40 "مطب" حصيلة رحلة أحد المصطافين من المنصورة، إلى مدينة جمصة السياحية، على طريق يبلغ طوله 54 كيلومترا، أي أن "مطب" يقابلك كل 1كيلو، و350 مترا تقريبا، فى رحلة طالما أجلها المصطافون لسوء حالة الطريق.
طريق جمصة والمعروف لدى سكان محافظة الدقهلية، لا يخلو من الحوادث التى تقع عليه بشكل يومى، حتى بعد أن تم تعديله بأمر من المحاسب حسام الدين إمام محافظ الدقهلية، وتمت إزالة أعداد هائلة من المطبات إلا أن الطريق مازال سيئًا، وأشبه بالطرق الوعرة منه بالطرق المرصوفة.
تكثر المنحنيات الخطرة بالطريق، فى ظل وجود تعرجات وتموجات بالأسفلت، والعديد من الحفر في الطريق، خاصة أن الطريق مقام على أرض طينية، ويمر منه سيارات النقل باستمرار، فهو الرافد الأسهل والأقرب للطريق الدولى بين المنصورة حتى مرسى مطروح غربا، وبين المنصورة حتى الإسماعيلية شرقا.
شهد طريق "المنصورة - جمصة"، المئات من الحوادث منذ إنشائه فى السنوات الماضية، وبالرغم من أنه ليس من الطرق الآمنة بمحافظة الدقهلية، إلا أنه من أكثر الطرق ازدحاما وتكدسا بالسيارات، فهو الأقرب لمدينة جمصة، خاصة فى فصل الصيف الذى يتردد فيه آلاف المصطافين إلى مدينة جمصة السياحية.
وشهد الطريق خلال شهرى يونيو الماضى ويوليو الجارى، ما يزيد عن 19 حادثا، كلها لسيارات منفردة، وعلى عكس الطرق يكثر بها حوادث الاصطدام، فطريق جمصة المنصورة يكثر به الحوادث الفردية، مثل انقلاب السيارات المفاجئ، أو ارتطامها بالأرصفة أو حتى الاصطدام بعربات الكارو التى تظهر فجأة أمام السائقين، بسبب أن الطريق يطل على الأراضى الزراعية من الجانبين.
بداية الطرق من مدينة المنصورة وحتى قرية عصفور هى المنطقة الأكثر انتشارا للمطبات، إذ يبلغ طولها 25 كيلو مترا، بها ما يزيد عن 18 "مطب"، جميعها مطبات لا تقع فى منطقة سكنية إنما فى وسط الزراعات، وأنشأت هيئة تعمير الساحل المشرفة على إنشاء طريق المنصورة جمصة السياحى، مطب صناعى أمام كل جسر فاصل بين الحقول، حتى بلغت 18 مطب فى مسافة طولية خالية من السكان والمبانى تماما.
يعد طريق المنصورة جمصة، من أهم الطرق بمحافظة الدقهلية، ففضلا عن أنه الرافد الوحيد للطريق الدولى، والرافد الأقصر مسافة لمدينة جمصة، إلا أنه الطريق المؤدى إلى قرية دميانة، ببلقاس خامس، بمركز بلقاس، والتى يأتيها الزوار من كل حدب وصوب، من داخل مصر وخارجها لزيارة دير القديسة دميانة، لأهميته الدينية والتاريخية للأقباط بمصر.
يقول محمد عبد الحميد، سائق بخط المنصورة جمصة: "لولا أن الترخيص أجبرنى فى العمل بهذا الطريق، ما كنت سأوافق أبدا عليه، الطريق به مطبات كثيرة جدا، وخطر جدا، خاصة أنه يكون مزدحما طول فصل الصيف، والسيارات تسير عليه بسرعة جنونية بالرغم من أنه طريق غير آمن تماما، وكل يوم فى بداية العمل أبدأ يومى بالشهادة، لأن نادرا ما ينجو أحد أثناء سيره على هذا الطريق، ولا أذكر أننى مر على يوم أثناء عملى فى هذا الطريق ولم أر أو أسمع عن حادث سير".
