• حجى يعلن ندمه عن العمل مستشارا علميا ..ويقول استغلوا العلم فى السياسة .. وهل أيد 30 يونيو ليحصل على المنصب فلما طار أعلن ندمه؟
• عصام حجى يحب البقاء فى دائرة الضوء حتى لو " سنيد " فى برامج فكاهية
• قصة حجى مع كتب وزارة التعليم والقمر الضائع دليل على انه يعتمد على معلومات ملقاة على قارعة الطريق الافتراضى
• الفرق بين مجدى يعقوب وعصام حجى هو الفرق بين العالم والناشط التصريحاتى.. يعقوب لم يتفرغ للعن التخلف وشمر عن ساعديه لمواجهته ونشر العلم.. وعصام اكتفى بالجلوس وخلفه جدار ناسا
قبل 7 سنوات تقريبا حضر الإعلامى أحمد المسلمانى بانفراد وقدم لنا الباحث الشاب عصام حجى، وأنه باحث فى علوم الفضاء، والذى حكى لنا رحلته العلمية والمصادفات التى قادته إلى بعثة بالخارج. وبدا شابا متواضعا طموحا. رحبنا به وشجعنا دأبه العلمى. وقدم المسلمانى الباحث الشاب لوسائل الإعلام بنية تقديمه للمجتمع. راقبت أداء الباحث الشاب وانتظرنا أن نتعرف على إنجازاته العلمية، لكنا رأينا شابا وقع فى هوى الكاميرات. يتحدث كلاما عاما عن أهمية العلم، وهو كلام عام يمكن لأى أحد قوله. وأعجبته صورة النجومية الافتراضية، وتكاثرت تصريحاته السياسية وفتاواه فى كل شيء، إلا تخصصه.
وكثيرا ماكنا نتساءل عما إذا كان عصام يجد وقتا لأبحاثه ومعامله، وكل أوقاته يقضيها على مواقع التواصل أو شاشات التلفزة أو الندوات، وهى ساعات كانت تفوق ما يقضيه علماء حصلوا على نوبل، وحققوا انجازات علمية مثل الدكتور أحمد زويل الذى كان ظهوره الكثير فى الإعلام أحد نقاط الانتقاد، الأمر الذى دفعه للابتعاد. بالرغم من أن زويل له إنجازات علمية واضحة. بينما عصام باحث فى بدايات الطريق، وإذا كان عصام يتحدث كثيرا عن علماء أوروبا والدول المتقدمة فلم يكن هؤلاء العلماء معروضين للجمهور يتحدثون ويخطبون طوال الوقت. لكن عندنا وفى ظل سقوط الحواجز بين الإعلام والإعلان وبين العلم والنشاط السياسى، أصبحت النجومية غاية، وراح ضحية الأضواء من يفقدون البوصلة، وينافسون على المسرح، وينسون مهمتهم الأساسية..الباحث الأمريكى، المصرى الأصل عصام حجى، أصبح واحدا من هؤلاء وأصبحنا نسمع عنه أكثر مما نرى منه.
