فى أيام نتيجة الثانوية العامة عادة ما يردد هذا السؤال بأذهاننا.. لماذا تتفوق الفتيات دائماً؟، فالفتيات خاصة على مستوى الدراسة هن الأكثر تقدماً وتميزاً وبإمكانك أن تستخرج من بين 10 فتيات متفوقات واحد أو أثنين على الأكثر من الفتيان الذين يحققون مراكز تتقدم على غيرهم من زميلات الدراسة.
ولأن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى آراء علمية وإحصاءات تفسر لنا هذه الظاهرة بشكل مدروس وله أسس علمية، طرحنا هذا السؤال على مجموعة من العلماء المتخصصين فى الطب النفسى والتربوى وعلم الاجتماع وكانت الإجابة.
علم النفس: إحساس الفتاة بأنها درجة ثانية يحفزها
قالت الدكتورة شيماء عرفة أخصائى الطب النفسى: الفتيات فى مجتمعاتنا الشرقية وبشكل خاص فى مصر تشعر دائماً أنها تحتل المرتبة الثانية وأن التعليم وحده الذى يمكن من خلاله أن يقومها ويحسن لها موقفها، لذلك تتمسك بهذا الحبل ربما يرفعها إلى المرتبة الأولى ويجعلها تنافس الرجل فى مرتبتها ومكانته.
وتتابع "عرفة" لذلك إذا حللنا هذه الظاهرة من الجانب النفسى نجد أن الفتاة تشعر بالإحباط من جانب المحيطين بها، فدائما شقيقها هو الأفضل منها وزوجها هو صاحب الكلمة ووالدها هو المتحكم الأول والأخير، لذلك يأتى هذا بردة فعل عكسية تماماً حيث يتحول إلى عامل تحفيز يدعمها ويؤهلها للدراسة والمذاكرة لأنها أكثر المجالات المرتبطة بالذكاء والبعيدة عن الجانب العضلى الذى عادة ما يتفوق به الرجال.
علماء الاجتماع: نشأة الفتاة والضغط عليها وراء تفوقها
أما الدكتورة "فدوى عبد المعطى" فكان لها رأى أخر يشير إلى أن طبيعة تربية الفتاة ونشأتها فى مجتمعنا جعلتها دائماً تحت الأضواء وعليها أن تثبت نفسها، حيث قالت: تعودنا منذ صغرنا نجد أن الفتاة منذ طفولتها موضوعة تحت دائرة الضوء دائماً حتى إذا كان ذلك ليس بغرض التدعيم وحسب إنما بغرض المراقبة خوفاً عليها من السقوط أو التراجع.
ولهذا تبدأ الفتاة رحلة إثبات النفس ومحاولة النجاح لتكون على قدر المسئولية وعلى قدر الاهتمام الذى خلقت وشبت عليه، فعلى العكس والنقيد تماماً من الذكور الذين ينزلون على الشوارع ويخرجون ويلعبون وتأخذهم دائرة المتعة والبعد عن الاهتمام بغرض التدليل بعيداً عن فكرة التفوق والالتزام لأنهم يروا فى الأساس أنهم لا يحتاجوا إلى هذا التميز لأنهم متميزين بالفعل.
وتضيف "فدوى": لذلك عادة ما تنجح الفتاة بسبب الضغوطات المحيطة بها والاهتمام والمراقبة الزائدة عليها، لكن للأسف لا يعنى النجاح فى الدراسة النجاح فى باقية حياتها، فمن الممكن ان يشكل هذا الاهتمام المبالغ به نجاحاً بالنسبة لدراستها وإخفاقاً بالنسبة لحياتها الشخصية نتيجة لتعودها على الضغط حتى تتميز.
خبير التربية: طبيعة الفتيات أكثر تنظيماً وطاقتها تستخدمها فى الدراسة
ومن الناحية التربوية علق "محمد عبد الوهاب" الأخصائى التربوى قائلاً: الفتيات بشكل عام داخل مجتمعاتنا أو خارجها هن الأكثر هدوءاً والتزاماً وتنظيماً، لذلك تساعدهن هذه الصفات على التفوق دائماً، فضلاً عن أن الطالبات عادة ما يستخدمن الطاقة الزائدة لديهن فى الدراسة والتعلم، على النقيض من الطالب الذى يشغله ذكورته واهتمامات أخرى يستغل من خلالها طاقته الفائضة.
ويضيف "عبد الوهاب": لذلك فإن صفات الفتاة بشكل عام هى الأكثر توافقاً مع التقدم العلمى والدراسى وهذا بالإضافة إلى بعض الدراسات والإحصاءات التى تؤكد على أن نسبة ذكاء الفتاة تفوق الأولاد خاصة فى مرحلة الطفولة والمراهقة، وأن ذاكرتهن هى الأقوى على الإطلاق وهذا ما يؤهلهن للنجاح والتمييز.