قال المفكر السياسي سمير مرقس، إن الحضور الديني المفاجئ في استفتاء مارس 2011 كان جرس إنذار مهم بأن ما حدث في ثورة يناير بدأ الإخوان في اختطافه.
وأضاف خلال استضافته في برنامج "الشاهد" مع الدكتور محمد الباز على شاشة "إكسترا نيوز"، أنه في رمضان 2011 حضر الإخوان اجتماعا مع الأحزاب للموافقة على وثيقة السلمي، وكان بين الوفد محمد مرسي، ووافقوا على كل البنود، ولكن فوجئنا في اليوم التالي في الجرائد أنهم يعترضون على النص الدستوري.
وأوضح أنه حين تولى منصب نائب محافظ القاهرة في 2011، حفاظا على شكل الدولة المصرية الوطنية، وأن القبطي له مكان في الحكومة المصرية، وظللت سنة شاهدت مواقف عاكسة للإخوان، حيث اكتشفت أن الإخوان قدموا استجوابات في مجلس الشعب لابتزازي مقابل مصالح لهم، ولم أكن أحضر هذه الاستجوابات.
و قدم الدكتور سمير مرقس، الكاتب والمفكر السياسي، شهادته عن جماعة الإخوان الإرهابية، والتى تسبق ثورتي 25 يناير، و30 يونيو بكثير .
وقال مرقس، خلال شهادته مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "الشاهد" على قناة "إكسترا نيوز": "نحن من جيل التوترات الدينية جيل السبعينات، تفتح وعينا في ظل أزمة وتوترات دينية في مطلع السبعينات وعشناها في الجامعة، ووصلنا للذروة مع اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، ورغم التليين السياسي، في المرحلة عد عامة 1981، وحضور حزبي متنوع، وكان في القلب الإخوان المسلمين، الذبن خاضوا انتخابات 1984 ، وحملهم إلى الانتخابات حزب الوفد، ثم بدأوا في الحضور السياسي منفردين من انتخابات 1995.
وأردف: "شئنا أو لم نشأ الإخوان كانوا طرفًا في المعادلة السياسية، وكانت الذروة في انتخابات 2005 بعد الفوز بـ88 مقعدًا، وكان هناك حديث عما يخوف الناس من الإخوان خاصة الأقباط، فكتبت ورقة نقاشية، وحددت 5 مخاوف، أهمها قضية المواطنة هل الأقباط أهل ذمة ومواطني درجة ثانية، أم كاملي المواطنة، والمسألة الثانية بناء الكنائس، ووضعت 3 احتمالات لبناء الكنائس، والمسألأة الثالثة موقفهم من الردة".
وتابع: "أحضرت نصوص من كتابات حسن البنا، في كتابة الرسائل له نص شهير، كتبته وقلته فانزعجزوا وكان النص"لا بأس من الاستعانة بغير المسلمين في غير مناصب الولاية العامة وعند الضرورة "، وقلت " ماذا لو لم تأتي الضرورة؟"
وقال المفكر السياسي سمير مرقس، إن معرفة جيله بالإخوان المسلمين بدأ في السبعينات، وظل نشاطهم يتصاعد حتى اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وظلوا طرفا في المعادلة السياسية.
وأضاف خلال استضافته في برنامج "الشاهد" مع الدكتور محمد الباز على شاشة "إكسترا نيوز"، أن الإخوان بدأوا دخول الانتخابات منفردين في 1995، وظلوا حتى حصدوا 88 مقعدا في انتخابات 2005.
ولفت إلى أن هذا الصعود في 2005 نبه إلى ضرورة وجود حوار مع هذه الجماعة، لمعرفة بعض الإشكاليات التي لديهم وفي فكرهم، مثل المواطنة والموقف من الأقباط، بخاصة ما ورد في كتب سيد قطب عن غير المسلمين، وردود الإخوان لم تكن حاسمة في قضية المواطنة.
