متفوقة "رغم الصمم".. قصة كفاح الرابعة فى الشهادة الإعدادية على مستوى محافظة الشرقية.. إعاقتها السمعية لم تمنعها من التفوق.. والدتها: رفعت رأس العائلة وهوايتها المفضلة التطريز وأمنيتها الالتحاق بالجامع

لم تمنعها إعاقتها السمعية من النجاح والتفوق، وضربت مثلا رائعا فى الاجتهاد والتفوق، بحصدها المركز الرابع فى الشهادة الإعدادية على مستوى محافظة الشرقية، متحدية إعاقتها بالصمم وضعف السمع، فضلا عنوظروفها المادية الصعبة. استطاعت الطالبة " إنجى حمدى صلاح " من ذوى الهمم "الصم وضعاف السمع" بمدرسة الأمل الاعدادية للصم وضعاف السمع التابعة لإدارة بلبيس التعليمية، أن تحصد المركز الرابع على مستوى محافظة الشرقية فى نتيجة الشهادة الاعدادية لعام 2022/2023 بمجموع 362,5 . رحلة تفوق "إنجى" سردتها والدتها "أميرة عبد الوهاب" قائلة: إن الله رزقها ثلاثة أبناء" إنجى" 16 سنة، و" فرح"10 سنوات و"محمد " 7 سنوات، زوجها يعمل باليومية، فيما تفرغت هى لشئون منزلها ورعاية نجلتها الكبرى" إنجى" التى اكتشفت بعد عام من ولادتها فقدها حاسة السمع، وبعد رحلة علاج طافت فيها كافة المستشفيات على أمل زراعة قوقعة، لكن الأمر كان يمثل صعوبة فى حالة نجلتها لتطلب زراعة القوقعة نسبة سمع 20 %، وحاولت التواصل معها من خلال سماعة الأذن لكن دون جدوى أيضا، فبدأت تتعامل معها بطريقتها الخاصة أنها طفلة طبعية، ولم تشعرها بأنها أقل من أشقائها. وتابعت الأم، أنها لم تستجب لأى كلام سلبى بعدم استكمال دراسة نجلتها وأصرت أن تحصل على حقها فى الدولة من التعليم وأن الإعاقة الحقيقية هى إعاقة الفكر والروح وليس فى الجسد، وبدأت رحلتها معاها بتعلم لغة الإشارة من أجلها، حيث يخصص القائمين على إدارة المدرسة ساعة يوميا لأولياء الأمور لتعلم لغة الاشارة للتعامل مع أطفالهن لكى تتمكن من الحديث معها بسهولة، ومساعدتها على الاندماج فى المجتمع دون خوف. وأردفت الأم: أن نجلتها متفوقة منذ صغرها وتحرص على مذاكرة دروسها منذ اليوم الأول فى الدراسة، وتؤدى الصلاة فى اوقاتها، وأنها بتفوقها هذا رفعت رأس أسرتها، خاصة ان زوجها عامل بسيط باليومية لكنه لم يقصر يوما فى تعليم نجلته أو توفير متطلبتها. فيما قالت" إنجى" بلغة الاشارة التى ترجمتها لها والدتها، إنها سعيدة بتفوقها وحصولها على المركز الرابع على مستوى الشهادة الاعدادية بالمحافظة وطموحها الالتحاق بالجامعة، حيث أن اعاقتها السمعية لم تكون حائلا أمامها وأنها تهوى ممارسة حرفة التطريز وتعكف فترة الإجازة على ممارسة هوايتها المفضلة. ومن جانبه قال محمد خليل من أبناء القرية والقائم على جمعية تنمية المجتمع بالقرية، إن إنجى رفعت رأس القرية، كونها من أسرة بسيطة ورغم اعاقتها السمعية استطاعت تزين اسمها ضمن لائحة أسماء أوائل المحافظة.