"عاش جمال حبيب البابا".. الكنيسة تحتفل بالذكرى 55 لافتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى عهد البابا كيرلس.. الرئيس عبدالناصر افتتحها رغم مرضه.. السادات وحسين الشافعى وإمبراطور إثيوبيا و172 صحفيا أب

يعتبر ذكرى افتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية من المشاهد المحفورة فى ذاكرة الأقباط على مر العصور والأزمان والذى شهده الرئيس جمال عبدالناصر والبابا كيرلس السادس منذ 55 عاما فى التاسعة صباحًا وسط تغطية إعلامية وصحفية من جميع وسائل الإعلام فى العالم". وتحتفل الكنيسة يوم 25 يونيو هذا العام بالذكرى الـ 55 لافتتاح الكاتدرائية، حيث اصطحب الرئيس عبدالناصر وفدًا يتكون من حسين الشافعى نائب رئيس الجمهورية، وأنور السادات رئيس مجلس الأمة، وبحضور قداسة البابا كيرلس السادس وأعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية، وضيوف قداسة البابا من أنحاء العالم من ممثلى كنائس العالم من نيوزيلندا والهند جنوبا إلى الدنمارك والهند شمالا ومن اليابان والفيليبين والاتحاد السوفيتى شرقا إلى كندا وأمريكا غربا. ويذكر كتاب السنكسار المعنى بتدوين كل الأحداث القبطية أنه فى مثل هذا اليوم من عام 1968 الموافق الثلاثاء 25 من يونيو احتفلت الكنيسة المقدسة بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة القائمة بدير الأنبا رويس الذى كان يعرف أيضا بدير الخندق. وأقيم لهذه المناسبة ولمناسبة عودة رفات القديس مرقس الرسول من روما بعد أن ظل فى مدينة البندقية بإيطاليا أحد عشر قرنا أى منذ القرن التاسع للميلاد - احتفال دينى كبير رأسه البابا كيرلس السادس وشهده الرئيس جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر العربية. كلمة جمال عبدالناصر وكان الرئيس جمال عبدالناصر ألقى كلمة خلال خلال وضع حجر الأساس فى 24 يوليو عام 1965 أى قبل افتتاحها بثلاث سنوات، حيث تعالت هتافات المسيحيين بالكاتدرائية "عاش جمال عبدالناصر" وهتافات "عاش جمال عاش البابا". وبدأ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كلمته "يسرنى أن أشترك معكم اليوم فى إرساء حجر الأساس للكاتدرائية الجديدة، وحينما تقابلت أخيرًا مع البابا فى منزله فاتحته فى بناء الكاتدرائية، وأن الحكومة مستعدة للمساهمة فى هذا الموضوع. ولم يكن قصدى من هذا فعلًا المساهمة المادية فالمساهمة المادية، أمرها سهل وأمرها يسير، ولكنى كنت أقصد الناحية المعنوية". وتابع: هذه الثورة قامت أصلًا على المحبة والخير، ولم تقم أبدًا بأى حال من الأحوال على الكراهية أو التعصب، هذه الثورة قامت من أجل مصر ومن أجل العرب جميعًا، هذه الثورة قامت وهى تدعو للمساواة ولتكافؤ الفرص والمحبة والمساواة وتكافؤ الفرص من أول المبادئ التى نادت بها الأديان السماوية؛ لأننا بالمحبة والمساواة وتكافؤ الفرص نستطيع أن نبنى المجتمع الصحيح، المجتمع السليم الذى نريد والذى نادت به الأديان. واستكمل عبد الناصر:" نادى الدين المسيحى ونادى الدين الإسلامى بالمحبة، ونادى الدين المسيحى ونادى الدين الإسلامى بالمساواة وتكافؤ الفرص، نادوا بالعمل من أجل الفقراء، ومن أجل المساكين، ومن أجل العاملين. واستنكرت الأديان الاستغلال بكل معاينة، والاستعباد بكل معانيه، وكلنا نعلم أن المسيح عليه السلام كان ضحية للاستعباد والذل؛ استعباد الاحتلال الرومانى، وذل الاحتلال الرومانى، وتحمل من العذاب ما لم يتحمله بشر. كلنا نعلم هذا، ولكنه تحمل هذا فى سبيل رسالته السماوية، وفى سبيل نشر الدعوة؛ لأن هذا العذاب وهذا الأمل جعل منه المثل الأعلى فى كل بقاع العالم. وبعد هذا خرج المسيحيون فى كل العالم يدعون للدين الإلهى، ويتقبلون العذاب بصبر وإيمان، وكان دائمًا لسانهم يدعو - رغم العذاب - إلى المحبة وإلى الإخاء. وتعالت الهتافات أيضا حينها "عاش جمال بطل السلام عاش جمال بطل السلام عاش جمال حبيب الأبطال عاش جمال حبيب البابا كيرلس". أيها الإخوة: على مر العصور وعلى مر الأيام وفى أيام الإسلام كان المسيحيون والمسلمون إخوة فى عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - وأشار القرآن إلى ذلك. إذن الأخوة والمحبة بين المسلم والمسيحى قديمة من أيام محمد عليه الصلاة والسلام، وإذا كنا ندعو إلى تمكين هذه الأخوة وهذه المحبة فإنما نعمل بما أملاه علينا الله.. لم يدعو الله أبدًا إلى التعصب ولكنه دعى إلى