مر سبعة أشهر على إعلان محافظة القاهرة تخصيص 4 مليون جنيه بتمويل من البنك الأهلى، لتطوير كوبرى قصر النيل، وترميم وصيانة الأربعة أسود بالكوبرى، وعلى الرغم من التكلفة العالية التى أثارت ردود عنيفة شهر يناير الماضى، لم يتم تغيير شئ فى أعمال التطوير أو الصيانة، سوى رفع التكلفة إلى 8 ملايين جنيهات، منذ عدة أيام.
تأهب "العشاق" و زوار الكوبرى و أهل القاهرة بأن يجدوا شكل للكوبرى مختلف و أكثر جمالا بعدما ينتعش بالـ 4 ملايين جنيه، ولكن الانتظار طال و الأمور لم تتغير طوال الأشهر الماضية، مما أفقدهم الأمل في أن يشاهدوا معجزة التطوير بتلك التكلفة الكبيرة، ليفاجأوا منذ يومين بأن التكلفة تم رفعها إلى أربعة ملايين أخرى، الأمر الذى جعلنا نقوم بزيارة لكوبرى قصر النيل الذى يقع بالقرب من منطقة ميدان التحرير بوسط القاهرة، للتعرف على آخر ما وصلت إليه أعمال التطوير، لنجد أن الشكل كما هو، وأن الأعمال لم تكتمل ولم تذهب بعيداً فى تطويرها أو ترميمها للأسود الأربعة أو الكوبرى، حيث أن "بلاط" الكوبرى به تكسيرات، و الإنارة ليست موجودة، و الطلاء لم يتم تغييره، والأربعة أسود محاطين بصقالات و أخشاب، وأكياس الرمل ملقاة بعشوائية على أرضية الكوبرى، وينتشر الرمل والتراب حولها، مما يعيق تحرك السائرين على رصيف الكوبرى.
ذلك الحال الذى عليه الكوبرى الآن، مما يجعلنا نتسائل مع العشاق و أهل القاهرة أيضا، متى سيتم الانتهاء أو بالأحرى العمل بجد فى أعمال التطوير، ترميم وصيانة الكوبرى بلا شك شئ يحسب للمحافظة، ولكن هل سيتكلف الأمر الثمانية ملايين جنيهاً حقاً؟!، هذا هو التساؤل الذى مازالت إجاباته غامضة حتى الآن، فبحساب تكلفة الإنارة و إعادة طلاء الكوبرى، لن يتعدى الأمر المليون جنيه فى كل الأحوال، للكوبرى الذى يبلغ طوله حوالى 406 متر.
وننتقل إلى ترميمات أسود الكوبرى الأربعة، التى تشمل إزالة الكتابات من عليها، باستخدام مواد تمنع الكتابة عليهم من جديد، فنجد أن "المحافظة" اشارت إلى أن هذه المادة ستكون مادة "الباكينة"، والتى تتكون من بعض المواد التى تعطى بعد خلطها لون البرونز، بالإضافة إلى تزويدها بعد ذلك بطبقة واقية من الجرانيت، وهنا يجب التمعن فى التفكير أيضاً هل كل ذلك يستحق فعلاً تكلفته بـ 8 ملايين جنيه؟، و الأمر الأكثر لفتاً للنظر هل مدة سبعة أشهر غير كافية للانتهاء من ترميم و صيانة و تطوير الكوبرى رغم تخصيص تلك التكلفة الضخمة له؟!.
وكوبرى قصر النيل هو أول كوبرى تم إنشائه لربط محافظتى القاهرة والجيزة ببعضهما البعض، وذلك عام 1869 فى عهد الخديوى إسماعيل، بتكلفة 113 ألف و 850 جنيه مصرى، وبعد مرور 59 من إنشاء الكوبرى، تم عمل كوبرى آخر مكانه فى عهد الملك فؤاد الأول، يفى حاجة الحمولة المتزايدة عليه، وذلك عام 1932، بتكلفة 292 ألف جنيه.