نظم الاتحاد العام لنساء مصر مائدة حوار "مجتمع بلا ختان"، اليوم الأحد، بالمشاركة مع المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ومركز قضايا المرأة، لاستعراض ظاهرة ختان الإناث وتأثيرها على المجتمع، وتناول اللقاء الأضرار النفسية والصحية لعملية الختان، وكذلك جهود المجتمع المدنى فى مواجهته، إضافة إلى خطة مستقبلية للقضاء على الختان.
وتتناول ورقة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية مقترحات تعديلات قانونية لمواجهة الختان، وتتضمن ورقة مركز قضايا المرأة وتجاربه القانونية لمواجهة الختان.
وقالت الدكتورة هدى بدران رئيس الاتحاد العام لنساء مصر، إن ظاهرة ختان الإناث ما زالت مستمرة وهناك حاجة لتغير المفاهيم والطرق لمكافحة الظاهرة، قائلة "نسعى لمجتمع بلا ختان ونحارب الظاهرة منذ أكثر من 40 سنة".
وأضافت رئيس الاتحاد العام لنساء مصر، فى تصريحات لها على هامش مائدة الحوار، أن المفاهيم الثقافية لابد من تغيرها وأن يعى المجتمع خطورة تلك العادة، لافتًا إلى أن من ضمن الثقافات السائدة أن مفهوم جسد المرأة أنه ملك أسرتها أو المجتمع وهو ما يتجسد فى مفهوم الشرف والطهارة، قائلة "نختصر المرأة فى أن جسدها له وظيفتين الإنجاب وإشباع الغريزة الجنسية".
وتابعت رئيس الاتحاد العام لنساء مصر، أنه لابد من قانون رادع وتغليظ لعقوبة ختان الإناث، بالإضافة إلى حملات توعية بالقرى وتوظيف الجانب الثقافى فى التوعية بخطورة الظاهرة، لافتة إلى أن الاتحاد بجمعياته المنتشرة بالمحافظات والبالغ عددها 300 جمعية، موضحة أن هناك الكثير من حالات ضحايا الختان ولا يتم الإعلان عنها.
وأكدت الدكتورة فاطمة خفاجى، عضو الاتحاد العام لنساء مصر، أن بتر الأعضاء التناسلية، وهو الاسم العلمى لختان الإناث، يعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان وتمييزاً خارقاً ضد الإناث تحت ستار استخدام التفسير الدينى أو الثقافى أو التقاليد، موضحة أنه يؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية العقلية للفتيات.
وأضافت عضو الاتحاد العام لنساء مصر، خلال مائدة الحوار، أن الاعتقاد بأن ختان الإناث وسيلة للتحكم فى الغرائز الجنسية اعتقاد خاطئ، لافتة إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" قدرت أعداد الفتيات اللاتى ختن فى عام 2016 بحوالى 200 مليون فتاة.
وأشارت عضو اتحاد نساء مصر، إلى أن عادة الختان منتشرة فيما يعرف بالحزام الأفريقى، ولا تنتشر فى العالم الإسلامى إلا فى بضعة بلاد قليلة، كمصر والسودان، ولا تمارس فى سوريا والأردن والسعودية، موضحة أن عدد النساء المختتنات فى مصر يبلغ 2.27 مليون امرأة، لافتة إلى أنه طبقًا للمسح الديموجرافى لعام 2014 فإن 92% من النساء اللاتى سبق لهن الزواج فى الفئة العمرية ما بين 15 لـ49 سنة خضعن للختان وأكثر من نصفهن تم ختانهن بين عمر 7 لـ10 سنوات، موضحة أن عملية الختان تقل كلما ارتفع المستوى التعليمى، وأن نصف النساء اللاتى سبق لهن الزواج يعتقدون أن الزوج يفضل أن زوجته مختنة وأقل من النصف مباشرة يعتقدن أن ممارسة الختان تمنع الزنا 46%.
من جانب آخر عقدت لجنة الشئون الصحية بالبرلمان برئاسة النائب الدكتور مجدى مرشد، اجتماعًا مشتركًا مع لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومى للمرأة، برئاسة الدكتورة أحلام حنفى مقررة اللجنة بمقر مجلس النواب، وذلك لمناقشة جميع أبعاد القضية، بحضور كل من الدكتور سعد الدين الهلالى والمستشارة أمل عمار عضوى المجلس القومى للمرأة، وأعضاء لجنة الشئون الصحية بالبرلمان، وأعضاء لجنة الصحة والسكان بالمجلس.
وأشار المجلس القومى للمرأة فى بيان له، إلى أن الدكتور مجدى مرشد خلال الاجتماع تقدم باعتذار النائب الدكتور أحمد الطحاوى عضو لجنة الصحة للنائبات وللمجلس القومى للمرأة، على تصريحاته المتعلقة بختان الإناث، مؤكداً أن هذه التصريحات تم تحريفها واستغلالها بشكل سيئ، وأنه لم يكن يقصد تجريح المرأة المصرية.
وأشادت الدكتورة أحلام حنفى عضو المجلس بالتعاون المثمر مع لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب برئاسة النائب الدكتور مجدى مرشد والنواب أعضاء اللجنة، لافتة إلى أن الاجتماع ناقش مقترحات لجنة الصحة والسكان بالقومى للمرأة، الخاصة بتعديل بعض مواد قانون ختان الإناث الحالى، وأسباب تغليظ العقوبة لتحويل الجريمة من جنحة إلى جناية، والخروج بتوصيات للأخذ بها عند مناقشة القانون بمجلس النواب.