بالصور.. 5 آلاف أسرة بقرية الكولة بسوهاج تعيش الموت وسط البرك والمستنقعات.. الأهالى: "نموت بالبطىء والمسئولين نايمين".. ويؤكدون: مياه الصرف تتسرب للمنازل.. وشركة المياه: خاطبنا الهيئة لإنشاء مصرف

5 آلاف أسرة داخل قرية الكولة التابعة لمركز إخميم بمحافظة سوهاج يعيشون حياة غير آدمية وسط مياه البرك والمستنقعات ومياه الصرف الصحى، التى تتسرب إلى منازلهم العشوائية فهم يموتون بالبطىء، حيث إن بعض الأهالى لم يجدوا مفرا إلا بالهرب من مسكنهم إلى منطقة أخرى.

الغريب فى الأمر أن المساكن العشوائية داخل القرية، التى يعيش فيها الأهالى منذ عشرات السنين تحوطها من كل جانب مياه الصرف لوجود مزرعة صرف صحى بالقرب من القرية مما يجعل المياه تتسلل إليهم والمسئولين يعلمون ما يعانيه هذه الأسر الفقيرة، إلا أنهم لم يستمعوا إلى أحد منهم، وظل حالهم يسوء يوما تلو الآخر، حتى تفشت الأمراض بينهم، وأدت إلى وفاة بعضهم، بالإضافة إلى أنهم يعيشون مع العقارب والثعابين دون رحمة من المسئولين.

صرخات عديدة إلى محافظ سوهاج ينادى بها الأهالى لإنقاذهم من العذاب اليومى، الذى يعيشونه خاصة أن بعضهم يقوم كل فترة بردم المياه الذى تقتحم منزله حتى أصبحت المنازل مدفونة.

"انفراد" انتقل إلى القرية وتحدث مع الأهالى هناك لمعرفة مشاكلهم وما يعانونه على مدار سنوات مضت.

فى البداية قال عبد العزيز سيد من أهالى القرية: "نعيش حياة غير آدمية بمعنى الكلمة، والمسئولين يعلمون ما نعانيه ولا يتحركون فنحن نعيش وسط مياه الصرف الصحى، التى تصب علينا من المحطة الرئيسية بالقرب من القرية منذ سنوات، ونضطر إلى ردم المنازل بعد دخول المياه منازلنا، وإغراقها مما جعل بعض الأهالى يتركون منازلهم، بالإضافة إلى أننا نعيش مع الثعابين والعقارب".

وأضاف عبد العزيز: "حاولنا مرارا وتكررا حل مشكلتنا مع المسئولين دون فائدة، حتى تفشت الأمراض بين الأهالى، وتوفى البعض بمرض الفشل الكلوى".

فيا قال عبد اللطيف أبو اليزيد، من أهالى القرية: "إنقذونا من الموت"، موجها رسالة إلى محافظ سوهاج بإنقاذهم من العذاب اليومى والمآسى التى يعيشونها، خاصة أن المنازل لا تصلح للعيش مثل البنى آدمين.

وأضاف عبد اللطيف أن العقارب والثعابين يعيشون معهم داخل المنازل، ولكن لا ينظر إليهم أحد من المسئولين، وأن مياه الصرف تقتلهم يوميا واضطر البعض إلى إخلاء مسكنه للهرب من الموت المحقق.

وقال مجدى حسن أحد الأهالى بالقرية إن القرية تعيش بأكملها فى مأساة حقيقية، ولا يشعر بهم أحد فمياه البرك والمستنقعات تقتلهم وتسبب الأمراض لهم بالإضافة إلى سوء حالة مياه الشرب وحاولوا كثيرا التحدث مع المسئولين دون فائدة مطالبين بإبعاد محطة الصرف الصحى القريبة منهم إلى مكان آخر كى يعيشوا مثل البنى آدمين.

أما خيرى خليفة محمد، فيقول: "نحن نعيش فى هذه القرية منذ عشرات السنين على هذا الحال، ولم يتغير شىء، فمياه الصرف التى تخرج من المزرعة ترشح علينا باستمرار وتغرق المنازل فى أوقات معينة، ولم نجد حلا سوى ردم المياه عن طريق الرمال، حتى دفنت المنازل تماما، وهناك من يبنى مسكنه فى أعلى منطقة حتى لا تصل إليه المياه ونطالب المسئولين بالتدخل سريعا لإنقاذنا".

فيما يطالب أحمد على حسن من أهالى القرية، بردم البرك والمستنقعات التى تحوط بالمنازل بصفة مستمرة وتوفير مساكن لهم بعيدا عن هذه المناطق أو نقل مزرعة الصرف الصحى، التى ترشح المياه عليهم بصفة مستمرة وتسبب لهم العديد من الأمراض، بالإضافة إلى قيام الوحدة المحلية بتغريم المواطنين الذين يقومون بردم المنازل بعد تحرير محضر لهم.

ومن جهته قال محمود إمام، رئيس مدينة ومركز إخميم، إن الأهالى فى قرية الكولة يعيشون فى منازل أملاك الدولة ومتعدين عليها، مؤكدا أن الوحدة المحلية تستطيع توفير 102 منزل بقرية "الاحايوة" شرق إخميم، لهؤلاء الأهالى، وتسهيل قيمة السداد له ولكنهم يرفضون ترك منازلهم فى قرية الكولة.

وأضاف رئيس المدينة أن هذه المنازل مكتملة المرافق ومن يرغب فى الحصول على مسكن فعليه التوجه إلى الوحدة المحلية ودفع مبلغ 5 آلاف جنيه مقدم وتقسيط 200 جنيه شهريا، بالإضافة إلى أن القرية حصلت على دعم مليون جنيه، وسيتم بناء عقارين لتسكين هؤلاء الأسر كمرحلة أولى حتى الانتهاء من بناء وتسكين جميع الأسر.

فيما قال اللواء محمد البدرى، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج، إن الشركة اتخذت العديد من الإجراءات لحل مشكلة تسرب مياه الصرف الصحى من مزرعة معالجة الصرف الصحى بالكولة على القرية وذلك بسبب إنشائها على تربة لا تمتص المياه لوجود طبقة صخرية على عمق 3 أمتار، ووجود ميول طبيعية بأرض المزرعة على القرية تقدر بحوالى 20 مترا، وأن تلك الحلول تتمثل فى إنشاء مصرف قاطع بنجع حامد بعمق أكبر من مستوى القرية لحجز المياه، والقيام بسحبها وضخها مرة أخرى على محطة المعالجة، وكذلك توفير طلمبات سحب لمياه الصرف الصحى المتراكمة بشرق القرية فى حالة وجودها.

وخاطبت الشركة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، بعدد من المقترحات لتوفير ميزانية لهذه المقترحات وحل المشكلة بشكل نهائى، وتتمثل تلك المقترحات فى استكمال المصرف القاطع، وإنشاء حوض موازنة جديد ومحطة رفع للمصرف القاطع، وكذلك تطوير نظام معالجة المحطة إلى المعالجة الثلاثية، حيث تم الحصول على موافقة وزارة الرى، لصرف المياه بعد معالجتها ثلاثياً على مصرف إخميم القبلى، هذا بالإضافة إلى عمل توسعات للمحطة لاستيعاب المياه كافة.