فيما يعد تغيراً استراتيجيا فى مستقبل الإخوان بقطر، بدأت الأمور تأخذ شكلا جديدا، بسبب ظهور بوادر غضب شعبية، من التحركات والنشاطات الإخوانية فى الدوحة.
ووفقا لمصادر إخوانية بالدوحة، فإن أغلب ما يسمون أنفسهم شيوخ الجماعة، وأعضاء كيان "هيئة علماء الإخوان" يتواجدون فى العاصمة القطرية، بزعامة يوسف القرضاوى، وهم من يضعون مناهج التربية، التى يدرسها إلى "شُعب" الإخوان فى مصر، خاصة بعدما قرر القائم بأعمال المرشد محمود عزت تجديد محتوى هذه الكتب.
المصادر ذاتها، أكدت أن شخصيات إخوانية طلبت قطر فى وقت سابق ترحيلها، ضمن القيادات الـ 7 المطرودة، وهو جمال عبد الستار، يتردد كثيرا على الدوحة ، لحضور فعاليات اتحاد علماء المسلمين، التى يقيمها القرضاوى باعتباره عضوا فى الاتحاد.
وأشارت المصادر، إلى أن تحركات الإخوان قطر، رغم أنها محدودة، ولكنها مؤثرة فى الجسد الإخوانى، بعدما أدركت الجماعة أن الأوضاع فى تركيا لن تمكنها بشكل كبير من تنفيذ كافة أجندتها ، كما أن بعض المتواجدين فى تركيا مغضوب عليهم من قبل جبهة محمود عزت، المسيطرة بالفعل على الجماعة، حيث يتواجد باسطنبول كل من عمرو دراج، ويحيى حامد، وجمال حشمت، وأحمد عبد الرحمن، ورضا فهمى، وهى الشخصيات التى جمدت الجماعة عضويتها منذ عدة أسابيع..
وكشفت المصادر عن تحركات إخوانية فى قطر، لجعل الدوحة مركزا لمكتب الإرشاد ،خاصة أن مكتب لندن بدأ نشاطه يقل بشكل تدريجى، وسط غضب من كوادر الجماعة، بسبب طريقة إدارة قيادات لندن لطريقة العمل فى هذا المكتب.
الجديد فى الأمر، أن المصادر ذاتها كشفت عن وجود غضب فى بعض فئات الشعب القطرى، وقلق متنامى، من النشاط الإخوانى واللقاءات التى تجرى فى بلادهم، فى ظل التغيرات التى تحدث فى منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن هناك ما يمكن أن يسمى توزيع أدوار للإخوان، ولكل دولة تدعم هذا التنظيم مهمة محددة، فعلى سبيل المثال، قطر تدعم التنظيم فى اتجاهين ، أولهما دعم مشروع الجماعة، عن طريق قناة الجزيرة، والترويج للإخوان، وتشويه خصومهم، أما الاتجاه الثانى، فيتمثل فى الدعم المالى، خاصة الإنفاق على أسر المسجونين، ودفع الكفالات، و الإنفاق على المحبوسين أنفسهم داخل السجون.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن قطر تنفق من فائض موازنتها الكبير، لتنفيذ المخططات التى تطلب منها، من الحلف الغربى، بالاشتراك مع تركيا..
وتابع القيادى السابق بجماعة الإخوان،:"عندما فتحت قطر أبوابها للإخوان فى تسعينيات القرن الماضى، كان هناك شرط عدم السماح بوجود تنظيم للجماعة مقابل تسخير قناة الجزيرة، فى الترويج للإخوان فى المنطقة، بمعرفة يوسف القرضاوى.".
وأوضح أن هناك قلق من جانب الشعب القطرى تجاه الإخوان، كونها دولة صغيرة و لو سمحت بوجود تحركات للتنظيم على الأرض، فربما ينقلب الإخوان على الأسرة الحاكمة، ويسيطرون على الحكم فيها، ما يهدد دول الخليج جميعها، أما تركيا فأصبحت الآن وطناً قومياً بديلاً، مثلما باتت إسرائيل وطناً قومياً ليهود العالم.
وفى السياق ذاته، قال طارق أبو السعد، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن إخوان قطر، هم الدينامو المحرك والممول لجماعة اسطنبول، غير أن ما يميز المتواجدين فى تركيا، أنهم الأعلى صوتا، ومنابرهم الإعلامية المعارضة لأسباب تخص الاتفاق الخليجى الضاغط على قطر، بسبب موقفها من الجماعة الإرهابية.
وأوضح "أبو السعد"، أن احتفاظ الإخوان بالمحفظة المالية للتنظيم، وكل أشكال الدعم والرعاية الخاصة لشخص يوسف القرضاوي تمكنهم من العمل داخل الدوحة بسهولة، غير أن القلق الشعبى من هذه التحركات، ربما يتسبب فى قرارات جديدة، بشأن الجماعة.