عملية نورماندى الفرنسية التى شهدت اختطاف عناصر إرهابية لرهائن وذبح راهب ومصلى فى كنيسة، أعادت للأذهان الفيديو الذى بثه أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، منذ يومين ودعا فيه مقاتلين التنظيم لخطف الرعايا الأجانب فى كافة الدول ورهنهم، وذلك لمبادلتهم بمعتقلين من صفوف التنظيم فى دول أجنبية.
أسئلة عديدة تثار حول ما حدث فى العملية الإرهابية بفرنسا، أبرزها هل يعود تنظيم القاعدة من جديد لعملياته الإرهابية بعد فترة من الخمول ونشاط تنظيم داعش الإرهابى؟، وما هى الاهداف التى تأتى وراء هذه العملية الإرهابية التى شهدها فرنسا صباح اليوم؟، وهل ستضرب هذه الأحداث السياحة العالمية؟.
وفى البداية، قال النائب حمدى بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، والخبير الأمنى، إن هناك ربط واضح بين الفيديو الذى دعا فيه أيمن الظواهرى قواعد القاعدة لخطف أجانب وبين ما شهدته مدينة نورماندى الفرنسية من خطب لرهائن، وذبح راهب وأحد المصلين، وهو ما يجعل القاعدة ستعود بهجمتها الإرهابية من جديد.
وأكد "بخيت" فى تصريحات لـ"انفراد" أن القاعدة وكافة التنظمات الإرهابية هى صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية التى تدعوها للقيام بمثل هذه العمليات الإرهابية، قد تجعل العالم يلجأ لواشنطن ويدعوها للتعاون لمكافحة الإرهاب.
وأكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، أن أجهزة استخبارات عالمية تدعم تنظيم القاعدة، وأمريكا تستطيع القبض على أيمن الظواهرى ولكنها لم تفعل، ومن السهل تتبع مكان الفيديو الذى يعده الظواهرى، ويمكن تصفيته كما قامت بتصفية أسامة بن لادن، ولكنها لم تفعل ليظل الإرهاب موجود فى المنطقة.
وفى السياق ذاته، قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن العملية الارهابية التى شهدتها فرنسا، محاولة من تنظيم القاعدة للإعلان عن نفسه بعدما قل نشاطه خلال الفترة الماضية أمام تنظيم داعش، موضحًا أن جميع التنظيمات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان.
وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، فى تصريحات لـ"انفراد" أن هذه العملية الارهابية هدفها ضرب السياحة العالمية، ومحاولة العودة لنظام تبادل الرهائن الذى ابتدعته القاعدة، مؤكدًا أن هذه العملية الإرهابية تتطلب من دول العالم أن يجلسوا مع بعضهم البعض ويتفقوا على استراتيجية موحدة لمواجهة الإرهاب العالمى.
من جانبه، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن القاعدة منذ مؤشرات انهيار وهزائم داعش فى الدول العربية وخاصة فى معاقلها بسوريا والعراق وهى تخطط للعودة بقوة على حساب إنحسار داعش ونموذجها، ويأتى هذا على خلفية عدة ملفات، الأول حرص القاعدة على نموذجها ومنهجها الذى تسعى داعش لاختطافه والاستحواذ عليه، والتحول لتنظيم شبحى لا مركزى يضرب فى العمق الغربى وهو نموذج القاعدة سابقاً الذى تسعى داعش للسيطرة عليه بعد فشل نموذج المركزية والسيطرة على أرض ممتدة وتطبيق السلطة والحكم عليها.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن القاعدة تحرص على استعادة من تسرب منها إلى داعش طوال الفترة الماضية سواء كيانات وفروع أو قيادات أعلنت الانتقال من القاعدة ومبايعة داعش، وهذا فى تصور القاعدة سيحدث بالترويج إلى أنها صاحبة المنهج الصحيح بحسب زعمها وأنها من طرحت منذ البداية ضرورة مهاجمة الغرب فى عقر داره والتخفيف من الصراع داخل الدول العربية.
ولفت الباحث الاسلامى إلى أن القاعدة تحرص على الانتقام والثأر لنفسها فهى تشعر بخيانة من خلال تربيطات وتحالفات حدثت من ورائها فى السنوات الماضية بين الغرب وبعض الكيانات الإسلامية الراديكالية ضد القاعدة والمقصد التخلص من القاعدة، وإعطاء التيارات والكيانات الآخرى بعض المزايا والمكتسبات وصولاً لحماية الغرب من الهجمات الإرهابية وحصرها داخل المنطقة العربية، وعلى رأس تلك الكيانات داعش والإخوان أو ما يطلق عليه "الإسلام المعتدل".