أكد الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، أن القرش الحوتى الذى ظهر خلال اليومين الماضيين بأكثر من مكان فى شواطئ مدينة مرسى علم، جنوب البحر الأحمر، وشمال الغردقة "مسالم جدا"، ولا يمثل خطورة، قائلا، "المصريون الذين يعرفون هذا النوع من القروش وبالتحديد المتواجدون بالبحر الأحمر باستمرار، يسمونه بهلول، لأنه كسول وبطىء الحركة."
وأضاف "فهمى"، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن القرش بهلول، كما يسميه المصريون، لا يمثل خطراً على الإطلاق، مشدداً على ضرورة الحرص فى التعامل معه وعدم اعتراض طريقه، موضحاً أنه يأتى إلى الشاطئ مرتين فى العام، يتغذى فيهما ويعود للمياه العميقة مرة أخرى خلال فصلى الشتاء والصيف، وأن هذا الموعد الطبيعى لظهوره.
وأوضح وزير البيئة، أن أكبر تجمعات لهذا النوع من القروش تكون فى دولة قطر، ثم المكسيك ثم وأستراليا، مؤكداً أن هناك بعض التغيرات البيئية التى أدت إلى اقتراب مثل هذه الكائنات من الشاطئ .
وأعلنت وزارة البيئة إعداد برنامج رصد بأماكن تواجد القرش فى منطقة البحر الأحمر بصفة دورية، بالإضافة إلى عمل استبيانات مع الصيادين ومراكز الغوص لمتابعة تواجده ورصد تحركاته وسلوكه.
وقالت الوزارة، إن القرش "Rhincodon typus /whale shark" يعتبر أكبر أنواع أسماك القرش والأسماك الغضروفية، بل أكبر الأسماك على الإطلاق، حيث يصل متوسط طول الفرد البالغ حوالى 13 متراً، بينما يبلغ وزنه قرابة 21 طناً، وينتمى إلى عائلةRhincodontidae .
وأضافت الوزارة، أنه أطلق عليه هذا الاسم نظراً لكبر حجمه بالنسبة لباقى أفراد أسماك القرش أو لتشابه سلوك تغذيته المشابه لسلوك الحيتان الكبيرة، وهو من الأنواع المسالمة التى لا تشكل خطراً على حياة الإنسان بوجه عام، موضحة أنه يتواجد فى المحيطات الاستوائية والدافئة، وتعيش فى جميع البحار المفتوحة والبحار المدارية الدافئة والمعتدلة، وعلى الرغم من ضخامة أحجامها وكبر فمها، إلا أنها تتغذى أساساً على العوالق والهوام البحرية والحيوانات والأسماك الصغيرة والطحالب واليرقات والحبار الصغير، حيث يفتح فمه ويمتص المياه والغذاء ثم يغلقه ويطرد المياه عن طريق الخياشم.
وأشارت الوزارة إلى أن حالة أسماك القرش الحوت تجسد مثالا لاختلاف ثقافة الناس حول المفاهيم الخاطئة حول بعض أنواع الكائنات البحرية، بأن القرش الحوت قاتل بدون رحمة، ما يشجعهم على محاولات صيده أو القضاء عليه، وعلى عكس ذلك تماماً يعتبر هذا الحوت لطيفا مع الغواصين والسباحين ويمكن السباحة معه دون خطر يذكر، إلا بعض الضربات غير المقصودة من زعنفته الذيلية أو الإصابة بخدوش ظاهرية نتيجة الاحتكاك بالجلد.
وأوضح الوزارة ،أنه يتم تصوير القرش الحوت فى حالة رصده من الجانب الأيمن والأيسر، ويتم التركيز على مناطق الزعانف ودراسة توزيع النقاط المختلفة على الجسم لتمييز فرد عن آخر، بالإضافة إلى أى علامات طبيعية على الزعانف ضمن برنامج Photo ID (Photo Identification) المتبع عالمياً، مؤكدة أن القرش الحوت مهدد بخطر الانقراض ومدرج على القائمة الحمراء للإتحاد الدولى لصون الطبيعة (IUCN) وأيضاً الملحق الثانى من اتفاقية سايتس (CITES) الخاصة بتنظيم التجارة الدولية للنباتات والحيوانات البرية المهددة بخطر الانقراض، وكذلك مدرج فى اتفاقية صون الأنواع المهاجرة (CMS).
من ناحية أخرى شددت وزارة البيئة على مواصلة جهودها لرصد وصون مكونات البيئة البحرية، بالتنسيق مع المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، للبدء فى عمل تقييم للمخزون السمكى لأسماك القرش فى المياه الإقليمية المصرية، بهدف تحديد حالة تلك الأنواع فى المياه والسواحل المصرية نظراً للأهمية البيئية والاقتصادية المحلية والعالمية لهذه الأنواع.