دائما ما تؤكد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على انخراطها وسط المجتمع المصرى واهتمامها بجميع قضاياه ومنها قضية المناخ، وذلك إلى جانب دورها فى تنمية المجتمع والتنمية المستدامة والتي توليها أهمية كبرى عبر توقيع بروتوكولات التعاون مع وزارة البيئة، وعمل مسابقات بين الإيبارشيات المختلفة لمبادرة زراعة الأشجار.
كاهن عام بالقاهرة
وقال الأب دوماديوس الراهب كاهن عام بالقاهرة للأقباط الأرثوذكس أنه يزرع الأشجار فوق سطح الكنيسة مع الخدام، مطالبا بأن يتم تعميم هذه التجربة على جميع أسطح المساجد والكنائس لتكون بداية لتعليم المواطنين كيفية تجميل أسطح منازلهم وحتى يكون هناك إفادة من الزراعة وكذلك توفير ظل جيد من حرارة الشمس.
وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ "انفراد" أنه يطالب بأن تكون المياة المستخدمة من فلتر سبع مراحل، كما ينصح الجميع بضرورة ترشيد الاستهلاك في استخدام، قائلا " مفيش داعى الاستخدام الغزير بدون فائدة".
مسابقة زراعة الأشجار
وجاء إعلان المسابقة تحت رعاية البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، من حرص الكنيسة الشديد بقضية التغيرات المناخية، تعلن البطريركية عن مبادرة زراعة الأشجار بجميع الكنائس والإيبارشيات.
وحول شروط المسابقة أكدت أن اختيار الأشجار المناسبة للبيئة الخاصة بالمكان ويفضل (الزيتون – الرمان – التوت) ومراعاة التنسيق في الزراعة والمظهر الجمالى وتتم الزراعة بالكنائس وخارجها والبيئة المحيطة، وكذلك تصوير المكان قبل وبعد زراعة الأشجار وتاريخ الزراعة، وزراعة ما لا يقل عن 1000 شجرة في المطرانية الواحدة، ويجب أن تحتوى التقارير على توقيع الأب الأسقف وكاهن الكنيسة، وتسلم الصور الخاصة بكل كنيسة للمطرانية التابعة لها، وتقدم المطرانية التقارير بحد أقصى نهاية أكتوبر 2022 بالمقر البابوى - الأنبا رويس - العباسية – القاهرة.
وحول جوائز المسابقة تبلغ الجائزة الأولى من 1- 3 حوالى 100 ألف جنيه ( ثلاث جوائز) والجائزة من 4 – 6 تبلغ 75 ألف جنيه ومن الجائزة 7 – 9 تبلغ 50 ألف جنيه والجائزة من 10 – 12 تبلغ 25 ألف جنيه.
وتقدم الجوائز بحسب أعداد الأشجار المزروعة والنامية والتنسيق الجمالى لها وتعلن النتيجة منتصف نوفمبر القادم.
بروتوكول التعاون بين الكنيسة والبيئة
ووقعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة، وأطلقت وثيقة تعبر عن موقفها تجاه حماية البيئة، حيث وقع البروتوكول قداسة البابا تواضروس الثانى والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، وذلك بحضور الأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية، وعدد من السفراء وممثلى هيئات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدنى.
ويهدف اتفاق التعاون لتعزيز العمل المشترك فى مجال القضايا البيئية والوصول لثقافة عامة للمجتمع تترجم إلى سلوكيات إيجابية نحو البيئة ومواردها الطبيعية من أجل حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار نيافة الأنبا يوليوس في كلمته إلى أهمية الشراكة من أجل تنمية المجتمع المصري والوصول إلى الفئات الأكثر احتياجا والفئات المهمشة، وأكد نيافته أن الأسقفية تولي اهتماما كبيرًا لدعم قضايا البيئة خاصة قضايا التغيرات المناخية لما لها من آثار اجتماعية واقتصادية تعيق عملية التنمية، الأمر الذي يتطلب المزيد من التعاون بين كافة الأطراف المعنية لحمايتها وتنميتها.
وأثنت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في كلمتها على جهود الكنيسة القبطية بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني والتي تبذلها من أجل دعم جهود الدولة في الحفاظ على البيئة ومواردها وأكدت أن الحكومة تولي اهتمامًا كبيرًا للبعد البيئي وتدرك أهمية رفع وعي الأفراد، مشيرةً إلى سعي الحكومة ليس فقط إلى حماية البيئة ولكن أيضًا لاستدامة الموارد لضمان بقائها للأجيال القادمة.
وأشادت الوزيرة بدور الكنيسة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والتي ستنفذ بمشاركة جميع أطياف المجتمع، كما ثمنت الوثيقة التي تطلقها الكنيسة القبطية والتي استخلصت منها أهم الرسائل التنمويه ومنها: ربط الحفاظ على البيئة بفكرة مرونة المجتمعات في مواجهة آثار تغير المناخ، حيث أن الدول النامية ومنها مصر رغم أنها لم تتسبب في انبعاثات تغير المناخ إلا أنها الأكثر تأثرًا به، مما يتطلب تعزيز قدرات تلك الدول على التكيف مع آثار تغير المناخ وإنشاء مجتمعات لديها المرونة والقدرة على الصمود أمام آثار تغير المناخ.
وأشادت الوزيرة أيضًا بدور الكنيسة في الحوار الوطني للمناخ الذي تم إطلاقه مؤخرًا بهدف رفع الوعي وتعزيز مشاركة مختلف الفئات من شباب وسياسيين ورجال دين ومرأة ومجتمع مدني، في مواجهة تحدي تغير المناخ.
ومن جانبه، أكد قداسة البابا تواضروس الثاني أن البروتوكول يأتي ضمن حرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على القيام بدورها الوطني ومسؤولياتها تجاه القضايا العالمية والمجتمعية، ودعمها لاستراتيجية مصر الوطنية، وأثنى قداسته على الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة البيئة المصرية لحماية البيئة، وحرص الوزارة على نشر الوعي البيئي بين فئات المجتمع المختلفة والارتقاء بالسلوكيات البيئية للمجتمع من خلال إطلاق أول مبادرة وطنية لنشر الوعي البيئي "اتحضّر للأخضر" تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية. كما لفت قداسة البابا إلى أن الكنيسة تصلي دائمًا من أجل الأهوية والزروع والعشب، ونبات الحقل ليباركها الرب لتنمو وتكثر إلى أن تكمل بثمرة عظيمة.
وأشار قداسته إلى أن الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تولي البعد البيئي أهمية كبيرة وتضعه على رأس أولوياتها.
ووجه قداسة البابا الشكر لنيافة الأنبا يوليوس وفريق عمل أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية، والتي تعد الذراع التنموي للكنيسة، على الجهود التنموية المستمرة التي تبذلها الأسقفية وعلى رأسها القضايا البيئية.