أكد متعاملون فى السوق الموازية، أن سعر الدولار يواصل التراجع خلال الأيام المقبلة، بعد وصول سعره حاليا حوالى 9.70 جنيه للبيع وبلغ سعر الشراء من حائزى العملة 9.50 جنيه.
وواصلت حالة من الاضطراب فى السوق السوداء، تزامنا مع استمرار حالة التراجع الحاد، التى يشهدها سعر صرف الدولار فى السوق الموازية ليصل إلى أقل مستوى له منذ عدة أشهر.
وأفاد متعاملون فى السوق الموازية، بأن عددا كبيرا من شركات الصرافة أوقفت تعاملاتها فى السوق السوداء للدولار جراء الرقابة الشديدة على السوق خاصة بعد إغلاق 23 شركة صرافة.
ويشهد السوق الموازية حاليا حالة من الاضطراب بعد محاولات التجار لبيع ما لديهم من عملات لإدراك الخسائر، التى تعرضوا لها، لأنهم اشتروا الدولار بأسعار مرتفعة وبعد تراجع سعره يبيعوا ما لديهم من عملة.
لجوء تجار العملة لبيع ما لديهم من مخزون دولارى زود المعروض فى السوق وساهم فى مزيد من تراجع العملة الأمريكية، بجانب الإجراءات، التى تتخذها الحكومة والبنك المركزى لضبط السوق الموازية.
وسببت المفاوضات التى تجريها الحكومة المصرية مع صندوق النقد وعدد من المؤسسات المصرفية لتمويل عجز الموازنة، والحصول على قروض تصل لـ21 مليار دولار، فى إرباك المضاربين لأن دخول أى سيولة دولارية للسوق يدفع السعر لمزيد من التراجع.
وفى المحافظات المختلفة، واصل حائزو العملة من المواطنين الذين اشتروا الدولار كملاذ آمن لبيع ما لديهم من الدولار، وهو ما خلق مزيد من السيولة للعملة الأمريكية فى الأسواق.
أما الحديث عن اقتراب البنك المركزى من ضخ عطاء دولارى تصل قيمته إلى نصف مليار دولار، جعل التجار والمستوردين ينتظروا العطاء الدولارى العاجل لتلبية احتياجاتهم.
من جانبه، اقترح الخبير الاقتصادى خالد الشافعى، إغلاق شركات الصرافة بعد اشتداد أزمة الدولار مؤخرا، وذلك لأنها ساهمت فى إشعال أزمة الدولار وجمعت العملة الأمريكية فى الأسواق لتحقيق مكاسب نتيجة فارق سعر العملة بين السوق الموازى والسوق الرسمى، التى ازدادت مؤخرا.
وأضاف الشافعى، فى تصريحات خاصة، أن الأزمة التى مر بها سوق صرف العملة الأمريكية الموازية، تؤكد أن هناك مخطط لإشعال أزمة الدولار، لأنه ليس معقولا ارتفاع سعر الدولار خلال أقل من أسبوع بقيمة تتجاوز الـ2 جنيه للدولار، رغم أن احتياجات السوق كما هى لم تتغير لكن الشائعات التى نتعرض لها خاصة بعد التصريحات السلبية التى خرجت من محافظ البنك المركزى، التى تم تفسيرها على أنها مؤشر لخض أو تعويم الجنيه هى سبب اشتعال أزمة الدولار.
وأكد الشافعى، أن حدوث تراجع فى سعر الدولار بالسوق السوداء لابد أن تتوازى مع مساعى من المجموعة لجذب مزيد من الاستثمارات المباشرة، مع التأكيد على أهمية تبسيط إجراءات الدخول للسوق وكذلك وضع وسيلة واضحة للخروج من السوق لأن كثير من المستثمرين يخشون الاستثمار فى السوق نتيجة عدم وضوح الرؤية لكيفية الخروج من السوق.
فى السياق ذاته، تواكبت تحركات ضبط الأسواق واستمرار تراجع الدولار مع مساعى الحكومة المصرية لإصلاح منظومتها الاقتصادية وترشيد الإنفاق العام لسد عجز الموازنة، الذى بلغ أرقام مخيفة خلال الفترة الماضية.