المحبة. وحينما دخل الإسلام فى مصر استمرت المحبة بين الأقباط وبين المسلمين، لم يحولوا عن دينهم قسرًا ولا عنفًا؛ لأن الإسلام لم يعترف بالقسر، ولم يعترف بالعنف، بل اعترف بأهل الكتاب، واعترف بالمسيحيين إخوة فى الدين وإخوة فى الله. هذا هو مفهوم الثورة للديانات؛ بالمحبة، بالإخاء، بالمساواة، بتكافؤ الفرص نستطيع أن نخلق الوطن القوى الذى لا يعرف للطائفية معنى، ولا يحس بالطائفية أبدًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا فى موقع الأنبا تكلاهيمانوت فى أقسام أخرى. بل يحس بالوطنية؛ الوطنية التى يشعر بها الجندى فى ميدان القتال. وكما قلت لكم فى أول الثورة حينما كنا فى فلسطين، فى سنة ٤٨: كان المسلم يسير جنبًا إلى جنب مع المسيحى، ولم تكن رصاصة الأعداء تفرق بين المسلم والمسيحي. وحينما تعرضنا للعدوان فى سنة 56 وضربت بورسعيد، هل فرقت قنابل الأعداء بين المسلم والمسيحى؟‍! إننا جميعًا بالنسبة لهم أبناء مصر، لم يفرقوا بين مسلم ومسيحى. على هذا الأساس سارت الثورة، وكنا نعتقد دائمًا أن السبيل الوحيد لتأمين الوحدة الوطنية هو المساواة وتكافؤ الفرص، كان المواطنون جميعًا لا فرق بين مواطن ومواطن؛ فى المدارس الدخول بالمجموع، مش ابن فلان ولا ابن علان، ولا مسلم ولا مسيحى، أبدًا. فى الجامعة الدخول بالمجموع اللى بيجيب المجموع بيدخل، أن شاء الله يطلعوا 90% منهم أولاد غفر، أو أولاد فلاحين أو أولاد عمال، موضوع مش بتاعنا أبدًا.. احنا عندنا مساواة، مافيش فرق عندنا بين ابن الغفير ولا ابن الوزير، دا متساوى مع دا، مافيش تمييز بين مسلم ومسيحى اللى بيجيب النمر بيدخل. يدخلوا 30% مسيحيين 50% مسيحيين مش موضوعنا أبدًا، بيدخلوا كلهم مسلمين مش موضوعنا أبدًا، بيدخلوا كلهم مسيحيين مش موضوعنا أبدًا.. المهم اللى يجيبوا أحسن نمر همه اللى بيدخلوا، ودى نعتقد انها شريعة العدل وشريعة المساواة. وتعالت هتافات أخرى "عاش جمال عبدالناصر عاش جمال عبدالناصر يحيا الهلال مع الصليب". إزاحة الستار وقال القمص يوسف تادرس الحومى أستاذ التاريخ الكنسى، إن الرئيس جمال عبدالناصر شعر ببعض الألم عند إزاحة الستار عن افتتاح الكاتدرائية يوم 20 يونيو عام 1968 فسأله قداسة البابا كيرلس السادس ماذا بك ؟ فرد عليه الرئيس جمال عبدالناصر "مفيش شوية تعب" فقال له البابا كيرلس السادس "كان ممكن نأجل الاحتفال لو أنت تعبان" فرد عليه "لا لازم نفرح الناس"، مؤكدا أن البابا كيرلس السادس كان دائم الصلاة للرئيس جمال عبدالناصر. الحضور فى الإفتتاح وكان من أبرز الحضور، الإمبراطور هيلا سلاسى إمبراطور الحبشة (إثيوبيا)، وممثلى كنائس العالم من نيوزيلندا والهند والدنمارك والهند واليابان والفلبين والاتحاد السوفيتى وكندا وأمريكا. وبلغت تكلفة البناء 150 ألف جنيه قدمها الرئيس جمال عبد الناصر فى صورة تبرع، حسبما أعلنت الإذاعة المصرية التى نقلت الحدث. وتشكلت لجنة لاختيار المهندسين المنفذين لهذا المشروع الضخم، ووقع الاختيار على الشقيقين الدكتور عوض كامل فهمى عميد كلية الفنون الجميلة العليا، والمهندس سليم كامل فهمى، كما المهندس ميشيل باخوم، أشهر مهندس للإنشأت فى مصر وفى أغسطس 1967 بدء حفر الأساسات بمعرفة شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة "سيبكو". إقامة أول قداس على مذبح الكاتدرائية وفى صباح اليوم التالى، الأربعاء 26 يوليو 1968، تم إقامة أول صلاة قداس على مذبح الكاتدرائية الجديدة، بمشاركة الكنائس الأرثوذوكسية الشرقية. ويبلغ طول المبنى 144 مترا، وعرضه 61 مترا تقريبا، وللكنيسة قبة واحدة ومنارتين، وهى على الطراز المعمارى المصرى، تم تصميم المبنى بيد المهندسين عوض كامل وسليم كامل فهمى، ونفذت شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة "سبيكو"، المبنى الذى جاء على شكل صليب. وبذلك أصبحت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، هى مقر بابا الإسكندرية منذ ذلك الحين، بعد أن كان بالكنيسة المرقسية بالأزبكية. ويُجاور مبنى الكاتدرائية، كنيسة الرسولين بطرس وبولس "البطرسية"، وتتفرد الكاتدرائية الجديدة بوجود رأس الشهيد مارمرقس الرسول بها، بجانب عدد من أجساد البطاركة السابقين. وحضر الحفل 172 صحفيًا أجنبيًا، ونقلته قنوات وصحف عالمية، كما تم ترجمة كلمة البابا كيرلس والرئيس عبد الناصر بكافة لغات العالم.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;