اللواء فؤاد علام عن تحقيقات "قضية 1965": "الإخوان" كان تخطط للاستيلاء على الحكم بالعنف
قال اللواء فؤاد علام الخبير الأمني، إنّ أول مرة يعرف فيها جماعة الإخوان الإرهابية، كانت في قريته التي شهدت بؤرة إخوانية رئيسية، مشيرًا إلى أن والده كان ضابط شرطة، حيث كان يرتدي أعضاء الجماعة زيا يقترب من الزي العسكري، وكانوا يقومون بجولة في القرية وعرض عسكري، وهو ما جذب الأطفال الصغار الذين كانوا يلحقون بهم.
وأضاف "علام"، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز": "كانوا يأخذوننا حتى مقر الشعبة في قرية ميت خاقان بندر شبين الكوم وكانوا يمنحون كل طفل هدية بها شعار واسم الجماعة".
وتابع وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق: "حصلت على قميص كهدية من هذه الجماعة، وارتديته وكنت فرحا به بسبب حداثة سني، لكن والده غضب كثيرا، فضربني للمرة الأولى والأخيرة عندما رآني أرتدي القميص وعليه اسم وشعار الجماعة، كما تعرضت للضرب للمرة الثانية بسبب الإخوان أيضا عندما كنت طالبا في كلية التجارة".
وأكد، أنه في أحد الأيام وجد مظاهرة ضخمة جدا، وكان الموجودون ينادون بمحمود العناني وجلال خاطر مرشحي الجماعة في انتخابات اتحاد الطلاب، وعندها سأل عن المرشح المنافس لهما ورشحه وفي أثناء خروجه من اللجنة الانتخابية تعرض للضرب، لأن الجماعة كانت ترسل من يراقبون اللجان لمعرفة الطلاب الذين لم يصوتوا لمرشحيهم ثم يعتدون عليهم: "كانوا بيعلموا على ظهر اللي مش بينتخبوهم بالطباشير، واللي كان بيخرج بالعلامة دي كان بيتضرب".
و قال اللواء فؤاد علام الخبير الأمني، إنّه شارك في التحقيق مع أفراد جماعة الإخوان الإرهابية في قضية 1965المعروفة بـ"قضية سيد قطب"، حيث كان القائد الفعلي لجماعة الإخوان الإرهابية آنذاك.
وأضاف "علام"، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز": "القدر جمعني بمحمود العناني وجلال خاطر مرة أخرى، بعد أن تعرضت للضرب بسببهما على خلفية عدم انتخابهما في انتخابات اتحاد الطلاب بالجامعة، ولكن هذه المرة جمعني بهما القدر كمعتقلين يتم التحقيق معهما، وكنا 23 ضابطا بالإضافة إلى اللواء أحمد رشدي الذي أصبح وزير الداخلية بعد ذلك".
وتابع وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق: "هذه القضية شهدت لأول مرة تحقيقات مع الإخوان على هذا المستوى من حيث العدد والقيادات، وكان على رأس أعضاء الإخوان الذين أُلقي القبض عليهم مأمون الهضيبي ابن حسن الهضيبي، وكان مأمون الهضيبي مستشارا، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية لعزله".
وأوضح: "في التحقيقات، كان من الواضح أن لدى الجماعة مخطط للاستيلاء على الحكم بالعنف وأن يكون لديهم قوة عسكرية يمكنها مواجهة أي عمل مضاد من الشرطة أو حتى القوات المسلحة، الجماعة لم تكن تحمل السلاح".
وواصل: "ولكن كان لديها مخازن سلاح حتى يتم تسليم أعضائها وتدريبهم وإعدادهم لأي معركة مع أي قوة تناهضهم، وعلمنا هذا الأمر من التحقيقات بعد ضبط كمية محدودة من السلاح مع بعض العناصر، وهو ما قادنا إلى توقع أن يكون لدى الجماعة تسليح أكثر من الكمية المضبوطة، وأمكن معرفة أماكن المخازن".
وأشار، إلى أن أحد المخازن كان في الإسماعيلية، وكشفت طفلة صغيرة سره، حيث كان اللواء أحمد رشدي يحقق معها وقالت له إن عمها إسماعيل حسونة وأبوها مصطفى حسونة المسؤولين عن تخزين السلاح في الإسماعيلية، وكانا يخزنان بعض السلاح في قرية قريبة من المحافظة، ورميا جزءً كبيرا من السلاح في الترعة، وفي النهاية تمكنت الجهات المعنية من ضبط كمية من السلاح، مؤكدًا أن خطورتها كانت كبيرة ولو وصلت للأفراد لأحدثت الجماعة خسائر بشرية ضخمة.
و تحدث اللواء فؤاد علام الخبير الأمني، عن التحقيق مع الإرهابي سيد قطب في قضية 1965، مؤكدًا: "مفيش مخلوق أذاه بكلمة، وكان يعامل كضيف وليس كمتهم خطير يرأس تنظيما مسلحا وإرهابيا، واصطحبت سيد قطب من السجن إلى غرفة الإعدام وكان صامتا".
وأضاف "علام"، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز": "لما تم القبض عليه كنت مصطحبه من مكان إقامته إلى التحقيق في سجن القلعة، وكان صامتا، حاولت أن أتكلم معه لكنه لم يتكلم أبدا، وأتذكر أنه نطق بكلمتين فقط".
وتابع وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق ، أن اللواء أحمد رشدي تولى التحقيق معه لدى وصوله إلى سجن القلعة، كما شارك اللواء فؤاد علام في بعض أجزاء التحقيق، ووصف "علام" الإرهابي سيد قطب بأنه كان "داهية"، للدرجة التي جعلت فؤاد علام يعتقد أنه مدرب على كيفية مواجهة الاستجواب: "كنا نسأله سؤال ويرد على قصة تانية وياخدنا فيها 10 دقائق أو ربع ساعة، بحيث إننا منوصلش على نتيجة معه، وبالتالي كان يجبرنا على أن نسمعه لعله يخطئ في كلمة، لكنه لم يخطئ، وفي النهاية لم نصل إلى حقيقة ما إذا كان مدربا على مواجهة الاستجواب أم كان ما يفعله مجرد اجتهاد شخصي منه".
و قال اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، إنّ سعد متولي الدين إبراهيم ساعد في كتابة كتاب "دعاة لا قضاة" لمرشد جماعة الإخوان الإرهابية الأسبق حسن الهضيبي، وذلك بالتعاون مع محمد علي عوض وشهرته "محمد علي الأسود" وكان عضوا بالإخوان، وكان صاحب الفضل الأول في كتابته، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب كان مضادا للأفكار القطبية التكفيرية.
وأضاف "علام"، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز": "دفعنا بهذا الكتاب من خلال سعد الدين متولي إبراهيم ليقع في يد مأمون الهضيبي، وتمت طباعته وتوزيعه وكان له تأثير بالغ لدرجة أن الدول العربية حاولت الحصول على نسخ منه والاستعانة به لمواجهة هذه التيارات".
وتابع وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق أن هذا الكتاب فكرة أمنية بالأساس ومن صنع الأجهزة الأمنية، وذلك من أجل الرد على الأفكار الإرهابية.