- الشبكة فى بنى سويف من 100 إلى 200 جرام
- اتحاد شباب ببا جنوب بنى سويف يدشن مبادرة "من غير ذهب"
- ثورة شبابية بعد ارتفاع أسعار الذهب
- شباب القرنة وأرمنت وإسنا وبندر الأقصر يطلقون حملات لإلغاء الشبكة والمهر الكبير لتسهيل أمور الزواج
- حملات لتخفيض تكاليف الزواج بقنا وشباب يطلقون دعوات "ضد المغالاة" و"زيتنا فى دقيقنا"
- شباب قنا: الذهب والعنوسة والتحرش أهم الأسباب.. وفتيات: تقليل من قيمتنا
بعد ارتفاع سعر جرام الذهب ووصوله إلى 465 جنيها دشن عدد من العائلات والقبائل والشباب فى عدد من المحافظات المختلفة حملات ودعوات واجتماعات لإلغاء الشبكة، وذلك للتسهيل على الشباب، بالإضافة إلى دعوات لإلغاء كل مستلزمات العرسان التى لا يستهلكونها.
ومن أوائل المحافظات التى قررت إلغاء الشبكة فى بعض قراها محافظتى قنا والأقصر، حيث تبنى عدد من أهالى نجع الجديدة بدنفيق التابعة لمركز نقادة حملة "ضد المغالاة فى تكاليف الزواج"، التى تم إطلاقها من بعض الشباب بقرية كوم بلال المجاورة لهم، ليبدأ عدد من أبناء نجع الجديدة بتفعيلها، وعقد اجتماعات مع عائلات القرية.
وعقد عدد من كبار رجال نجع الجديدة عدة اجتماعات ولقاءات بالمساجد، لمناقشة كيفية تفعيل الحملة على أرض الواقع، حيث تم الاتفاق خلال الاجتماع الأخير، على إلغاء بند الشبكة وإعفاء العريس من شراء المشغولات الذهبية، والاكتفاء بخاتم الزواج وهدية بسيطة خاتم أو غويشة، بجانب إلغاء بعض الرفاهيات من أثاث المنزل على رأسها النيش وخلافه، والاهتمام ببناء أساسيات المنزل.
ومن جانبه أوضح جلال ممدوح أحد أبناء القرية أن الهدف من الحملة الحد من المشكلات التى يتسبب فيها ارتفاع تكاليف الزواج، وارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات من غير القادرين، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على أن يتم إطلاق حملة توعية على صفحات التواصل الاجتماعى، والتى لاقت قبولا كبيرا من المواطنين، إضافة إلى تشكيل لجنة من شباب المتطوعين لتقسيم الأدوار، وتنفيذ الحملة، وعقد اجتماعات دورية لمناقشة الجديد فيها.
وفى الأقصر أقدم مجموعة من شباب الكرنك على مبادرة جديدة من نوعها فى قرى ومدن الصعيد، والقرى المجاورة بالاتفاق على محاربة المغالاة فى المهور وتكاليف الزواج، التى انتشرت فى الصعيد فى الفترة الأخيرة، وتسببت فى عزوف الشباب عن الزواج ما أدى إلى عنوسة الكثير من البنات، واللجوء إلى زواج عجائز أوروبا من زوار الأقصر.
بداية الفكرة كانت بعرض الشاب علام رمضان منسق عام المبادرة بمحافظة الأقصر بغرض تنفيذ عدة أهداف وهى:- (إلغاء شراء الشبكة مهما كان مستواك المادى حتى لو كنت مقتدرا لأنك ستكون قدوة لغير القادر، وإلغاء غرفة الأطفال ولما ربنا يكرمك هات ياسيدى اللى أنت عاوزه، وأن المهر لا يزيد عن 1000 جنيه، وبالنسبة لقائمة جهاز العروس يحرر به الأوراق القانونية اللازمة لأنه حق العروس الشرعى وإنما فى الحقيقة خاتم ودبلة فقط).
ومن جانبه أكد الشاب أن المبادرة لاقت إقبالاً كبيرا من رؤوس العائلات والشباب، وأنها ليست مجرد حديث على مواقع التواصل الاجتماعى.
مشيرا إلى أن الشباب المشترك فى المبادرة سيتواجد فى ديوان كل منطقة يوم الجمعة بعد صلاة العشاء، يشاركهم كبار وعقلاء الكرنك من أزهريون وأعضاء مجلس النواب الذين رحبوا الفكرة ووعدوا بالانضمام للمبادرة، وإقناع الأطراف المعترضة، مضيفا أن هناك جزاء لمن يخالف الاتفاق ستكون عليه غرامة مادية لا تقل عن عشرة آلاف جنيه.
وفى بنى سويف ومع ارتفاع قيمة شبكة العروس فى مدن وقرى المحافظة تراجع الشباب عن فكرة الارتباط والزواج لأن شراء شبكة بمبلغ مالى كبير لتقديمها للعروس يمكن استخدامه فى تجهيزات أخرى يحتاجها الزواج ومنها استئجار قاعة لحفل الزفاف بعدما ارتفعت أسعارها أيضا.
