محمد سلماوي لـ"الشاهد": أيقنت زوال حكم الإخوان من كلام بائعة جرجير
محمد سلماوي لـ"الشاهد": اعتصام المثقفين لم يكن ضد وزير الثقافة الإخواني بل الرئيس الإخواني
محمد سلماوي لـ"الشاهد": الغرب صاحب تاريخ طويل في إجهاض الحركات الشعبية
محمد سلماوى: محمد مرسى كان يعلم أنه جاء ليخدم الجماعة
قال الكاتب والروائي محمد سلماوي، إنه كانت هناك دلائل واضحة على سقوط حكم الإخوان، من الديكتاتورية لأعمال العنف، وصادفت سيدة بائعة في الشارع تدعو بصوت عال "الله يخربيت الإخوان".
وأضاف خلال استضافته في برنامج "الشاهد" مع الدكتور محمد الباز على شاشة "إكسترا نيوز"، هنا أدركت أن الإنسان المصري البسيط يدرك عدم جدوى وجود الجماعة في الحكم، ويدرك خطر الإخوان، وتاريخيا كنت على يقين أنهم لن يستمروا، لكن الشعب لم يتحملهم سنة واحدة، من قمة النخبة لأبسط الناس في الشارع.
وأوضح أن حملة الإقالات التي قامت بها الإخوان في وزارة الثقافة، كانت موجودة في كل الوزارات، ولكني فوجئت أن عددا من المثقفين معاونين للحكم المتخلف، وحصلوا على مناصب في الوزارة.
وقال الكاتب والروائي محمد سلماوي، إن قرار إقالة قيادات من وزارة الثقافة وقت حكم الإخوان ومنهم الدكتورة إيناس عبدالدايم، كان متوقعًا، والبعض الآخر كان مفاجئًا.
وأضاف، أنه اكتشف أنه عندما أقيل أحد قيادات وزارة الثقافة، أحد أعضاء مجلس اتحاد الكتاب والذين تزعموا رفض الإعلان الدستوري، تم تعينه مكان القيادة الثقافية.
وأكد ، أنه حين تم منع وزير الثقافة الإخواني من دخول مكتبة بعد اعتصام المثقفين والفنانين، فتح له هذا الشخص مكتبه بهيئة الكتاب ليباشر عمله منه، مشيرًا إلى أنه شعر وقتها أن الدائرة تضيق، وأن من كان يتصور أنهم اعوانه في التصدي للحكم المتخلف هم قيادات في الجانب الآخر.
وقال الكاتب والروائي محمد سلماوي، إنه أدرك أن نظام الإخوان لن يستمر، من بائعة جرجير في الشارع، مشيرًا إلى أنهم كمثقفين قالوا إن حكم الإخوان لن يستمر مع الفظائع التي حدثت بعد أحداث الاتحادية وأعمال العنف على سور الاتحادية ودللائل كثيرة وأن يستيقظ الشعب ويدرك ذلك مسألة أخرى.
وأضاف خلال لقائه في برنامج "الشاهد"، مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، والمذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أنه رأى بائعة جرير بجوار مترو المعادي، اثناء مروره وكان شخص يشتري منها واختلفوا على السعر فقالت له "يخرب بيت الإخوان واللي جابهم واللي جرا لنا من يومهم"، مؤكدًا أنه توقف وعاد ووجد أنها تقول نتائج كل التحليلات السياسية والتي تؤدي في النهاية أن الانسان المصري البسيط يدرك أن الإخوان غير مرغوب فيهم وأن يحدث قبل أن يكملوا عام رغم أنهم كانوا يقولون أنهم سيستمروا 500 عام.
وتابع، أن الشعب من أقصى درجات المثقفين والمفكرين لأبسط الناس في الشارع يتحدثون نفس الكلام ونفس النغمة الرافضة لوجود الإخوان بالحكم .
وقال، إن معركة المثقفين في اعتصام المثقفين وقت حكم الإخوان لم تكن في مواجهة وزير الثقافة الإخواني فقط، ولكن كانت في وجه الرئيس الإخواني،وأضاف، جهزت بيانا يضم المطالب الشعبية، وهي كتابة دستور جديد غير الدستور الإخواني، وانتخابات رئاسية جديدة وانتخابات برلمانية جديدة.