حجى ويعقوب والعلم والعلماء
اعتاد الباحث عصام حجى أن يظل فى دائرة الضوء، حتى لو كان بتصريحات أو أخبار عن ندوات والظهور "سنيد" فى برامج ساخرة، ولم يعد لديه ما يقدمه سوى إلقاء اللوم على تخلفنا، وتكرار الأحاديث عن غياب التفكير العلمى. وهى عادة "فضائية"، نسبة للفضائيات لاعلاقة لها بالعلم، وكثيرا ماكنت أقارنه بعلماء لهم انجازاتهم، ومع هذا أكثر تواضعا. لم يتوقفوا ليلعنوا التخلف وسعى كل منهم بطريقته لتقديم عمل مفيد. مثلا العلامة مجدى يعقوب لم يتفرغ لإطلاق تصريحات يلعن فيها تخلفنا ويقول لنا إننا فاشلون وتافهون أو يسخر من تخلفنا ويصدر أحكاما بالتخلف، لكنه شمر عن ساعديه ويواصل فى عقده التاسع عملا شاقا وعلما نافعا، لا يبخل فى تقديم المشورة لتطوير التعليم والمنظومة المتأخرة ويقدم درسا بلا خطب ولا ادعاءات. لدينا أمثلة مثل الدكتور محمد غنيم، والدكتور محمد العريان، والدكتور هانى عازر. وغيرهم ممن لم يتوقفوا لمهاجمة المنظومة التى نعرف عيوبها، وكل منهم يسعى لتقديم ولو شيء بسيط. ومثلهم بدرجة أبعد طه حسين أو مصطفى مشرفة. كانوا علماء لم يحملوا مجتمعهم مسئولية التخلف وسعى كل منهم لبناء التقدم بما يستطيع.
طبعا من حق عصام حجى أن يعلن رأيه فى السياسة وأى شيء بشرط أن يخرج نفسه من طائفة العلماء إلى عالم المحللين الاستراتيجيين، ويكف عن المبالغة فى دوره الثورى فى 25 يناير أو 30 يونيو، ومن شارك فى أى من هذه الأحداث مسئول عن اختياراته، ولم يدخلها انتظارا لثمن، وإنما تعبيرا عن موقف أو اختيار يخصه. عصام حجى يتحدث فيما لايعرفه، ولا يتحدث فيما يعرفه. يخوض فى السياسة وهناك غيره مئات، بينما يترك العلم، ولا نعرف له بحثا أو خطوة، غير ما يسجله فى صفحات الأنترنت. ومنظمات العلاقات العامة والتسويق السياسى، ضمن لعبة معروفة. وليدلنا على عالم من ناسا أو عالم كيمياء أو فيزياء، يدلى بكل هذه الأحاديث ويملأ الدنيا أخبارا عن نفسه. ويتحدث فى كل الشئون ماعدا تخصصه فى الفلك أو الفضاء أو الجيولوجيا أو الكواكب والنجوم والمريخ كما تعلن صفحاته التسويقية.
استراتيجية وهمية ومعلومات مضروبة
وأقول هذا بمناسبة حديث أدلى به عصام مؤخرا، بوصفه المستشار العلمي الأسبق برئاسة الجمهورية، وهو منصب رشحه له الإعلامى أحمد المسلمانى مع المستشار عدلى منصور، لم يستمر فيه غير ثلاثة شهور، غادره إلى عمله بأمريكا، ويقول إنه كان مخطئاً في تقديره بأن ما حدث في يونيو يمكن أن ينقل مصر للدولة الحديثة ويرى مصر دولة عسكرية، وأنه خلال عمله بالرئاسة لم ير سوى 5 مدنيين فقط. وإنه نادم بالمشاركة في العمل بمؤسسة الرئاسة "لأن العلم تم استخدامه لأغراض سياسية". ومع أننا لم نر من عصام حجى علما حتى الآن غير صوره أمام مؤسسة ناسا، مثلما كنا نسمع أن الدكتور مرسى كان يعمل فى ناسا.
يقول حجى إنه فخور بما قدمه عن استراتيجية تطوير التعليم، وهى استراتيجية لم ينشر لنا ماهيتها. وهو لم يبق سوى 3 أشهر، والاستراتيجيات ليست بالكلام، إلا لدى الاستراتيجيين الوهميين. وأعرب عصام عن ندمه بتوقيع استمارة تمرد، ويقول إنه كان يعلقها في مكتبه، ثم يعلن أنه كان صاحب أفضال فى الإفراج عن الشباب، باستجابة الرئيس السابق عدلى منصور. ويتحدث عن إحباط العاملين بمؤسسة الرئاسة. وتشغل الأنا مكانا واسعا فى حياة عصام حجى، الذى يقدم نفسه على أنه كان الوحيد فى مؤسسة الرئاسة الذى يعرف ويفهم العلم والسياسة والشباب والتعليم والبحث العلمى والفضاء والمريخ. ويبدو بالفعل ضحية لتضخم الذات، وعصر النجومية المفرطة، فهو يدلى برأيه فى الطاقة النووية ومشروع الضبعة والشباب.
