بدأت محافظة القاهرة فى إجراءات نقل ورش ومنازل منطقة المدابغ إلى منطقى الروبيكى، استعدادا لتطوير المنطقة والأماكن الأثرية المحيطة بها، وقال محمد الطويل رئيس حى مصر القديمة إنه تم عقد 6 اجتماعات مع قيادات المحافظة، برئاسة اللواء محمد الشيخ سكرتير عام محافظة القاهرة لبحث إجراءات النقل، مشيراً إلى أنه تم توفير 1500 وحدة سكنية بمنطقة الروبيكى للسكان القاطنين بمنطقة المدابغ بعد انتهاء أجهزة المحافظة من حصرهم بالكامل.
وأضاف رئيس حى مصر القديمة فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن غرفة الصناعة والتجارة حصرت عدد الورش الموجودة بالمنطقة، بالتنسيق والاتفاق مع أصحاب هذه الورش، مؤكداً أن سيتم تعويض أصحاب المدابغ بمقابل مادى مناسب فى حالة رفضهم للانتقال إلى منطقة الروبيكى كباقى الورش التى يتم نقلها، خاصة وأن هناك قبول من أصحاب المدابغ الورش بالانتقال إلى المكان الجديد حيث مساحات الورش الكبيرة والتأمين عليها وعلى العمال.
وأوضح رئيس مصر القديمة، أن السبب وراء تأخر نقل المدابغ حتى الآن هو عدم الانتهاء من توصيل المرافق بالمنطقة، مشيراً إلى أن المنطقة ستكون كاملة المرافق والخدمات ولن يشعر من ينتقل إليها بأى تقصير.
وقال أحمد على، شاب يبلغ من العمر 25 عاما، ويعمل سائق عربة "كارو"، إن والده أصيب بمرض مزمن فى القلب، الأمر الذى دفعه إلى النزول مكانه للعمل منذ عامين تقريباً، حيث يقوم بنقل الجلود من المدابغ إلى ورش التصنيع، مؤكداً أن عربات الـ"كارو" من أهم عناصر نقل الجلود والمعدات داخل المدابغ، ولا يمكن لصاحب مدبغة الاستغناء عنها بأى حال.
وأضاف أحمد، أن هناك أكثر من 400 عربة كارو تعمل داخل شوارع المدابغ الضيقة، ويتناوب على العمل عليها عدد كبير من الناس، منهم الشيوخ والشباب وحتى الأطفال، مشيراً إلى أن جده كان يعمل نفس المهنة، وتوارثها والده من بعده وها هو يعمل بها الآن.
وضح محمد الضبع، عامل بإحدى المدابغ ويسكن بمنطقة مصر القديمة بالقرب من سور مجرى العيون، أنه يعمل منذ أن كان طفلاً داخل هذه المدبغة، ومر على عمله بها 20 عاماً ووالده يعمل سائق على سيارة "سوزوكى"، ينقل البضائع داخل المدابغ وخارجها، كما أنه ينقل الجلود بعد تصنيعها فى الورش إلى محلات مصانع تصنيع الحقائب والأحذية خارج المدابغ، ويملك زبائن فى منطقة المدابغ بداية من السور وحتى منطقة عين الصيرة من الناحية المقابلة للمدابغ.
وأضاف محمد: "اللى زينا مالوش شغل خارج المدابغ، حياتنا كلها هنا"، مشيراً إلى أن منطقة الروبيكى يحيط بها العرب من جميع الجهات، ونقل المدابغ إلى هناك سيكون مصدر رزق جيد لهم، ولن يسمحوا لأحد منا أن يدخل بسيارته أو يعمل داخل مدبغة أو ورشة، وإلا سيتعرض لبطشهم، وتابع:" وهذا ليس لنا طاقة به إطلاقاً، فنحن بعيدين كل البعد عن المشاكل وإثارتها".