تواصل المنظمات الحقوقية الدولية اتباع سياسات الكيل بمكيالين تجاه الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، التى أفشلت مخططات الشيطان الأعظم "أمريكا" فى تقسيم دول الوطن العربى إلى دويلات صغيرة وضعيفة للسيطرة على مقدراتها الاقتصادية.
وتبدو ازدواجية المعايير لدى تلك المنظمات التى تدعى الدفاع عن حقوق الإنسان واضحة بعد تجاهلها المستمر لانتهاكات حقوق الإنسان بالولايات المتحدة الأمريكية من جانب الشرطة الأمريكية بحق المواطنين ذوى البشرة السمراء، والاعتقالات العشوائية، التى وصلت إلى أرقام فلكية بتركيا عقب محاولة الانقلاب العسكرى هناك وعمليات التنكيل بمعارضى النظام على مرأى ومسمع من العالم كله.
وتضرب منظمتى العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش وغيرها من المنظمات التى تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها مثالا صارخا لازدواجية المعايير وتحويل العمل الحقوقى إلى عمل سياسى وأيدولوجى واضح، حيث تم تشكيل تحالف جديد بين العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش ومنظمة "لجنة حماية الصحفيين"، وهى منظمة غير حكومية فى نيويورك يدير مكتب الشرق الأوسط فيها شريف منصور منذ استقالته من فريدوم هاوس عقب فتح قضية التمويل الأجنبى عام 2011، ومعهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط، ومقره العاصمة الأمريكية واشنطن وتديره نانسى عقيل منذ هروبها من مصر بعد فتح قضية التمويل الأجنبى، حيث كانت مدير مكتب القاهرة لمنظمة فريدوم هاوس، بالإضافة إلى عدد من نشطاء مستقلين من جماعة الإخوان غير تابعين لتلك المنظمات.
ويستهدف "تحالف الشيطان" الدولة المصرية لدى الأمم المتحدة، بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان فى مصر، لإضفاء نوع من المصداقية على الإدعاءات التى ترددها هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية بشأن مصر، خصوصاً فيما يتعلق بموضوعات الاختفاء القسرى والمعتقلين بالآلاف، والتضييق على حرية التعبير وحالة الأقباط والأقليات الدينية.
ويحاول أعضاء هذا التحالف إثارة الرأى العام العالمى ضد مصر مرة أخرى فى القضايا السالف ذكرها بعد أن فندتها الحكومة المصرية والمجلس القومى لحقوق الإنسان وبعض المنظمات الحقوقية المحلية بشكل حاسم، وكان من ضمن هذه المبادرات تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان عن الادعاءات بالاختفاء القسرى، وما قام المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة بتقديم شكوى فى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة تتهم المنظمتين "العفو" و" هيومان رايتس ووتش" باستخدام صفتهما كمدافعين عن حقوق الإنسان فى أهداف سياسية، بما وضعهم فى موقف حرج أمام مجلس حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة، وأصبح يهدد مصداقيتهم لديها.
وتم تنظيم أولى فعاليات هذا التحالف بتاريخ 15 يونيو فى مقر الأمم المتحدة بالمدينة السويسرية جنيف، تحت عنوان "مصر: ثمن الصمت"، وتناولت الجلسة تقييم لحالة حقوق الإنسان فى مصر، واعتمدت بشكل رئيسى على المعلومات المغلوطة التى تروجها العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش.
وتحدث خلال الجلسة نانسى عقيل معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط بواشنطن ومدير مكتب منظمة فريدم هاوس بالقاهرة سابقا، وشريف منصور مدير مكتب الشرق الأوسط بمنظمة "لجنة حماية الصحفيين" بنيويورك، والناشط الإخوانى عبد الرحمن منصور أحد مؤسسى صفحة "كلنا خالد سعيد"، وكالذى تم تسريب تسجيلات صوتية له عبر الإعلامى عبد الرحيم على تؤكد أن له علاقات قوية بالقيادى الإخوانى البارز خيرت الشاطر أثناء فترة حكم الإخوان وقبلها، بالإضافة إلى نادين حداد، وليلى مطر من منظمة العفو الدولية.
وتتمثل استراتيجية عمل التحالف فى تنظيم فعاليات متكررة داخل مجلس حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة، وإصدار تقارير متوازية من الـ4 منظمات، عن حالة حقوق الإنسان فى مصر، قبل موعد التقييم النصفى للمراجعة الدورية الشاملة لمصر، المتوقع أن يتم فى شهر نوفمبر نهاية هذا العام، حتى تكون مصر دائماً فى حالة دفاع عن نفسها وتنشغل عن اتهامهم بممارسة أجندة سياسية.