات حتى تم ترقيته ليتولى منصب مأمور قسم بولاق أبو العلاء، كما شغل منصب مأمور قسم الأزبكية، ومأمورا لقسم الموسكى.

وشغل اللواء جمال سعيد، منصب مساعد فرقة وسط القاهرة، وقت ثورة 25 يناير 2011، وكان له دورا هاما فى حماية وتأمين العديد من المنشآت الهامة والحكومية والشرطية فى وسط العاصمة، ولم يترك مكانه، وظل صامدا ورجاله فى قطاع وسط العاصمة، ونجحوا فى تأمين العديد من المنشآت ومنع اقتحامها.

كما ترأس اللواء "سعيد" العديد من الحملات لإزالة الإشغالات ومداهمة أماكن الباعة الجائلين، وأعاد المظهر الحضارى بدائرة قسمه بالعديد من الشوارع والميادين، وتم ترقيته ليترأس مدير فرقة قطاع غرب القاهرة، ثم ترقيته ليتولى العمل بشرطة الكهرباء لمدة عامين، وعاد مرة أخرى إلى مديرية أمن القاهرة، ليشغل منصب نائب مدير الأمن لقطاع غرب القاهرة. تركزت جهود اللواء جمال سعيد، فى مكافحة الإشغالات وإزالة الباعة الجائلين، وكان ينفذ خطة أمنية محكمة نجحت فى تطهير وإعادة المظهر الحضارى لمنقطة غرب القاهرة بالكامل من كافة الإشغالات، الأمر الذى جعله محط أنظار جميع قيادات الوزارة نظرًا لكفاءته المعهودة عليه منذ القدم، والتى أهلته لتولى منصب حكمدار العاصمة.

ومع تولى اللواء جمال سعيد منصب حكمدار القاهرة، بدأ فى إعداد خطط أمنية ودراسات محكمة، بهدف شن حملات أمنية موسعة فى كافة قطاعات العاصمة، استهدفت تحقيق الانضباط فى شوارع العاصمة، ولقب بـ"قائد الحملات الأمنية"، نظرا لكونه كان يتصدر الصفوف الأمامية فى كافة الحملات الأمنية لتطهير العاصمة، ونجاحه فى نشر الخدمات الأمنية والمرورية بكافة شوارع العاصمة بشكل ملحوظ للجميع، ما كان له بالغ الأثر فى إعادة المظهر الحضارى لشوارع العاصمة كما كان عهدها، والعمل على تحقيق السيولة المرورية فى كافة الميادين. وكان اللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، قرارا الأحد 20 ديسمبر الماضى، ترقية اللواء جمال سعيد، نائب مدير أمن القاهرة وحكمدار العاصمة، إلى درجة مساعد وزير الداخلية، حيث جاءت ترقية حكمدار القاهرة، بعد تولى اللواء جمال سعيد المنصب بشهر ونصف، عمل خلالها على رفع معدلات الأداء الأمنى، وقاد العديد من الحملات الأمنية لرفع الإشغالات وإعادة الوجه الحضارى لشوراع العاصمة، وبالفعل انخفضت معدلات الجرائم وحوادث الإرهاب بصورة كبيرة فى شوارع العاصمة عقب الجهود الأمنية الضخمة المبذولة.

يذكر أن اللواء جمال سعيد شقيق المحامى الكبير جميل سعيد، وتحركت أسرة الفقيد إلى مكان الحادث لإتمام الإجراءات القانونية، وحمل الجثمان إلى مدافن العائلة.

"انفراد" يتقدم بالتعازى لوزارة الداخلية والعاملين بمديرية أمن القاهرة وأسرة المحامى جميل سعيد فى رحيل الفقيد.