بنفس الطريقة التى يعتمد عليها النادى الأهلى فى إنهاء أغلب صفقاته الجديدة، حسم نادى يوفنتوس الإيطالى صفقة ضم المهاجم الأرجنتينى هيجواين من غريمه نابولى، وهى الطريقة الهادفة فى المقام الأول إلى إضعاف المنافسين وكسر شوكة أى فريق تظهر عليه ملامح القدرة على المنافسة، أكثر من احتياجات الفريق للاعب ذاته.
وسبق أن كرر يوفنتوس فى بداية فترة الانتقالات الصيفية، حسم صفقة أخرى بضم لاعب خط الوسط البوسني ميراليم بيانيتش لمدة خمس سنوات، من منافسه الثانى روما مقابل 32 مليون يورو، والمثير أن الصفقة تمت بموافقة اللاعب بعد خمس مواسم قضاها مع فريق العاصمة الإيطالية، وأرجعت تقارير إيطالية رغبة اللاعب فى الانتقال لليوفى بعد إغراءات عديدة تلقاها من مسئولى الأخير.
ونجح اليوفنتوس بطل الدورى الإيطالى فى خطف أهم لاعبين فى صفوف منافسه، نابولى وروما أصحاب المركزين الثانى و الثالث فى الكالتشيو، حيث توج هيجواين بلقب هداف المسابقة، وبيانيتش أفضل الذى حصد لقب أفضل لاعب فى روما.
وبكل تأكيد بعيداً عن الاستفادة الفنية التى ستعود على يوفنتوس من صفقتى هيجواين وبيانيتش، فإن العامل الأهم فاعلية فى الأمر، إلحاق الضرر بالمنافسين وتفريغهم من أبرز مواهبهم فى محاولة لإضعاف مستواهم ومنعهم من القدرة على مجارة السيدة العجوز، وبالتالى ضمان الهيمنة على البطولات فى إيطاليا ويعد هذا نفس المنهج الذى يسير عليه النادى الأهلى مع منافسيه فى الكرة المصرية ( الزمالك ـ الإسماعيلى) .. حيث ضم العديد من اللاعبين من الفريقين على مدار السنوات العشر الأخيرة، لم يكن فى احتياج اليهم ولم ينجح منهم إلا نفراً قليل ــ والباقى والعدد فى الليمون جاء ليمثلون نظرية القطب الأوحد الذى يرفض وجود أى مراكز قوى تظهر فى المنافس تساعده على الوقوف فى وجه من يراه فى نفسه أنه لا يصح أن يكون أمامه منافس ــ مثل محمد صديق وطارق السعيد وصبرى رحيل وجمال حمزة من الأبيض ، وأحمد خيرى وشريف عبد الفضيل من الدراويش.
ويبدو أن نجاح يوفنتوس فى حصد لقب الدورى الإيطالى على مدار الخمسة سنوات الأخيرة، جعل مسئوليه وجماهيره يشعرون بعدم قدرة أى فريق على منافستهم، حتى ولو تجرأ أحد على ذلك، فليكن تقليم أظافره هو العقاب، واللعب هنا لا يكون داخل المستطيل، وإنما خارجه حيث تتحكم لغة المال فى حسم المنافسة لصالح صاحب النفوذ الذى لا يهمه المال أو كم يدفع لضم لاعب واحد، الأهم تطبيق نظريته فى الاستقطاب، ولو لم يكن الامر كذلك، لما دفع نادى يوفنتوس 90 مليون لضم لاعب ليس بالفذ مثل هيجواين فهو ليس من نوعية ميسى أورونالدو أو نيمار أو حتى سواريز، هذا فضلاً عن بلوغه عامه الـ28، أى أنه لا يمثل أى مستقبل ولا يمكن استثمار المبلغ المدفوع فيه.