هنا تعالت الأصوات بتخفيض قيمة الشبكة أو الاستغناء عنها ليتمكن الشباب من إعداد باقى متطلبات الزواج، حيث تحدث أئمة المساجد فى خطبة الجمعة والدروس الأسبوعية مستشهدين بالأحاديث النبوية وآيات من القرآن الكريم عن وسطية الدين الإسلامى، مطالبين أولياء الأمور أن يختاروا "أصحاب الخلق والدين" للزواج من بناتهم إنصياعا لكلام النبى صلى الله عليه وسلم.
كما أوصى القساوسة خلال عظاتهم فى الكنائس أولياء الأمور وبناتهم بعدم المغالاة فى قيمة الشبكة، والاكتفاء بقطع محدودة من المصوغات الذهبية أو الاستغناء عنها، تخفيفا على الشباب المقبل على الزواج، كما دشن أعضاء "اتحاد شباب مركز ببا" جنوب بنى سويف مبادرة تحمل عنوان "من غير شبكة" واختاروا لها شعار "ابدأ بنفسك" معلنين عبر صفحتهم على فيس بوك "مطلوب من كل مواطن شريف أن يبدأ بنفسه حتى تحقق المبادرة أهدافها".
ورغم ارتفاع أسعار الذهب إلا أن الإقبال على شرائه لم ينخفض فما زالت الأسر المنياوية متمسكة بتقديم الشبكة من العريس إلى عروسه كنوع من أنواع التفاخر، ويختلف مقدار الشبكة فى المنيا من مركز لمركز ومن قرية إلى قرية ففى الجانب الغربى للمحافظة أهل العروس يطلبون الذهب بالكيلو وليس بالجرامات، وفى عدد كبير من القرى يطلب الأهالى جرامات محددة لا تقل عن 150 جراما.
ولكن بصفة عامة فإن شبكة العروس التى يقدمها العريس تتراوح فى قيمتها المادية من 20 ألفا إلى 30 بالنسبة للفقراء، ومن 50 ألفا 100 للمتوسط، أما الأغنياء بالمحافظة فلهم حسابات أخرى.
وقد طالب كثير من النشطاء الحقوقيون التوقف عن طلب الشبكة من العريس تخفيفا عنه، إلا أن دعواتهم لم تجد قبولا لدى المواطنين على الرغم من ارتفاع سعر الجرام.
بينما أكد أحد أصحاب محلات الذهب أن الإقبال على الشراء لم يتأثر كثيرا بالزيادات الأخيرة، خاصة عند أهالى القرى، لأنهم يعتبرونه مجال للمفاخرة بين الناس.
أما فى الدقهلية فدشن مجموعة من شباب قرية بدواى التابعة لمركز المنصورة حملة طالبوا خلالها بعقد اجتماع لكبار قرية بدواى وأئمة المساجد لإقناع الأهالى بإلغاء الشبكة عند الزواج، تأسيا بقرية دنقيق بمركز نقادة فى بمحافظة قنا.
وقد لاقت الفكرة إعجاب العديد من كبار وشيوخ قرية بدواى بالدقهلية، خاصة بعد اقتراب سعر جرام الذهب من 500 جنيه، والذى يمثل عقبة كبيرة أمام جميع الشباب المقبل على الزواج.
مدينة المنصورة قلب محافظة الدقهلية، والتى تشتهر بجمال فتياتها لوجود العديد من المهاجرين القدماء للمدينة من أصل فرنسى وتركى ويونانى، لا تعرف سعرا محددا للشبكة، ومعظم الزيجات التى تمت فيها تكون الشبكة وفق القدرة المادية للشاب المتقدم للخطبة، حيث قامت معظم الزيجات فى مدينة المنصورة، بخاتم ودبلة ومحبس فقط.
بينما تتنوع القرى التابعة لمحافظة الدقهلية فى عادات الزواج بها، وتختلف فى كل شىء لاسيما الشبكة ومقدارها، فمعظم قرى محافظة الدقهلية، تقوم على أساس 100 جرام ذهب فى الشبكة، مع بعض الزيادات.
وفى قرى مركز شربين بمحافظة الدقهلية لابد أن تقوم والدة العريس بشراء هدية للعروس أثناء شراء الشبكة، مثل خاتم ذهبى.
بينما تعتمد القرى التابعة لمركز أجا والقريبة من مركز سمنود التابع لمحافظة الغربية، على عادات مركز سمنود، والتى تتمثل فى شراء 100 جرام ذهب، ومن العيب فى تلك القرى ألا يقدم العريس هذا المقدار، ففى حال تم ذلك يكون لعيب فى العروس مثل تزوجها من قبل أو أن تكون سيئة السمعة، لذلك يحرص آباء الفتيات على اختيار أزواج ميسورين ماديا لبناتهم حتى يتمكنوا من شراء تلك القيمة.
مركز نبروه الذى يسمى سنغافورة مصر يصل فيه ثمن الشبكة إلى 230 ألف جنيه، بعيدا عن ارتفاع سعر الذهب أو انخفاضه، وتقوم العروس وأقاربها، بإرسال هدايا لوالدة العريس بعد الشبكة، وهى عبارة عن أجهزة كهربائية مثل الثلاجة والبوتاجاز والغسالة.