فى أبريل 2015، خرج عصام حجى بتصريحات عن اختفاء القمر الصناعى «إيجيبت سات 2»، ووصف اختفاء القمر بأنه فضيحة، وتصور البعض ان عصام احضر معلوماته من ناسا، لكن هيئة الاستشعار عن بعد قالت إن القمر أصابه عطل تقنى وأصلحناه وعاد لمداره. واتضح أن عصام اعتمد على معلومات خاطئة، من مواقع التواصل، وليس من وكالة ناسا.
وفى مارس الماضى نشأت قضية حذف أسماء علماء أو باحثين لاسباب سياسية من مناهج التربية والتعليم، وخرج الدكتور عصام حجى ليتب مذكرة على صفحته ب"فيسبوك" يعلن ا أنه تم حذف اسمه من كتاب التربية الوطنية، وزارة التعليم ردت بالوثائق أن اسمه موجود فى الصفحة 58 من الكتاب تحت درس بعنوان "عقول مصرية وإنجازات عالمية". واضطر "حجى" ليكتب اعتذارا ويقول" ثبت لى أنه لم يتم حذف سيرتى الذاتية من كتاب التربية الوطنية، وأعتذر لكل العاملين بالوزارة للخطأ الذى ارتكبته، حيث أرسلت لى معلومات ونسخة خاطئة من الكتاب من مصادر اعتدت الثقة بها. ومرة اخرى يعتمد عصام على معلومات ملقاة على قارعة التواصل الاجتماعى.
سوابق الاختيارات الخاطئة
وإذا كان اعترف بخطأ اختياراته، واعتذر مرات عن اخبار مضروبة استند اليها ومعلومات خاطئة، فكيف يمكن أن يطالب الآخرين بأن يثقوا فيه. وهل يريد من الناس أن تتعامل معه كعالم، أم سياسى أم مجرد ناشط وسنيد فى برامج التوك شو المسائية. وهل كان يمكن لحجى ان يلقى بكل هذا الهجوم لو كان تم تقديسه وبروزته وهل انضم لـ30 يونيو وفى عقله الحصول على منصب فلما فقده انقلب على عقبيه.
مع أن أحدا لا يعرف له موقفا حقيقيا واضحا. وحسب ما نعلم فقد وافق الرئيس عدلى منصور على تعيينه مستشارا علميا بترشيح الإعلامى أحمد المسلمانى، ولم يروا منه استشارات ولا علم، وإنما إفراط فى الظهور والتصريحات، ونشاط فيسبوكى، وحتى عندما كان له رأى فى قضية جهاز الكبد وهو رأى يتفق معه آخرون لم يعلن الرأى كمستشار لكن نشره وأدلى به فى الفضائيات ومواقع التواصل.
بينما كان عليه أن يقدم رأيه كمستشار وليس كنجم فضائيات. ولم يعاتبه أحد وتحت ضغط نجوميته، كان يتصور أن تصنع منه الدولة عالما علامة وفاهما فهامة من دون أن يروا منه علامة. وهو يحكى حكايات لا تناسب 3 أشهر. ثم إنه يتحدث فى كل شيء ماعدا تخصصه، الضبعة والقناة والطرق والكبارى، ولا نعرف له بحثا فى الفضاء. بل هل يملك أن يتحدث عن ناسا من دون إذن الوكالة. ثم إنه يهتم بمصر ليس من باب الفائدة ولكن من باب الشماتة ونشر اليأس. كعادة كثيرين من ضحايا عصر النجومية المفرطة.