"لقمة وسكن" مقابل الانتماء للإخوان.. داخل الجماعة من يطيع الأوامر يعيش هنيًا ومن يعصيها يُطرد من رحمتها.. وخبراء إسلاميون: يوهمون الشباب الصغير بما يصفوه "المحافظة على الكيانات" وعليهم الطاعة العمياء

منذ سقوط حكم الإخوان، تمر الجماعة بأزمات تلو الأخرى، يتضح من خلال هذه الأزمات حقائق لم تكن تعرف من قبل، وتتسبب هذه الأزمات فى فضح أحفاد حسن البنا لأنفسهم بأنفسهم، فمنذ أيام قليلة نشبت معركة جديدة بين شباب الإخوان وقياداتهم فى السودان، حيث اتهم الشباب القيادات بأنهم يذلونهم مقابل العيش والسكن، وأراد الشباب بهذه الخطوة استعطاف الآخرين، لم يعوا أنهم دون قصد كشفوا أنهم منتمين للجماعة مقابل المآكل والملبس والعيش الرغد.

وفى هذا الشأن أكد عوض الحطاب القيادى السابق بالجماعة الإسلامية أن أغلب المنتمين للجماعات الإسلامية مرتبطين بالجماعة من أجل مصالح حياتية وليس انتماءً فكريا أو دعويا، كاشفا عن أن الجماعة الإسلامية قد عرضت عليه "الزواج وأموال" ليستمر فيها ولا يستقيل منها.

وقال "الحطاب" فى تصريحات لـ"انفراد" الانتماء للجماعة يكون بداية حماس من شباب يريد الالتزام ثم يصبح ترسًا فى الجماعة، حيث تقوم الجماعة بتوظيفه فى أى شركة تابعة لها من ثم يرتبط ارتباطا كاملا بالجماعة ولا يستطيع مخالفة أوامر قياداته.

وأضاف "الحطاب": "تظل القيادات توهم الشباب الصغير بما يصفوه المحافظة على الكيانات ومن أجل هذا الهدف يفعل الشباب أى شىء".

من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن التنظيم منذ نشأته شهد خلافات طاحنة وانشقاقات بسبب هذه الأمور المادية والتمويل والرقابة على الإنفاق، وقصة مطالبة بعض الأعضاء لمؤسس الجماعة بتشكيل لجنة تدير أموال الجماعة وأن تخضع للحساب والشفافية معروفة، وهى وصولاً للتراشقات الحالية التى طفت على السطح على وقع أزمة الإخوان الداخلية والصراعات على القيادة اليوم من أهم وأخطر قضايا وملفات الإخوان التى اعتبرت نفسها دولة داخل الدولة وكونها تهتم ضمن ما تهتم به الأمور الاقتصادية والاستثمارية، بحيث صارت بما تمتلكه وتديره من مشروعات ومستشفيات ومدارس ومصانع مغنماً ومطمعاً للمنتسبين لها والساعين للسيطرة على مقاليدها.

وأضاف فى تصريح لـ"انفراد": "استفاد منها الكثيرون مادياً ولم تعد الدعوة كما هى وكما ينبغى أن تكون تجرداً وزهداً وإنفاقاً فى سبيل الله، بل انتساباً لتنظيم متغلغل فى عمق المجتمع يقوم بالإنفاق على الكثير من المنتسبين إليه مقابل القيام بمهام إدارية وتنظيمية وحركية، وهذا وضح أكثر ما يكون فى ظل الأزمة الحالية حيث خرجت قيادات تتهم قيادات أخرى بالفساد واستغلال النفوذ وطالبت قيادات وأعضاء بآلية للمحاسبة، فضلاً عن ظهور الفوارق بين حجم مكتسبات القيادات التى تتهرب من تفعيل تلك الآلية ومكتسبات الأعضاء التى عادت ما تكون ضئيلة بالمقارنة بها".

واستطرد: "من المعروف أن تلك التنظيمات بها مساحة واسعة للمستغلين وضعاف النفوس وراغبى مضاعفة الثروة لكونها تنظيمات مغلقة تتمتع بسرية كاملة فى مصادر تمويلها وطرق دعمها وحجم هذا الدعم والتمويل، مع تحريم سوء الظن والمحاسبة بوصف من يقومون على تلك التنظيمات أتقياء ورعون غير مسموح بمراجعتهم ومحاسبتهم، فضلاً عما توفره تلك التنظيمات من غطاء يشرع تلك الممارسات ويمنحها الاستمرارية من خلال النشاط الخيرى والاجتماعى ومن خلال مساومة الدولة بالمناورات السياسية، حيث تختار الجماعة بقاء تنظيمها بهذا التوغل وبعيداً عن تقنين وضعه وإخضاعه للمحاسبة مقابل تفاهمات وتسويات فى المشهد السياسى حيث كان اختيار القيادات دائماً هو تأمين مكتسباتهم ووضعهم الاقتصادى".




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;