- 3400 دعوى زنا ضد زوجات مع إيقاف التنفيذ خلال 2015
-2400 بلاغ بالزنا ضد زوجات فى 2016
-5 آلاف قضية نفى نسب بسبب الهجر خلال عامين
2 مليون طفل يعانوا بسبب الخلافات بين أباء وأمهات متنازعين بسببه ورصد لـ "معاناة" مليون سيدة حسب المنظمات الحقوقية –تدمرت حياتها بسبب ترك ازواجهم لهم دون طلاق-
"سيدات أجبرن على فقد أزواجهن كرها ليعشن بذلك طوال شهور وسنوات مجبرين على التخلى عن حقوقهن الشرعية، فلا هى زوجة لها كامل الحقوق ولا هى مطلقة تستطيع أن تبحث عن زوجا مناسبا، هذا ما يقع تحت مسمى "تعليق وهجر الزوجة" الذي يصنف حسب المراكز الحقوقية بأشد أنواع العنف على النفس، حيث يمتد فى كثير من الأحيان لـ"20" عاما نكاية بالزوجة، بينما يعيش الزوج حياته بشكل كامل ويتزوج بأخرى وينسى حقوق زوجته الأخرى، ليتفشى ذلك بمجتمعنا وينتج عنه كوارث منها قضايا زنا وجرائم شرف وأطفال مجهولى النسب".
صراع محتدم.. هذا ما رصدناه فى قضية الزوجة "ميادة .ف" صاحبة الـ26 عاما التى أقامت دعوى ضرر أمام محكمة الأسرة بعد أن قضت برفقة زوجها أسبوعا واحدا وتركها وعاد إلى السعودية لوظيفته ولم تراه منذ ما يزيد عن السنة و7 أشهر.
وقالت الزوجة: أقمت دعوى تحمل رقم 1897 لسنة 2016 أمام محكمة الأسرة بزنانيرى بعد أن يأست مع العيش وحيدة والاسم متزوجة، ويمارس ضدى من قبل أهل زوجى أبشع أنواع الألم النفسى بعد أن أصبحوا يتفننوا فى معايرتى واتهامى أننى سبب عدم رجوع ابنهم لأننى "فقرية" على حد قولهم.
وتشير النسب بحسب محكمة الأسرة، أن المدد بحسب الدعاوى بسبب تعليق الزوجات وهجرهن تتراوح من 4 أشهر حتى 17 عامت، وأحيانا تصل لـ30 عاما فى المدد الأطول، وأكدت أن 60% من السيدات يقفن أمام محاكم الأسرة ويلجئن للطلاق للضرر والخلع بسبب الهجر.
كما أعلنت محاكم الأسرة بحسب الرصد خلال الـ5 سنوات الماضية أن دعاوى الطلاق للضرر والخلع وصلت لـ250 ألف دعوى بسبب الخلافات الزوجية لترك الزوجات معلقات ومنعهن من حقوقهن الشرعية.
وعن الواقع المرير للزوجات بسبب ألم فراق الأزواج وتحملهن مسئولية أنفسهن وحرمانهن من العلاقة الزوجية لشهور، تتحدث الزوجة "صفاء.ط" فى دعوى قضائية قائلة: زوجى أقام ضدى دعوى زنا حملت رقم 1897 لسنة 2016 أمام محكمة الجيزة، واتهمنى بشرفى فاضطررت "أسلى نفسى بمكالمات جنسية بعد مللى من الحرمان"، بسبب سفره منذ 3 سنوات ورفضه النزول لإجازات وتركى أعانى طمعا منه فى تكوين ثروة لا أرى وطفلى الصغير شئ منها.
وعن رصد الجهات الحكومية والحقوقية ومكاتب تسوية المنازعات، جاء رقم 3400 دعوى زنا ضد زوجات مع إيقاف التنفيذ خلال العام الماضى، و2400 بلاغ بالزنا بـ2016، ليؤكد خطورة عدم تقنين سفر الأزواج وتركهم زوجاتهم والنزول لإجازات لمنحهن حقوقهن الشرعية، كما تزايدت دعاوى نفى النسب لتصل لـ5 آلاف قضية بسبب الهجر خلال عامى "2015- 2016".
كما تم رصد الجرائم بسبب الهجر من قبل منظمات حقوق المرأة والتى وصلت لـ3 آلاف جريمة خلال الخمس سنوات الماضية، وسجلت محاضر أقسام الشرطة بحسب إحصائيات حقوقية جرائم تعدى بين الأزواج بسبب غياب الزوج لفترات طويلة وصلت لـ10 آلاف واقعة خلال عامين.
وكانت الزوجة "سلوى.ر" مثال صارخ للعنف ضد الزوجات بعد أن قام زوجها باتهامها بالزنا ورفض تسجيل الطفل باسمه بسبب كونه لا يشبه والده ويعانى من إعاقة.
