شهد مقترح أطلقه قيادى سلفى، بحل الأحزاب الإسلامية والسلفية، وعلى رأسها حزب النور السلفى، معركة قوية بين أبناء التيار السلفى، بين من يؤكد ضرورة حل جميع هذه الأحزاب الإسلامية، والسلفية، والاكتفاء بمجلس يضم شيوخ الدعوة، وبين من يرفض حل الأحزاب ويؤكد ضرورة استمرارها.
وأطلق قيادى سلفى مبادرة جديدة داخل التيار الاسلامى والسلفى، طالب فيها بحل جميع الأحزاب الإسلامية والسلفية بما فيها حزب النور السلفى، وحزب الوطن، مقابل تدشين مجلس من العلماء للإفتاء فى الأمور الشرعية فقط.
وقال مدحت أبو الدهب، القيادى السلفى، إن لديه مبادرة تتضمن أنه يجب وجوبا شرعيا أن تحل الجماعات والأحزاب الإسلامية كلها، وأثناء ذلك ينشأ مجلس شرعى عام من مجموعة كبيرة من العلماء، ولا مكان لغير العقلاء، ينظرون فى المستجدات ويفتون حسب الشرع الذى ينظر للأمة كلها، لا حسب المصلحة الضيقة للحزب أو الجماعة.
وأضاف القيادى السلفى، فى بيان له إن من يرفض ذلك تحت أى مسمى فيعد خائنا سواء تعمد أم لم يتعمد، فلا أسوأ من سقوط دولة وراء أخرى بيد أمريكا وإسرائيل وحليفتهما الدائمة إيران.
واستطرد :" يجب وجوبا شرعيا تنكيس أى راية أدت أو ستؤدى إلى تفرق الأمة، ولا نرفع إلا راية واحدة فقط وهى راية الشريعة، والأدلة أكثر فعلا من أن تحصى أو تستقصى، واقترحت أن يتزامن مع ذلك اجتماع العقلاء وفقط ولا مكان لغير العقلاء، فاذا بالبعض يقول العقلاء هنا غير هناك، وهذا غير مقبول".
وتابع :"ادعى البعض أن المبادرة ستفشل بسبب المتربصين، ولكننى أقول ستفشل لأننا فشلة باختصار شديد، ولو كنا ناجحين مخلصين مهتمين لنجحت ونجح غيرها، لا يحق لأى فصيل ينتمى لحزب أو جماعة أن يرفض العمل تحت راية واحدة، لا أقول مسمى جديد".
من جانبه قال الشيخ أحمد فتحى أبو عبيدة القيادى بالدعوة السلفية: أزمة هذه المبادرة تكمن فى عدم إعلان الكثير من مشايخنا وعلمائنا عن آرائهم للعامة، وأعذارهم فى ذلك كثيرة ومقبولة فى أغلبها أيضا، وعدم الإعلان هذا هو ما يتسبب فى إحداث حالة كبيرة من اللغط الذى يحدث عند الكثيرين، وأحيانا الاستهجان والاستنكار من مواقف هؤلاء العلماء.
وأضاف ردا على المبادرة :"فلو اتفقوا فقط على إعلان مواقفهم عندما يستدعى الأمر ذلك، فإننى أرى أننا نكون قد وصلنا لمرحلة طيبة نستطيع أن نبنى عليها".
وفى ذات السياق علق الدكتور فادى الناصر، القيادى بالدعوة السلفية على المبادرة قائلا: "هل ستسمح الدوله بذلك؟ وتحت أى قانون؟".
من جانبه قال الشيخ محمد فؤاد القيادى بالدعوة السلفية فى الإسكندرية تعليقا على هذه المبادرة: "كلمة التوحيد هى سبيلنا لتوحيد الكلمة، فلا يمكن توحيد الكلمة إلا بتحقيق كلمة التوحيد علما وعملا وسلوكا على منهج أهل السنة، ومن لم يلتزم بذلك فوجوده مضرة بحد ذاته".
وأضاف :"لذلك لم يدع أحد من السلف إلى الجمع بين أهل السنة وبين الخوارج مثلا، ولا يعنى كلامى هذا أن المخالف أعتبره من الفرق النارية، ولكن لأبين معنى وأهمية الاجتماع، أقول: واعتصموا بحبل الله، لا بشئ آخر".
بدوره قال الشيخ عبد المنعم البحيرى، القيادى السلفى تعليقا على المبادرة :"الإخوان قطعا لا، لكن الدعوة السلفية بادرت مع كل التيارات السلفية بعد يناير لتشكيل كيان سلفى موحد و قوى، ولكن هناك من تهرب و هناك من تعلل".
وعارض الشيخ سامح عبد الحميد القيادى السلفى، مبادرة مدحت أبو الدهب فائلا: "لم أسمع أحدًا من أهل العلم أفتى بذلك، فمن أين جاء بهذا؟ وهل غفل العلماء عن ذلك الأمر المهم والمحورى؟ وهل إذا توحدت الكيانات الإسلامية فى مصر ستنتهى العقبات أم سيقول يجب وجوبًا شرعيًّا أن تتحد كل الكيانات الإسلامية على مستوى العالم..؟ لم أسمع بهذا أبدًا.
وأضاف عبد الحميد :" تعدد الأحزاب والجماعات الإسلامية ليس بالضرورة أن يجلب الفرقة والضعف، بل يمكن أن يتعاونوا ويُكونوا تحالفات واتحادات فيما بينهم، ولا يلزم أن يتم إلغاؤها كلها أو بعضها، وكان على عهد النبى صلى الله عليه وسلم المهاجرون والأنصار وأهل بدر وأصحاب الشجرة وغيرها من المسميات، ولم يكن فى ذلك غضاضة، وقد تم تجربة هذه الأمور من قبل؛ كما حدث فى (مجلس شورى العلماء) وكذلك (الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح) ولم تتوحد الكيانات الإسلامية فى كيان واحد".
واستطرد عبد الحميد :"هناك جماعة قوية بالفعل؛ هى جمعية الدعاة، وهناك حزب قوي بالفعل؛ هو حزب النور، فعلى من يُريد الوحدة أن ينضم لهذا الكيان الدعوى (جمعية الدعاة)، وذاك الكيان السياسى (حزب النور) ، لماذا نهدم هذين الكيانين ونبدأ فى بناء جديد؟ هذه مغامرة غير محسوبة النتائج، نحن فى دولة ذات دستور وقانون، وعلينا تشكيل كيانات تتوافق مع الدستور والقانون، وليس اتحادات وكيانات غير قانونية، وهذا متوفر فى جمعية الدعاة وحزب النور".