أصبح لدينا ظاهرة شائعة يختلط فيها الجهل بسوء النية، تنتج نوعيات من المحللين يمارسون التجهيل والجهل بتعمد كثيرا، وبسوء نية فى أحيان أخرى، وهدفهم نشر الكآبة والإحباط والتغطية على ما يتم وما يحدث على أرض الواقع من خطوات مهمة نحو إصلاح واسع لمنظومة متهالكة، ومن الصعب على منصف أو عاقل أن يتجاهل أن مصر عبرت مرحلة طويلة من الأزمات واعتدلت موازين كثيرة كانت مختلة.
مصر خلال خمس سنوات أو أكثر واجهت توقفا تاما فى الاقتصاد والاستثمارات خلال ثلاث سنوات، عاد من ليبيا والدول التى تواجه الفوضى ما يقرب من 4 ملايين، فقدت ملايين السياح كانوا يدرون مليارات الدولارات، ناهيك عن أزمات أخرى أطلت برأسها، منها انخفاض سعر النفط مما أثر على حجم التحويلات والأموال التى كانت تأتى من الخارج، وتراجع الاستثمارات المختلفة.
وبالرغم من كل هذا تم إصلاح منظومة الكهرباء والبنية الأساسية، وشبكات الطرق والكبارى التى تمت فى وقت قياسى. إيقاظ الشركات المتوقفة، مع منظومة ضمان اجتماعى وتحسين فى الأجور والمعاشات مع الانطلاق لمزيد من التحسين، ومن الطبيعى بحسابات اقتصادية أن تتأثر العملة المحلية أو أن تجرى بعض الإجراءات المالية لإيقاف النزيف للعملة وأرباح السوق السوداء.
لاحظ أن أسعار السلع الأساسية بقيت فى سياقات معقولة، بالرغم من توقعات بارتفاعات أكبر. وبعد أن يتم كل هذا ويخرج كاتب أو معلق أو مدون جاهل ليسأل عن أولويات العمل فى مصر، فهو جاهل مركب. لكونه لا يعرف ما هو الاقتصاد ولا يرى الاقتصاد فى دول أوربية ولاتينية أعلنت إفلاسها ودخلت طور الانهيار، خاصة أن هذا الجاهل المركب يتجاهل أن كل هذه الإنجازات والخطوات تمت وسط تحديات الإرهاب التى تضرب العالم والمنطق ويتحالف فلولها من جماعات الإرهاب.
بالمناسبة دائما ما نقول أن الوضع ليس مثاليا، وأن الانتقاد أو التحليل السياسى والاقتصادى مهم، بشرط أن يمتلك من يفعل هذا الحد الأدنى من المعرفة، وألا يعتمد فى مصادره على صور وتقارير مفبركة، مثلما حدث مع كاتب تافه كتب مقالا عريضا طويلا بناء على صورة من أمريكا اتضح أنها مفبركة، وبدلا من أن يعتذر ويختفى فإذا به يكرر نفس الأمر أملا فى تصفيق من قطعان جاهلة لا تعرف شيئا عن اقتصاد أو سياسة. والحقيقة أن المحللين التافهين يمارسون دورا أصبح مكشوفا، فى بث الاكتئاب بجهل وسوء نية، يرددون كلاما لا يستند إلى معلومات وإنما إلى تقارير تفبركها جماعة الإرهاب، ولو كان هذا الكاتب يقرأ لعرف أن الأرقام الصماء للموازنات لا علاقة لها بالواقع وأن الولايات المتحدة الأمريكية مثلا فيها أكبر عجز موازنة وأن المؤشرات الاقتصادية تؤخذ معا وليس بالقطعة. ولا يمكن قياس الأسعار على السلع المستوردة الهامشية. لكن ماذا نقول لأصحاب الجهل المركب، والمشاقين وتابعى تنظيمات الإرهاب الكئيب.