وقالت سلوى لـ"انفراد": أقف منذ 5 سنوات أحارب لإثبات نسب ابنى ومنحه شهادة تحمل اسمه بسبب رفض زوجى تسجيله وتشنيعه ضدى بأننى خائنة، وفضحى وسط جميع معارفى دون أن أفعل شيئا، وكل ذلك بسبب عدم تشابه طفلى معه.
وأشارت النسب الحكومية إلى وجود 2 مليون طفل يعانون بسبب الخلافات بين أباء وأمهات متنازعين بسبب الهجر، كما رصدت محاكم الأسرة والمنظمات الحقوقية معاناة مليون سيدة دمرت حياتها بسبب ترك أزواجهن لهن دون طلاق.
ورصد "انفراد" فى كلا من محاكم الأسرة بالقاهرة والجيزة عدد 300 طلب تسوية للحصول على الطلاق خلال شهر مايو، و760 طلبا خلال شهر يونيو الماضى بسبب هجر الزوجات وحرمانهن من حقوقهن الشرعية، وكان أغرب تلك الطلبات المقدمة الدعوى التى حملت رقم 187 لسنة 2016 الخاصة بالزوجة "منى.خ" البالغة من العمر 66 عاما، والتى تطالب بتطليقها من زوجها بعد تحمل هجرها طوال 30 عاما ربت فيهم أبناءها الثلاثة بمفردها، فهو كان يزورهم فى إجازات كل 4 سنوات، وأحيانا أكثر، لتكتشف بعد كل تلك المدة زواجه من 3 غيرها بالكويت، وإنجابه 7 أبناء آخرين.
القانون: يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق إذا هجرها زوجها فى الفراش أكثر من 4 أشهر
ويصف القانون موقف الزوجة المهجورة حسب المـحـامـى بـالـنـقـض "عزيز سلمان": يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق إذا هجرها زوجها أكثر من 4 أشهر، فلا شرع ولا قانون يعطيان الزوج الحق فى أن يهجر زوجته فى الفراش.
وتابع: إذا هجر الزوج زوجته دون عذر مقبول، فمن حقها طلب الطلاق للضرر الواقع عليها، بل يحق للزوجة أن تطلب الطلاق إذا أقام زوجها فى بلد بعيد عنها، فالقانون ينص على "إذا لم ترض الزوجة بغياب زوجها أكثر من ستة أشهر رفعت أمرها إلى القاضى ليقوم بمراسلة زوجها وإلزامه بالعودة، فإن لم يرجع حكم القاضى بما يراه من الطلاق أو الفسخ"، وذلك حلا لمشكلة الزوجات.
حقوقيات: الهجر أبشع أنواع العنف الممارس ضد المرأة ويبرر ممارستها للخيانة
وقالت دكتورة سها مرزوق المحامية الحقوقية: إن الهجر يعتبر من أبشع أنواع العنف الممارس ضد المرأة، فهو يقتلها ويدفعها للخيانة، فلا يجوز معاقبة من اضطرت للبحث عن حقها الشرعى بسبب تعنت زوجها ضدها وفشلها فى الحصول على الطلاق والزواج لمرة أخرى.
وأكملت: آلاف القضاية ننظرها سنويا وتوضح مدى القهر التى تعيشه السيدات فهو رجل يجوز له التزوج ويترك زوجته الأولى تعانى مع أبنائه ويذلها بسبب نفقته، وإذا اعترضت يقيم عليها كل أنواع الدعاوى الكيدية، لكى يتركها معلقة عقابا على تفكيرها فى حقها الشرعى، وبعدها نوجه الاتهام للزوجة بالخروج عن العرف رغم أن الأولى-معاقبة الزوج الذى هجرها وسجنه.
علم النفس: المرأة جسديا لا تستطيع تحمل بعد الزوج عنها كرهاأكثر من 3 أشهر
وقالت الزوجة "مها. أ" إن الزوجة تحتاج للجنس مثلها مثل الزوج، فهو حق طبيعى منحه الله لهما، فالهجر بعد زواج المرأة وخوضها تلك التجربة مع زوجها يصيبها بالاضطراب النفسى والهرمونى، ويجعلها تفكر فيه كثيرا، وأحيانا يتسبب فى وقوع جرائم ومنها الزنا والخيانة إذا لم تحصل على حقها الشرعى.
وتابعت: المرأة جسديا لا تتحمل البعد عن زوجها لمدة تزيد عن 3 أشهر خاصة إذا كان سفره كرها وليس بالتراضى بينهما، فما بالك بسنوات، لذلك على الأزواج والزوجات الاتفاق منذ البداية لتجنب وقوع كوارث لا تحمد عقبها، ولا نستطيع القياس على الزوجات التى يوافقن على ترك أزواجهن لمدد طويلة فكل امرأة لها وضعها وظروفها الخاصة.