فيما تقوم قرية كفر دميرة، بمركز طلخا بإلغاء الشبكة، وتقتصر الشبكة على خاتم ودبلة ومحبس، ويقوم والد العروس، بتقديم مطبخ هدية لوالدة العريس مكون قطع ألوميتال، وبوتاجاز وديب فريرز وثلاجة وغسالة، وأطقم صينى وحلل.
مركز المنزلة وهو المركز الأبعد عن عاصمة مدينة المنصورة، لا يشترط فيه ثمن شبكة معين، لكن تقوم العروس وأهلها، بإهداء العريس حجرة من الموبيليات المكلف بها العريس عقب الشبكة، مثل غرفة النوم مثلا، بينما لا يعتمد مركز المطرية الملاصق لمركز المنزلة على أى من تلك العادات ويتوقف الأمر على مقدرة العريس، ولكن تقوم والدة العروس بإهداء والدة العريس رد الشبكة ويكون أجهزة كهربائية مثل غسالة أو بوتاجاز.
وقال الشيخ أحمد غانم إمام وخطيب بوزارة الأوقاف بالدقهلية إن الشبكة قد جرى العرف تقديمها عند الزواج، وهى تعتبر جزء من المهر، حتى وإن تم فسخ الخطوبة فإنه يسترد الذهب الخاص به، لأنه جزء من المهر، والغلاء فى المهور ليس من الإسلام وقد أوصى الرسول الكريم، بعدم المغالاة فى المهور، والتيسير فى الزواج.
أما فى المنوفية على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب إلا أن الشبكة تعد فريضة وواجب عند جميع أهالى القرى والمراكز، حيث تبدأ من 20 ألف جنيه لأقل شبكة إلى 50 ألف جنيه.
فى البداية يقول إبراهيم عبد المنعم الشقيدى محامٍ إن الشبكة بقرية دمليج التابعة لمركز منوف تعد فرض وواجب عند جميع أهالى القرية، حيث ينظر البنات إلى بعضهن فى أسعار الشبكة، قائلا: "والد العروسة لو قولته أنا شاب لسة ببدأ حياتى هجب شبكة 15 ألف مثلا هيرد دى بنت فلان جابية بـ25 أو 40 ألف وبنتى مش أقل منهن" هكذا هو الحال فى قريتنا.
وطالب الشقيدى بتطبيق مبدأ إلغاء الشبكة ووضع المبلغ المقدر لها فى القائمة الخاصة بالعفش، وهكذا يضمن حق الزوجة ويقوم الشاب بشراء بـ5 آلاف جنيه كهدية، وتتم إضافة المبلغ المتفق فى القائمة وهذا يعد حلا كبيرا لأزمة الشبكة.
ويقول وليد عبد الهادى موظف بشركة خاصة إنه لابد من إلغاء الشبكة بعد غلاء أسعار الذهب الذى وصل إلى 465 جنيها لعيار 21 المتداول فى الشبكة بين الأهالى، مؤكدا أن الشباب يواجهون صعوبات كبيرة فى تجهيز أنفسهم للزواج، خاصة فى ظل ضعف المرتبات وغلاء الأسعار فى العقارات وغيره من احتياجات الزواج.
وتقول سميرة محمود موظفة أن ارتفاع أسعار الشبكة ينذر بأمر خطير وهو عزوف الشباب عن الزواج، ويتسبب فى نسبة عنوسة كبيرة بين البنات، وإلغاؤه سوف يساهم فى حل مشكلة العنوسة وإقبال الشباب على الزواج.
وطالبت سميرة الحكماء بكل قرية بعقد جلسات مع أهالى القرى لضرورة إلغاء الشبكة أو وضع سعر معين عبارة عن 5 آلاف جنيه كهدية، ووضع باقى المبلغ المتفق عليه فى القائمة الخاصة بالعفش.
وفى جنوب سيناء الوضع مختلف إلى حد ما فعادات البدو بالمحافظة، المتوارثة منذ مئات السنين كان المهر للأقارب يبدأ من جمل أصيل إلى 5 جمال، أما مهر الأجنبية فهو من خمسة جمال إلى عشرين جملًا، أو دفع قيمة الجمال أموالا، لكن هذه العادات اختفت إلى حد ما وأصبح شراء الذهب ضرورى بدلا من الإبل، وأصبحت أمرا لا مفر منه كنوع من الحفاظ على المظاهر الاجتماعية التى يتطلبها الاحتفال.
وقال عماد أحمد أحد تجار الذهب بمدينة طور سيناء: نعانى هذه الأيام من ركود فى حركة البيع والشراء نظرا لارتفاع أسعار الذهب.
فيما أكد حمدى محمد أحد الأهالى أنه لا يمانع فى أن تكون شبكة ابنته من الذهب الصينى أو يكتب فى قائمة الأثاث نظرا للحالة الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها الشباب، وأن الأهم أن الإنسان المتقدم لابنته ذو خلق وأصل كريم.