تحقيقات مفصلة وتحريات مكثفة يتم إجراؤها من جانب أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة، فى حادث وفاة بائع طيور وتوجيه أسرته إتهاما لأفراد شرطة بقسم إمبابة بالإعتداء عليه بالضرب وقتله والتخلص من جثته بنهر النيل، وما أسفر عن ذلك من تجمهر لعدد كبير من أفراد عائلته أمام مقر قسم إمبابة مساء أمس الثلاثاء مما أسفر عن حدوث أعمال شغب تعاملت معها قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
"انفراد" تحدثت مع سمير جمعة والد "محمد" البائع المتوفى الذى ذكر أن نجله يبلغ من العمر 25 عاما يعمل تاجرا لبيع الطيور الزينة والحيوانات الأليفة، وأنه توجه يوم الجمعة الماضية لبيع طيور زينة بالسوق ففوجىء بفرد شرطة تابع لقسم إمبابة يطلب منه دفع إتاوة مقابل السماح له بالبيع فى السوق، إلا أن نجله رفض مما أدى إلى نشوب مشادة كلامية دفعت فرد الشرطة لضربه بالرأس ثم إستدعى 3 من زملائه بالقسم وشاركوا فى الإعتداء عليه بالضرب بواسطة أسلحتهم الميرى بضربه على رأسه مما أسفر عن إصابته بنزيف داخلى مضيفا أن أفراد الشرطة نقلوا نجله وتخلصوا من جثته بنهر النيل، مؤكدا أنهم لم يحرروا محضرا بواقعة حيازته لمخدر الحشيش أو هروبه كما ادعوا عقب ذلك.
وقال والد البائع المتوفى أنه عقب إكتشافه غياب نجله وعدم عودته على المنزل توجهوا إلى قسم شرطة إمبابة للإستفسار عن غيابه خاصة بعد أن ذكر لهم بعض البائعين المشادة التى نشبت بينه وبين افراد الشرطة إلا أن رجال المباحث أكدوا أن نجله غير موجود بالقسم ونفوا القبض عليه وفى اليوم التالى توجهوا للقسم مرة أخرى، ففوجئوا بأحد رجال الشرطة يخبرهم أنه تم العثور على جثة أحد الأشخاص غارقا وطلب منهم التوجه إلى المشرحة للتعرف عليه، ليكتشفوا عقب ذلك أن الشخص الغريق المعثور عليه بالنيل هو نجلهم المتغيب.
وأكد والد البائع المتوفى أن نجله فارق الحياة نتيجة إعتداء أفرد الشرطة عليه بالضرب بواسطة الأسلحة وإصابته بنزيف داخلى وأنهم تخلصوا من جثته عقب ذلك للهرب من المسئولية، مضيفا أن تقرير الطب الشرعى سيثبت الإصابات التى لحقت بنجله وعدم صحة تقرير مفتش الصحة الذى ذكر أن سبب الوفاة اسفكسيا الغرق.
ومن جانب أخر ذكر مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة يشرف على فريق البحث الذى يتولى إجراء التحريات فى الحادث أن فرد شرطة تابع لقسم شرطة إمبابة تمكن من ضبط المتوفى بسوق الطيور بإمبابة وبحوزته قطعة من مخدر الحشيش، فنشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة مما أسفر عن سقوط الحشيش أرضا وسط تكدس وإزدحام المواطنين بالسوق، وعقب ذلك إستدعى فرد الشرطة 3 من زملائه بقسم إمبابة وأصطحبوا المتهم بتهمة مقاومة السلطات إلى قسم الشرطة لتحرير محضر ضده، إلا أن المتهم تمكن من الهرب قبل الوصول لمقر القسم بما يقرب من 500 متر وأختفى عقب ذلك
وأضاف المصدر الأمنى أن أفراد الشرطة لم يحرروا محضرا بالواقعة لعدم علمهم بهوية المتهم الهارب، حيث أنه لم يكن يحمل بطاقة إثبات شخصية وفى اليوم التالى ورد بلاغ بالعثور على جثة شخص مجهول بنهر النيل وتم إنتشالها بواسطة قوات الإنقاذ النهرى ونقلها إلى المشرحة للبدء فى إجراء التحريات للتوصل لهوية الغريق دون التوصل لكونه هو الشخص الهارب من أفراد الشرطة
وذكر المصدر أنه بعد تعرف أسرة الغريق عليه وإتهامهم لأفراد الشرطة بالتسبب فى وفاته تم إجراء التحريات وتبين أن المتوفى كان بحوزته هاتف محمول وسقط منه خلال القبض عليه بسوق الطيور، وبتتبع الهاتف تم التوصل إلى أنه بحوزة طفل يبلغ من العمر 14 عاما مقيم بمنطقة الساحل
وقال المصدر الأمنى أنه تم التوصل للطفل وعثر بحوزته على الهاتف وبسؤاله أفاد أنه كان متواجدا بالسوق وقت حدوث الواقعة، وأكد أن البائع المتوفى كان بحوزته مواد مخدرة وأن أفراد الشرطة ألقوا القبض عليه بعد تشاجره معهم وخلال ذلك سقط الهاتف من البائع مما دفعه للاستيلاء عليه، وأكد المصدر أن الطفل أدلى بتلك الأقوال أمام النيابة مضيفا أن المتوفى سابق إتهامه فى 8 قضايا.