ولفت إلى أنه دعا الكتاب الكبار للتوقيع على البيان، واستجابوا بحماس، ودعوت الجمعية العمومية لاتحاد الكتاب، وعلى عكس المعتاد اكتملت الجمعية العمومية، وحضر جمال الغيطاني ونوال السعداوي وكل القامات الموجودة وقتها وحشد كبير من المثقفين والكتاب، ووافقوا على البيان.
وأوضح، أن الإخوان في البداية لم يهتموا بالبيان، لكن بعد تناول البيان في وكالات الأنباء العالمية، شنوا حملة عبر أعوان الإخوان في اتحاد الكتاب لسحب الثقة مني كرئيس اتحاد كتاب، لكنهم لم يستطيعوا إكمال مخططهم حيث سقطوا يوم 30 يونيو.
وقال سلماوي، إن دور المثقفين دائمًا ما يكون سابقًا عن الحدث، ويشعل النيران، ويؤدي للحدث، وبدون دور المثقفين قد لا يقع الحدث، في كل الثورات.
ولفت، إلى أنه بعد قيام ثورة 25 يناير، اجتمع مجموعة من شباب الميدان مع الكتاب، وقالوا كتابتكم وما أعمالكم الأدبية هي ما حفزتنا،وأردف:"ذلك قبل الحدث، أما يوم الحدث نفسه المثقف مثله مثل بائعة الجرجير، الاثنين أصبحوا جنود في جيش واحد، والجندي لا يفرق خريج هندسة أو فلاح في الصعيد".
ووصف مشهد 30 يونيو، قائلًا: "يوم 30 يونيو كنت في ميدان التحرير، كورنيش المعادي كان مليان سيارات، زوجتي صممت تنزل، قلنا نركب المترو، المترو كان فيه زحام شديد وحر، خرجنا بصعوبة من الزحام ووقفنا في المحطة ساعة مش عارفين نتحرك وسط بحر من البشر".
وذكر: "لو منزلتش كان هيفوتني مشهد لن يتكرر في حياتي، الكل ثائر ثورة عارمة، والهتافات تعلو يسقط يسقط حكم المرشد"، قائلا، إن الغرب صاحب التاريخ الطويل في إجهاض الحركات الشعبية وتنصيب المستبدين من الحكام كان يتباكي على حاكم مستبد طالب شعبه بإسقاطه في 30 يونيو.
وأشار، إلى أن الأمريكان ابتدعوا حاجة اسمها طلب إعادة الانتخاب recall election، إذا جمعت آراء تصل لـ60% ممن انتخبوه يسحبوا الثقة ويطالبون بإعادة الانتخابات، مضيفا "هذا قانون عندهم، وما حدث عندنا هو recall election، ملايين المصريين نزلوا في 30 يونبو يطالبون برحيل الإخوان، لم يحدث في الغرب أن مليون شخص نزلوا يطالبوا بتنحي أحد، كان يجب على دعاة الديمقراطية أن يكونوا أول المتفهمين لهذا الوضع".
وقال الكاتب والروائي محمد سلماوي، إنه بعد اعتصام المثقفين والفنانين بوزارة الثقافة، لمنع الوزير الإخواني من دخول مكتبه، كان هناك إحساس لديه أن المعركة أكبر من ذلك.
وأضاف، أنهم كانوا يعتصمون ضد وزير الثقافة، ولكنه تساءل ماذا لو استجاب الرئيس لطلبهم وأقال الوزير، فهل تكون المعركة قد انتهت، ولهذا شعر أنه يجب التصعيد بما يملكون من أسلحة المثقفين وهي التوجيه الوجداني.
وتابع، أنه رأى أنه يجب عمل شيء على مستوى أعلى وهو أن يتصدوا لرئيس الجمهورية شخصيًا مع إدراكه أنه طوال الوقت كان يشفق عليه، مؤكدًا أن "مرسي"، كان مجبرًا وغير معترض ويعلم أنه جاء ليخدم الجماعة ومضطر ليراضي المثقفين ويقوم بعمل أعمال منافية لما يتحدث بها.