على بعد أكثر من 20 كيلو مترا عن مركز أبنوب بمحافظة أسيوط، تقطن "فرحة" ابنة العامين بقرية عرب العطيات وسط أسرة فقيرة مكونة من ٨ أفراد، لأب يعمل باليومية لا دخل له سوى جنيهات قليلة يتقاضاها مقابل عمله فى أراضى الفلاحين بالقرية وبشكل موسمى.
فى البداية قال حسن عمر والد "فرحة" إنه رُزق بطفلته منذ عامين، ومنذ ولادتها وجدوا "وحمة كبيرة " بوجهها داكنة اللون، فظنوا أنها "وحمة عادية"، وبدأت تتمدد حتى ملأت نصف وجهها، وما زاد الأمر سوءا ظهور شعر فى وجهها مع اللون الأسود التى تحولت إليه "الوحمة"، مما تسبب فى تشوه وجهها، وتحول حياتهم إلى مأساة كبيرة، ومخاوفهم من استمرار حالها على هذا الوضع حتى تكبر فتصبح كارثة فى حياتها، كما ظهرت "وحمات" أخرى صغيرة فى جسمها ونخشى من زيادتها واتساعها فى جسمها.
وأضاف والد فرحة أنه يعمل باليومية، ولا يوجد مصدر دخل له إلا العمل فى الزراعات الموسمية وأراضى الفلاحين الموجودة فى القرية، لافتا أنه لديه من الأبناء 6، "4 أولاد وبنتين"، أكبرهم بلغ 15 عاما، ولكنى أخرجته من المدرسة حتى يساعدنى فى مصاريف إخوته بالعمل فى الزراعات أما البنات فلم يكملن تعليمهن لعدم قدرتى على مصاريف المدارس، وتبقى "ولدين" فقط هما "على" وهو بالصف الثانى الإعدادى بالمعهد الأزهرى، و"حسام" بالصف الرابع الابتدائى، ولا نملك من حطام الدنيا إلا المنزل الذى يقيم فيه، كما أن الجمعيات الأهلية والخيرية فى القرية لا تعطيهم أى مساعدات إلا بالكاد.
وأوضح "عمر" أنه لم يترك باباً إلا وطرقه، قائلا: توجهت إلى أحد الأطباء فى أسيوط ولكنه قال لى إنه من الممكن أن يقوم بعمل العملية لبنتى ولكن ستصاب بسرطان الوجه بعد عام من العملية، فتوجهت بها إلى القصر الفرنساوى بالقاهرة فقالوا لى إن العملية تتكلف "٣٠٠ ألف جنيه"، وطبيب آخر بالقاهرة قال إن التكلفة ١٧٠ ألف جنيه، ولكن طبيب مشهور آخر فى أسيوط قال إن التكلفة تصل إلى ٩٠ ألف جنيه.
وأضاف والد فرحة أنه خاطب أكثر من جهة لعمل العملية لنجلته وعرض حالتها على محافظ أسيوط المهندس ياسر الدسوقى أثناء تفقده للوحدة الصحية بالقرية، ولكن دون جدوى، مطالبا وزارة الصحة بتحملها مسئولية علاج نجلته وتكفلها بهذا الأمر الذى سيتسبب فى مأساة لها طيلة حياتها لو لم يتم عمل العملية لها، وستكون منبوذة من المجتمع.