ولفت إلى أن إسلام البراح أو إسلام النيل، الإسلام الذي انتشر على يد الفقهاء المصريين، مثل الليث بن سعد ومحمد عبده وعبد المتعال الصعيدي، لديه حلول أكبر لمسألة المواطنة من الجانب الفقهي عند الإخوان، وانشغالهم بالسياسة أضعف الجزء الفقهي لديهم، وأدى لتأخير حسم الكثير من القضايا.
و قال المفكر السياسي سمير مرقس، إنه شعر بشكل أو بآخر أن عددا من نواب الإخوان كانوا يحاولون إفشال تجربته كنائب لمحافظ القاهرة، وهو بطبيعته لديه قناعة في التواصل وبناء الجسور مع الجميع، مشيرا إلى أنه لم يكن يميل للوصول للصدام.
وأضاف خلال استضافته في برنامج "الشاهد" مع الدكتور محمد الباز على شاشة "إكسترا نيوز"، أن انتخابات الرئاسية 2012 من أهم الانتخابات في تاريخ مصر، لأنها كانت تضم أطياف المجتمع المصري في الجولة الأولى، وأعطت نتائج تعكس قوة كل طيف على الأرض.
وأوضح أن مشكلة اللجنة التأسيسية وقت برلمان الإخوان، أنها تشكلت من أغلبية إسلامية، ووزعت بالمحاصصة بين الأطياف، ومن أخطر ما يمكن في كتابة الدستور هو أن تكتب بأغلبية عددية، بل لابد أن يعبر عن الجميع حتى لو فرد واحد، وبالتالي أي خلاف على أي مادة في الدستور يمكنهم حسمها بالأغلبية.
و قال الدكتور سمير مرقس، الكاتب والمفكر السياسي، إنه جرى العرف في الفترة السابقة أن يكون هناك محافظًا قبطيًا، ولكن في التشكيل الوزاري لحكومة عصام شرف، تم تعيين محافظ قبطي في قنا، ولكنه لم يتمكن من دخول المحافظة.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج "الشاهد"، مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، والمذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أن التيار السلفي وقتها منع المحافظ من دخول المحافظة، وأعيد تشكيل الحكومة في يوليو 2011، بالتبعية ، مؤكدًا أن أغلب الأقباط رفضوا منصب المحافظ تأثرًا بمشهد محافظ قنا.
وأكد أن عصام شرف عرض عليه الوزارة، فاعتذر وذلك لانها ليست من طموحاته ووقتها أكدت له أنني استطيع تقديم المساعدة.
وقال الدكتور سمير مرقس، الكاتب والمفكر السياسي، إن الحضور الديني المفاجيء في استفتاء 19 مارس، والذي عُرف بغزوة الصناديق، عمل انتباه أو جرس إنذار أن 25 يناير التي ملك الجميع يحدث بها خلل.
ولفت إلى أن الدكتور الراحل يحيى الجمل كان مسؤول عن مؤتمر الوفاق القومي، وفي توثيق أعمال المؤتمر كان هناك محاولة لعمل أوراق دستورية تسهم في عمل الدستور المصري الجديد، وهذا الجهد سلم إلى الدكتور علي السلمي فيما عرف بوثيقة السلمي، والتي عملوا جمعة قندهار ضدها.
وأضاف: الدكتور علي كان حريصًا أن يعرض النص على كل القوى السياسية والوطنية وكل مؤسسات الدولة، وحصل تعديلات وتصويبات من أول الحركة العمالية والفلاحين واليسار والسلفيين والإخوان والليبراليين، وكان فيه لجنة في الظل تضم تهاني الجبالي ومنى ذو الفقار، وأنا وعمرو حمزاوي".
وأردف: "حضر بعض ممثلي الإخوان، ومن بينهم الدكتور محمد مرسي في رمضان 2011، وافقوا على النص بالكامل، فيما عدا يكون فيه ديباجة صغيرة توضح اللقطة واللحظة التاريخية نفسها، وبعد ما وافقنا، فوجئنا في الصحف المصرية في اليوم التالي أن الإخوان يعترضون على النص الدستوري".
وأكد أن الإخوان وافقوا برضاهم، ولم يكن أحد يملك الضغط عليهم، مردفا: "هذا المسألة لفتت نظري".