وجه البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، دعوات متكررة للسلام في أوكرانيا، على الرغم من أن محاولات الفاتيكان للتوسط في النزاع لم تسفر عن نتائج بعد، إلا أنها تستمر فى محاولة لتهدئة الصراع ، وتم تعيين الكاردينال ماتيو زوبي رئيسًا لـ "مهمة سلام" الفاتيكان "للمساعدة في تخفيف التوترات في الصراع الأوكرانى.
وقالت صحيفة "الاكونوميستا" الإسبانية فى تقرير لها إن ، الكاردينال ماتيو زوبي، رئيس أساقفة بولونيا ورئيس المؤتمر الاسقفى الإيطالى، وصل إلى العاصمة الأوكرانية للاستماع إلى السلطات حول السبل الممكنة لتحقيق سلام عادل ودعم لفتات الإنسانية التى تساهم في تخفيف التوترات بين طرفي النزاع، وفقا لاذاعة الفاتيكان.
وقال الفاتيكان، إنه من المقرر أن مبعوث بابا الفاتيكان يجرى محادثات لمدة يومين مع المسئولين فى كييف بشأن الحرب الاوكرانية الروسية، مؤكدة أن "الكاردينال البالغ من العمر 67 عامًا ، والذي ينتمي إلى طائفة سانت إيجيديو الكاثوليكية والمتخصص في الدبلوماسية والجهود من أجل السلام، سيستمع بعمق إلى السلطات الأوكرانية حول السبل الممكنة لتحقيق السلام العادل، ودعم المبادرات الإنسانية التي تساهم في تخفيف التوترات".
ووفقًا لنية البابا، سيكون زوبي هو المحاور الوحيد مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والأوكراني فولودومير زيلينسكي، على الرغم من أن موعد الرحلة إلى موسكو لم يتم الإعلان عنه بعد ، كما لم يتم في الوقت الحالي ، لم يتم الكشف عن جدول أعماله في أوكرانيا أيضًا.
وتأتي زيارته في الوقت الذي تزعم فيه روسيا أنها صدت "هجومًا واسع النطاق" للقوات الأوكرانية في منطقة دونيتسك التي تحتلها موسكو.
وكتب سفير أوكرانيا في الفاتيكان أندري يوراش على تويتر "ترحب أوكرانيا باهتمام الفاتيكان بالحرب التي بدأتها روسيا وبنيتها أكثر لفهم واقع الوضع"، قائلا إنه متأكد من أن "المعرفة عن كثب" بعواقب الحرب "ستساعد في إيجاد ردود مناسبة باسم السلام العادل".
وقالت الصحيفة الإسبانية فى تقرير لها إنه حتى الآن لم يتم التكهن بنجاح مهمة الفاتيكان لتحقيق السلام فى اوكرانيا ، ولكن انها تثير احتمالية ان دبلوماسية الفاتيكان فى غياب الاعتراف بالتفاوتات الاخلاقية والسياسية الأساسية فى هذه الحرب يمكن أن تزيد الأمور سوءا ، فمع مهمة لامة غير مدروسة وسيئة التنفيذ من الممكن أن تؤجج الأوضاع ، فى الوقت نفيه لابد من اتخاذ اجراءات محددة .
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك أطراف متساوية في هذا الصراع يجب أن يجتمعوا في "وساطة". مثل هذا التحريف للواقع ، مدعومًا بما يعتبره البعض السلطة الأخلاقية للكرسي الرسولي ، يمكن أن يقوض العزم الغربي على دعم الطرف المتضرر في هذا الصراع - أوكرانيا - في السعي وراء ما سيكون حتمًا سلامًا مؤقتًا مع من لا شك فيه، وحتى لا يحدث هذا ، يبدو من الضروري أن يتخذ الفاتيكان إجراءات معينة.
يشارك الفاتيكان في مهمة سلام وُصِفت بـ "السرية" في محاولةٍ لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا والذي بدأ منذ الـ 24 فبراير 2022، وقال البابا خلال عودته من زيارة المجر "أنا على استعداد لبذل كل جهد ممكن، هناك مهمة قيد التنفيذ الآن، لكنها ليست علنية بعد، عندما تكون علنية، سأكشف عنها".
وأضاف "أعتقد أن السلام يتم دائماً من خلال فتح القنوات، لا يمكنك أبداً تحقيق السلام من خلال الإغلاق، هذا ليس بالأمر السهل".
وقال بابا الفاتيكان إن مصالح "إمبراطوريات" عديدة هى التى تحرك الحرب في أوكرانيا، وليست روسيا فحسب، مشيرا الى أن الصراع تأجج بسبب "مصالح استعمارية وليس بسبب الإمبراطورية الروسية فحسب، لكن بسبب إمبراطوريات أخرى".
وعبّر البابا عن استعداده للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل الدعوة إلى السلام.
وأجرى البابا مقابلة مع محطة التلفزيون الناطقة بالإيطالية، التابعة لراديو وتلفزيون سويسرا (آر إس آي)، من المقرر إذاعتها يوم الأحد. ونشرت صحف إيطالية هي «لا ريبوبليكا» و«لا ستامبا» و«كورييري ديلا سيرا» اليوم الجمعة مقتطفات منها.
ويدعو البابا إلى السلام أسبوعياً تقريباً منذ أن بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا، كما عبر مراراً عن رغبته في لعب دور الوسيط بين البلدين، لكن ذلك لم يتمخض حتى الآن عن أية انفراجة.