ويقول سيد شبكة سائق بخط المنصورة جمصة: "السيارة كل أسبوع لازم تروح للعفشجى، عشان يتمم عليها، السيارات هلكت على الطريق، حفر ومطبات ونقر.. الطريق اتصلح السنة اللى فاتت، ولكن سوء أساس الطريق أصلا هو الأساس، فقد اختفت الإصلاحات تماما، والطريق رجع أسوأ من الأول، المطبات خفت، كانت أكتر من كدة بكتير بس الطريق كما هو حفر ونقر وتعريجات من سير السيارات الثقيلة، لأن من وضع أساس الطريق لم يتمه على أكمل وجه، والمفروض الطريق كان اتعمله أساس خرسانى لأنه مبنى على أراضى زراعية.
وارتفع سعر تعريفة الأجرة، للمواصلات، بين مدينة المنصورة ومدينة جمصة، تدريجيا من 5 جنيهات إلى 7 جنيهات، حتى وصلت 10 جنيهات فى وقتها الحالى، وذلك بسبب سوء حال الطريق، وقلة سيارات الأجرة عليه، إذ يعزف السائقون عن العمل على هذا الطريق بسبب سوء حالته، فبالإضافة إلى حال الطريق الوعرة، يعانى الركاب والمصطافون من ندرة السيارات خاصة خلال فصل الصيف، مما أدى إلى وجود سيارات تعمل فى نقل الركاب بشكل غير قانونى، ويرفعون سعر تعريفة الأجرة عشوائيا.
يقول أحمد هشام، طالب بكلية التجارة بجامعة المنصورة: "الناس تذهب للمصايف من أجل المتعة والراحة، ولكن نحن نذهب من أجل التعب والشقاء، نسافر لجمصة صباحا مبكرا، خوفا من السفر ليلا بسبب سوء حالة الطريق، وبعد أن ننهى يومنا نسهر على البحر، ليس من أجل المتعة، إنما من أجل الخوف من الطريق ووقوع حادث عليه ليلا، وبسبب ندرة سيارات الأجرة من جمصة لمدينة المنصورة ليلا، وارتفاع أسعار تعريفة الركوب، إن وجدت".
وتقول عزة شاكر، معلمة، "أخاف جدا من السفر على طريق جمصة، وأكون حريصة أن أذهب أنا وأسرتى نهارا، ونعود نهارا، لأن المواصلات قليلة، ويرتفع سعر تعريفة الركوب ليلا، كما أن السائقين متهورون، والطريق ليس آمنا يقع عليه حوادث كثيرة جدا لا نهاية لها، ولا نريد أن يتحول مشروع متعتنا لتعاسة طول العمر، فنذهب فى النور ونعود فى النور.
سائقو خط الإسكندرية المنصورة، هم الآخرون يعانون من سوء حالة الطريق، إذ تبدأ الرحلة إلى الإسكندرية عبر الطريق الدولى من مدينة جمصة، حتى محافظة الإسكندرية، مما يجبر السائقين المرور بطريق المنصورة جمصة، ويقول سعد راغب سائق بخط المنصورة الإسكندرية: "فى الليل أعود من الطريق الزراعى، لا أمر بطريق جمصة مطلقا، بالرغم من أن الطريق الزراعى به مطبات أكثر بكثير من طريق المنصورة جمصة، ولكن الطريق الزراعى المطبات به مرئية ومن الممكن أن تراها ولا تفاجئ بها، كما تفاجئ على طريق المنصورة جمصة، بالإضافة إلى الأمان ووجود الخدمات والطريق يكون مضاء ليلا.
فيما قال مصدر بهيئة الطرق والكبارى بمحافظة الدقهلية، إن هيئة تعمير الساحل أنشأت الطريق، وهى المسئولة عنه وقد نشب نزاع أثناء وجود محافظ الدقهلية السابق اللواء عمر الشوادفى، حول من يقوم بترميم الطريق، وانتهينا إلى تحمل الهيئة تكاليف ترميم الطريق، ولكن الطريق فى حاجة لإعادة بناء، وكانت هناك نية، لإسناد أمره بالكامل إلى الهيئة ولكن لم يتم، فيما أولى المحافظ الحالى حسام الدين إمام اهتماما كبيرا بالطريق، وأمر بإصلاحه على الفور بأى شكل، ولكن الإصلاح الظاهرى لن يحل الأزمة، وسنبحث مع المحافظ الحالى أمر الطريق، لأنه مهتم به جدا، خاصة أنه سيكون هو الرافد الوحيد لمدينة المنصورة الجديدة أحد أهم المشروعات التى قدمها المحافظ الحالى ونجح فى إتمامها.